من يتأمل لبضعة دقائق ما يجري في سورية لا يصدق بأن هذا الشعب العريق يمكن أن يدمر وطنه بيده بهذه الطريقة الوحشية و من اقتنع بأنها مؤامرة كونية ما يزال يتخبط بفكره من كيفية تمكن الصهاينة من العبث بعقول هذا الشعب و إن احتل عقولهم بفكره فكيف استولى على قلوبهم حتى تحجرت.
من نراهم يعيثون خراباً و دماراً بسورية و يقتلون أبنائها هم الإرهابيين المطلوبين دولياً و المجرمين السجناء و هؤلاء يعتبروا أدوات بيد الصهاينة و من يطالب بالحرية هم اللوحة الجميلة التي يعتمد عليها الغرب ليعرضها على الفضائيات بهدف إثارة الشفقة للتأثير على الرأي العام و المعارضة في الخارج هم مجرد أركوزات يستخدمهم الصهاينة كواجهة لهذه الحرب.
الإرهابيين هم اليد التي تنفذ و طلاب الحرية هم صورة إعلامية و المعارضة هم الواجهة لهذه الحرب و هؤلاء صلتهم بالصهاينة صلة غير مباشرة أما الذين لهم صلة مباشرة مع الصهاينة فهم لا يزالوا حتى الآن مختبئين وراء الكواليس فأساليبهم مشابهة لاسرائيل لأنهم يستخدمون أدواتهم كي لا يظهروا بالصورة لأن مراكزهم حساسة فهم يعتبرون أنفسهم فوق الشبهات لأنهم من أصحاب المقامات الرفيعة.
المحرض على الجريمة و المنفذ متساويان في العقاب و لكن المحرض على الإرهاب بسورية جريمته أكبر من جريمة المنفذ لأن من نفذ الجريمة نال عقابه من الجيش و المحرض ما يزال يقوم بدوره و يحرض على المزيد من سفك الدماء لأن استمرار الحرب هو الطريقة الوحيدة التي يتم فيها جمع الثروات الطائلة بمدة زمنية قصيرة و الحرب في سورية بدأ التخطيط لها من الخارج و دعم الإرهابيين أيضاً كان من الخارج سواء بالسلاح أو المال تحت غطاء المعونات الإنسانية و قد شارف الجيش العقائدي على اقتلاع الإرهاب من جذوره و القضاء عليه و اقتربت سورية من إعلان انتصارها.
و لكن الخطر لا يزال يحيط بسورية لأن من قضى عليهم الجيش العقائدي هم مجرد أدوات أما رؤوس الأفاعي الكبيرة لا تزال بعيدة عن الأنظار و فوق الشبهات لأنهم أصحاب المقامات الرفيعة الذين كانوا و لا يزالوا يتواصلون مع الصهاينة بشكل مباشر و هم مقوسومين إلى قسمين قسم منهم موجود بالداخل يراقب و ينفذ و القسم الثاني موجود في الخارج يتعامل مع الصهاينة بشكل مباشر و بحرية تامة فالصهاينة وجودهم ملحوظ في الخارج لأنهم يحتكرون الأسواق و حتى الحكومات في الخارج هي حكومات ماسونية تابعة للصهاينة لأنها مقيدة بالديون التي أغرقهتم بها اسرائيل.
أصحاب المقامات الرفيعة هم الخونة الذين اتفقوا مع الصهاينة لتسليم سورية آخر قلاع المجد من أجل مصالحهم الشخصية و دول الخليج أنفقت عليهم الأموال ليتعاونوا معها و يقدموا لها التسهيلات المتطلبة في الحصول على ما تريد مقابل المال.
أصحاب المراكز الحساسة هم خونة الداخل و الخارج و لكن لا يمكن أن يطالهم الضعفاء ليسلموهم للقانون لأنهم يمتلكون حصانة دبلوماسية تحميهم من المقاضاة و هم حريصين بتعاملاتهم و غالباً ما تكون شفوية غير مثبة بأوراق لأن الخائن من طبعه أن يخّون كل من حوله و هؤلاء الخونة نراهم على الفضائيات و نراهم على المنابر يتكلمون عن الوطن و يعطون المواعظ بالشرف و هم فاقدي الشرف و يتاجرون بالوطنية.
فالقوم في السر غير القوم في العلن و هؤلاء الأشخاص مريضين بحب المظاهر و الظهور يركبون أفخم أنواع السيارات المصفحة و لديهم خدم و حراس يعملون على خدمتهم و حمايتهم يرتدون أجمل البدلات و يتعطرون بأفخم أنواع العطر و أياديهم ناعمة الملمس حريرية و مظهرهم الخارجي يوحي لمن يراهم بأنهم شخصيات كبيرة و عظيمة و لكنهم في الحقيقة صغار بكل شيء لأنهم ناقصين عقل و دين لا يمتلكون أي صفة من صفات البشر لأنهم وحوش بطونهم ممتلئة من لحوم البشر و رؤوسهم محشوة بالغاز و معبودهم الدولار و أياديهم مغمسة بدماء الأبرياء.
هؤلاء الوحوش هم من حاربوا الأسد و لا يزالوا يحاربوه و لكن بالسر و اليوم في مرحلة الإنتخابات الرئاسية يحاولون أن يظهروا بالمظهر المشرف الذي ينتظره منهم الجميع و على صفحاتهم الشخصية على موقع التواصل الفيسبوكي نراهم يضعون صورة الأسد و يتغزلون به و يكتبون عنه أجمل الكلام لأنهم ذئاب مسعورة لكنهم يتقنون ارتداء قناع الحمل الوديع ليخفوا وراءه إجرامهم و وحشيتهم هؤلاء هم المجرمون القتلة الذين دمروا سورية و قتلوا شعبها بدم بارد لتزيد أرصدتم في البنوك و لتزيد ممتلكاتهم فثرواتهم جمعوها فوق دماء أبناء وطنهم.
هؤلاء كل فقير و ضعيف بسورية يراهم و يعرفهم و يعرف الكثير عن إجرامهم سواء كانوا في الداخل أو الخارج و لكن لا يملك أدلة ملموسة ليقدمها للعدالة كي ينالوا جزائهم فحصانتهم تحميهم و حصانتهم تسرق أمن و استقرار شعب و حصانتهم جعلتهم فوق الشبهات و لكن لن يطول الزمن ليقعوا بفخ أعمالهم و جرائمهم الكبيرة فمن حفر حفرة لأخيه سيقع فيها و من حفر حفرة للشعب السوري سيدفن فيها و دماء الشهداء الأبية ستكون كوابيسهم المرعبة التي ستزلزل عروشهم حتى يسقطوا في مزابل التاريخ أو سيكونوا بالمكان الذي يليق بهم تحت نعال الشعب و تحت البوط العسكري.
سيريان تلغراف | دنيز نجم
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)