تتناول الصحف الإسرائيلية تقدم تنظيم “داعش” على الأرض في العراق، فصحيفة “هآرتس” تعتبر أن التنظيم يسجل لنفسه إنتصارات إستراتيجية، أما صحيفة “إسرائيل هيوم” فترى أن “داعش” تسعى للسيطرة على السلطة في العراق.
رأت صحيفة “هآرتس” أن ابو بكر البغدادي، زعيم “الدولة الاسلامية في العراق وسوريا” ، يمكنه ان يسجل لنفسه إنتصارين استراتيجيين. في سوريا، وأضافت أنه “ومن موقع سيطرة قوي تحول الى هدف لقتال مستقل، وبذلك شق صفوف المعارضين في قتالهم ضد بشار الأسد. من هنا، فهو منح الرئيس السوري مكانة من يحارب الاسلام المتطرف، وشخصاً يمكن للغرب ان يعده ذخراً استراتيجياً. اما في العراق، فقد سيطر على المحافظة الأكبر في الدولة، وهو يهدد الحكم الذي انتُخب قبل أسابيع معدودة فقط بانتخابات ديمقراطية.
وبحسب الصحيفة، فإن البغدادي يمثل الجيل الثالث من الجهاديين، وهو جيل يبحث عن زعيم جديد بعد تصفية بن لادن وضمور أيمن الظواهري، ويبلور استراتيجية قتال جديدة وخطيرة. ومع الفارق بين أسلوب الهجمات الارهابية الضخمة التي ميزت عمليات القاعدة في فترة بن لادن، والسيطرة المحلية على مدن أو أحياء في مدن في العراق في فترة أبو مصعب الزرقاوي، فإن الجيل الثالث لم يكتف بالعمليات أو بحرب عصابات ضد أنظمة، بل يسعى للامساك بالسلطة.
أما صحيفة “إسرائيل هيوم” فإعتبرت ان يومان فقط كانا كافيين لجهاديي “الدولة الاسلامية في العراق وسوريا” للسيطرة على مدينتين هامتين في العراق. واعتبرت الصحيفة أن السيطرة على مدينتي الموصل وتكريت يجب أن يشعل الضوء الأحمر بسبب السهولة الكبيرة لسقوطهما. وثمة طموحات كبيرة للإسلاميين. في موازاة صراعهم الوحشي في سوريا، فهم يتطلعون أيضاً الى إسقاط النظام العراقي. ومن الصعب اليوم التنبؤ الى أين يمكن ان يصلوا؟ لكنهم حققوا إنجازات جوهرية، فهم يسيطرون على منطقة كبيرة شرقي سوريا في محافظة دير الزور، وبفضل السيطرة على محافظة نينوى فتحوا لأنفسهم رواقا يربط الأنبار والموصل بالحدود السورية. وإعتبرت الصحيفة الإسرائيلية ان هذا المعبر الحدودي الذي يسيطرون عليه يمكّن الجهاديين في سوريا من الإنضمام الى رفاقهم في العراق، وبالعكس. وبالتالي فقد أصبح ممكناً نقل السلاح والعتاد والأموال بين الدول المنقسمة.
سيريان تلغراف