شهد فضاء الانترنت تراشقا جديدا بين فنانين سوريين بسبب تباين موقفيهما جذريا من النظام الحاكم في بلديهما والأزمة السورية في السنوات الأخيرة، ليأتي ذلك حلقة جديدة في سلسلة المناوشات العلنية بين فنان سوري وزميله، وليجد سوريون أنفسهم ضحية خلاف على هامش الصراع الدائر في البلاد، نتيجة تأييدهم لفنان على حساب آخر.
فقد رد الممثل أيمن زيدان على الممثل عبد الحكيم قطيفان بعد مشاركة الأخير في برنامج “سري جدا” مع الإعلامي اللبناني طوني خليفة، قال فيه إن النظام السوري كوّن تربة خصبة للاستياء الشعبي بسبب “الفساد” وعدم تحقيق الأهداف التي كان من المفترض تحقيقها، شأنه في ذلك شأن الأنظمة العربية.
كما أضاف أن الهدف من الثورة السورية لم يكن الإطاحة بالنظام وإنما إدخال إصلاحات، معتبرا أن الثورة انحرفت عن مسارها بعد تدخل المجموعات المسلحة مثل “داعش” و”جبة النصرة”.
واعتبر قطيفان أن اللاعب الرئيس في الفترة الحالية في سورية ليس سورية، كما أعاد إلى الأذهان اعتقاله وسجنه 9 سنوات بتهمة “التحريض على تغيير النظام”، وذلك في ثمانينات القرن الماضي.
من جانبه رأى الفنان أيمن زيدان من خلال رده في مشاركة على صفحته في الـ “فيسبوك” أنه “بعد لحظات من البداية الاستعراضية من قبل عبد الحكيم حول النضال والثورات والحرية، وجدته محشورا في زاوية ضيقة جدا، كان فيها طوني خليفة الأكثر تأثيرا والأكثر قدرة على الإقناع”.
واسترسل في مشاركته: “تساءلت عن سر هذه الهزيمة الحوارية المبكرة التي أصابت عبد الحكيم، وسرعان ما اكتشفت أول الأسباب لهزيمته، إنه الكذب. في سياق حديثه عن أن لا أحد من زملائه وقف بجواره بعد خروجه من الاعتقال، ذكرني كمثال، واستغربت أنه نسي على الأقل أنه في فترة التسعينات، عمل كثيرا معي في شركة الشام”، مذكرا ببعض الأعمال الفنية التي شارك بها عبد الحكيم قطيفان.
اختتم زيدان مشاركته بتأكيده على أنه ليس معنيا بموقف قطيفان السياسي، “لكنني تعلمت من هذا اللقاء أنك عندما تكذب وتزيف الحقائق البسيطة، ستجد نفسك هزيلا ومحشورا في الزوايا الضيقة”.
رد عبد الحكيم قطيفان عبر مشاركة في الانترنت أيضا معربا عن دهشته إزاء رد فعل زيدان الذي تسببت به “مجرد جملة وردت في سياق حواري مع طوني خليفه، وجاءت من باب عتب المحب والمتأمل عندما خرجت من المعتقل بعد سنوات طويلة. غريب كل هذا الحقد والسواد والتورم والغطرسة عند أيمن زيدان وهو النجم والكبير والضخم والركن والوحش وسنديانة الفن”.
وعاتب قطيفان زيدان لعدم مناقشة الأخير الافكار والحقائق المؤلمة بحسب وصفه، سيما تلك المتعلقة بـ “ارقام الموت واعتقال وبؤس ومهانة يعيشها أهلنا في داخل سورية أو في الشتات”، معتبرا أن رد أيمن زيدان اقتصر على السخرية من كل ما تحدث عنه.
أما في ما يتعلق بالاعمال الفنية التي ذكرها زيدان في معرض حديثه عن مشاركات عبد الحكيم قطيفان، رد الأخير بأن أول عمل فني حصل عليه من أيمن زيدان كان في عام 1996، أي بعد خروجه من السجن بـ 5 سنوات، مشددا على أنه شارك في 15 عملا فنيا قبل ذلك، مما جعله “مطلوبا من الشركات”.
وأضاف: “إن ما قدمته لي أيها النبيل هو عرض تقدمه لـ 200 ممثل غيري. فيا ريت لا تختبئ وراء إصبعك الصادق. ومن الآخر يا معلم (أيمن زيدان) المشكلة كما أراها، بأن ما كان يجمعنا ومازال هو القليل جدا، وما يفرقنا ويمايز بيننا هو مشروع وطني وأخلاقي وإنساني، مشروع أراك فيه مفتقرا لكل ما سبق”.
سيريان تلغراف