لم يعد يقتصر الإرهاب على منظمات بعينها، بخلاياها المكشوفة أو النائمة أو الموقوتة، ولا عصاباتها المختلفة، وأشكالها المتنوعة، بل صار بإمكاننا أن نعتبر بعض الدول منظمات إرهابية أيضاً، لأنها تريد أن تفرض ديكتاتوريتها المقنّعة بالديمقراطية بكافة الوسائل الإرهابية، ومنها دعم المنظمات الإجرامية مادياً، معنوياً، إعلامياً، إضافة إلى دعمها بالأسلحة المختلفة، واستغلالها من خلال تفريغ أدمغتها من المبادئ الإنسانية وزجّها في الجحيم الإرهابي، ثم تكون هذه الدول المصنّعة لهذه المنظمات، أول من يتخلى عن هذه المنظمات المشتغلة على مخططات صهيو أمريكية تعيث في الأرض فساداً وقتلاً وسرقات وذبحاً وحرقاً وتدميراً وتخريباً ونهباً وإلى آخر ما هنالك من معجم الإرهاب.
ولأن الواقع أثبت أن بعض ما يسمّى بـ (الدول) هي إرهابية أيضاً، صار لا بد من إعادة تعريف الدولة قانونياً، فلسفياً، وأخلاقياً، والاتفاق على أن هناك (لوبي عالمي إرهابي) لا يصح أن نطلق على أي من أعضائه (دولة)، ببساطة، لأن الدولة مؤسسة على الحضارة والمدنية، لا على تبنّـي الإرهابيين وإرسالهم إلى دول أخرى ذات حضارة تمتد لآلاف السنين، علمت البشريةَ الأبجديةَ الأولى لغوياً، روحياً، وطنياً، علمياً، فلكياً، وإنسانياً.. ولمن تساوره ذرة من شك، فليسأل الشعب السوري الذي أراد واختار بعزته وكرامته (رمزَه الوطني)، وليقرأ الواقع بموضوعية أخلاقية، لا بما تتوهمه المؤامرات الأمريكوصهيونية، ليتأكد من أن على العالم أن يعيد تصنيف الدول، وتعريف الدولة، وفي هذه الحالة كم من تلك المدعوة (دولاً) ستصنف على أنها (منظمات إرهابية)؟
سيريان تلغراف | غالية خوجة
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)