ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أن التفجيرات الإرهابية التي وقعت يوم الأثنين الماضي في دمشق وادلب جددت المخاوف من تنامي وجود المجموعات المتطرفة وعلى رأسها القاعدة في سورية وما يترتب على ذلك من خلق مصاعب لاحتواء الوضع ووضع العقبات أمام تنفيذ خطة مبعوث الأمم المتحدة كوفي عنان لوقف العنف .
ولفتت الصحيفة إلى أن ثمانية تفجيرات انتحارية إرهابية وقعت في سورية منذ كانون الأول الماضي كان آخرها تفجيرين ارهابيين في ادلب يوم الاثنين الماضي وأقر مسؤولون غربيون وعرب وبعض من أعضاء ما يسمى بالمعارضة بتزايد انشطة القاعدة والمجموعات المتطرفة والهجمات التي يشنونها داخل سورية .
ويؤكد مسؤولون اميركيون وبينهم جيمس كلابر مدير الاستخبارات القومية الاميركية ان هذه الهجمات على مبان حكومية في دمشق وحلب خلال الأشهر الاربعة الماضية تماثل الى حد كبير هجمات تنظيم القاعدة وأن هناك احتمالا بأن المتطرفين وهم بشكل رئيسي من القاعدة في العراق تسللوا الى صفوف المجموعات المسلحة في سورية .
ويشير مسؤول آخر إلى وجود قلق من أن هذه الهجمات تتجاوز قدرة وسيطرة ما يدعى بالمجموعات المعارضة ويثير بشكل كبير احتمال تورط مجموعات مسلحة أخرى .
ولفتت الصحيفة إلى أن الكثير ممن يدعون انفسهم ناشطين يعترفون بوجود انشطة واسعة للمتطرفين في العديد من البلدات والقرى السورية والكثير منهم يشير الى خط واضح ومتنام للايديولوجية الاسلامية المتطرفة التي بدأت تظهر في شعارات المظاهرات وهتافاتها .
ويرى بعض المسؤولين الأميركيين والغربيين أن المتطرفين يحاولون الاضطلاع بدور اكبر .
وفي مقال آخر نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية تحت عنوان ” القاعدة تفتح خط جبهة جديدا لها في الشرق الأوسط” قال الكاتب باتريك كوكبرن: إن الهجمات التي وقعت هذا الاسبوع في ادلب تحمل جميع علامات العمليات التي تشنها القاعدة كما أن وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي اَي ايه أكدت أن التفجيرات السابقة في سورية هي من عمل القاعدة.
وتابع كوكبرن أن هذه الهجمات تظهر أن القاعدة وعلى الرغم من مقتل زعيمها أسامة بن لادن وعدد من قادتها الآخرين لاتزال ناشطة وبدأت تتدخل في اماكن جديدة في الشرق الاوسط سواء في العراق او سورية ولم تعد تكتفي بتحديد انشطتها في أماكن منعزلة كما في باكستان واليمن والصومال .
ولفت الكاتب الى أن العلاقة بين السعودية وتنظيم القاعدة مختلفة فالوهابيون في السعودية يشبهون الى حد كبير في ايديولوجيتهم افكار ومعتقدات القاعدة المتطرفة وهم يعتبرون سورية عدوا بسبب علاقاتها الوطيدة مع ايران .
وقال كوكبرن إن السعودية وقطر تشكلان عنصرا مهما جدا لمستقبل الأصولية الاسلامية سواء كانت تحت مسمى القاعدة أو بعض التنظيمات المتطرفة الأخرى التي تشبهها في أسلوب التفكير.