اقتربت سورية من إعلان انتصارها الأسطوري, و القائد الأسد أصبح يملك مفاتيح القوة في العالم بيده, لأن من حاربه لم يكسب سوى الخزي و العار و جلب لبلده و شعبه الحقد و العداء, و الحلفاء الذين اتفقوا على خراب سورية, ها قد بدأ انتصارها يفرقهم, فعلى الرغم من ولاء الولايات المتحدة الأميركية المطلق لإسرائيل إلا أنها أدركت بعد النصر الأسطوري الذي حققه الجيش العقائدي السوري و بعد إنهيار هرم الإرهاب بالكامل أنها تورطت بهذه الحرب, و إن لم تبحث عن مخرج لها بأقل الخسائر من أجل مصالحها ستنهار اقتصادياً و استراتيجياً أمام منافسها الأقوى روسيا, و لكنها بالوقت نفسه بدأت تعمل بالسر مع اسرائيل لإستبدال بعض الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي لكي تضمن في المستقبل أن لا يكون حق الفيتو الروسي و الصيني المزدوج واقفاً كحجرة عثرة في وجه مخططاتهم.
اقتراب سورية من إعلان انتصارها و فوز الأسد بمنصب الرئاسة الذي أصبح واضحاً جلياً و واقعاً ملموساً من التفاف شعبه و جيشه من حوله و دعم الشعوب العربية المقاومة له ,لأنه أصبح رمز خلاصهم, أصاب قادة اسرائيل بحالة هستيرية جنونية, لأن هدفهم من هذه الحرب كان القضاء على المثلث الفولاذي للمقاومة الإسلامية المتمثل بسورية الأسد و حزب الله و إيران, و بقاء الأسد هو ضمان لبقاء المقاومة, لأن سورية هي محور المقاومة و نواتها و هي مفتاح الشرق الأوسط و من يحكمها يملك القوة على إعادة تكوين خارطة الشرق الأوسط, و هذا يعني انهيار مخططهم بالكامل في الوطن العربي, و لن تتقبل اسرائيل فكرة بقاء المقاومة لأنه يهدد أمنها و استقرارها, خاصة بعد أن ازادت شعبية الأسد على مستوى العالم, و بعد أن أثبت حزب الله للعالم بمشاركته للجيش العقائدي السوري بالدفاع عن سورية أنه يدافع عن قضية و عن مصير أمة و أنه ليس منظمة إرهابية كما صوره الإعلام الممول.
منذ بداية الحرب كانت اسرائيل ترتكب الحماقات الواحدة تلو الأخرى بضربات استفزازية لسورية و للبنان معاًً لتستنزف الجيش العقائدي و رجال المقاومة, و بعد أن فشلت في سورية بدأت بتسخين الساحة اللبنانية لتنطلق منها شرارة الحرب التي ستشعل الخط الإقليمي, و أخذت تحرك أدواتها و تضغط على فرنسا لتحل مكان الولايات المتحدة الأميركية كي تنفذ موقفها, و لكن جميع محاولاتها باءت بالفشل و لن تتردد اسرائيل بإرتكاب حماقة جديدة بعد إنتصارات المقاومة و بعد كل خيبات أملها بأن تضرب عصفورين بحجر واحد و توجه ضربة عسكرية مياشرة بأي لحظة للبنان لتستهدف فيها حزب الله من الخارج و الداخل معاً بعد أن أحاطته بالعملاء و الخونة و في الوقت نفسه توجه ضربة غير مباشرة لتستهدف سورية أيضاً.
اسرائيل لن تهدأ إلا بعد القضاء على المقاومة الإسلامية حتى لو كان الثمن زوالها, لأن الإنتصارات التي حققها الجيش العقائدي السوري و رجال المقاومة في سورية شكلت كابوساً مرعباً للمستوطنين الإسرائيليين و للجيش الصهيوني و قادته, و أيضاً لخسارتها الكبيرة لكبار الشخصيات العسكرية من قادة استخباراتيين من قطر و تركيا و السعودية و الأردن و فرنسا ناهيك عن الموساد أيضاً, وجميعهم اندحرت خططهم الجهنمية والشيطانية على صخرة الجيش العربي السوري و وقعوا أسرى في قبضته.
المقاومة الإسلامية لهم بالمرصاد و لأعوانهم و إن حاولت اسرائيل و أعوانها ارتكاب أي حماقة, فأسود المقاومة سيمطرونها بالصواريخ الموجهة عليها من حيث لا تجتسب حتى من الداخل, و لن يستطيع حلفاؤها حمايتها بل سيلوذون بالفرار عند إطلاق أول صاروخ خوفاً من ضربات المقاومة, فإسرائيل من شدة غبائها أحاطت نفسها بدول يشهد تاريخها الأسود الحافل بالخيانات على هزائمها و جبنها, و ما تخبئه لهم المقاومة من مفاجآت تفوق الخيال و على مستوى العالم.
من الفرات إلى النيل ضاع “حلم” اسرائيل… أسود المقاومة رجال صدقوا الله ما وعدوا.. هيهات منا الذل. عاشت سورية الأسد و عاشت المقاومة الإسلامية و الموت الموت و من ثم الموت لإسرائيل.
سيريان تلغراف | دنيز نجم
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)