Site icon سيريان تلغراف

ما البَشَرُ إلا كأورَاقِ الشَجَر .. بقلم نغم نصر

ما البَشَرُ إلا كأورَاقِ الشَجَر بَعضُهَم بَاهِتٌ بلا لون ….و بَعضُ يورق ويزهر وله حَفيفْ

حَانَ وَقتُ السُّقوط ..أَرى وَرَقة جديدةً تَسقطُ مع رَفِيقاتها!! قَالوا عنها:(وفيّة) ! لأنّها رَافَقتهُم في رِحلة الذل والمَوتِ المخيفْ

وَهُناكَ أَورَاقٌ تَأبى التّخَلّي تَتَمسّكُ بالغُصنِ بِكلّ ما أُوتيت مِن قُوةٍ غير مُكترثَةٍ بجَوّ عَاصِف… لا يخيفها شتاءٌ قادمٌ ..عنيفْ

تِلكَ الأوراقُ المُخلِصة قالت لَهَا رَفِيقَاتها التي سقطت:( أنتِ خَائِنَة )! لماذا لم تسقطي ألم تسمعي نداءَ الخريفْ؟

صرخت بَقِيّةُ الفُصُولِ ونعتتها بالمُتَمَرّدةً ، وَلَكِنّهَا لَم تَأبَهُ لِكَلامِهِم السّخيفْ

صمدت الأوراق تهتز بين حنايا الجذوع المتآكلة وهي تعلم أنها ستموت ان بقيت وان سقطت ولكن فضلت الموت َالشريف

أوراق استمدت يخضورها من شمس العز وترعرعت فوق العلا بين أغصان العنفوان والكرامة وتوضأت بماء طاهر نظيف

كل ما يهمها الآن أن تموت كما عاشت وأن تبقى بِنَظَرِ أمِّها الشَّجرة ذلكَ الابنِ البار العَفيفْ

في زمن تجرد من فصوله تشوه الربيع والتهم الشتاء أوراق الخريف

سيريان تلغراف | نغم نصر

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

Exit mobile version