يواجه مجتمعنا ظاهرة مفزعة ومشكلة لابد من الوقوف أمامها والاعتراف بخطورتها حتى ولو كان ذلك الاعتراف مزعجاً لنا, إنها مشكلة تدخين أبنائنا من الطلبة والطالبات والتي أثبتت الإحصائيات انتشارها بشكل يدعو للقلق والخوف من أبعادها ومخاطرها الصحية والاجتماعية, فعلى الرغم من معرفة الناس بأضرار التدخين وانه مسبب للكثير من الأمراض الخطيرة, إلا انه يلاحظ انتشاره في جميع فئات المجتمع والمؤسف أن هذه العادة دخلت إلى المدارس وقد تشابكت المسببات لهذه الظاهرة.
ويتبادر إلى أذهان الكثير من الأهالي السؤال عن كيفية التعامل مع الولد المدخن؟ حيث يعتبرها الكثير منهم أنها كارثة ويجب التصرف معها بصرامة وحزم, فيما يحتار البعض الآخر ويقف صامتا, لذا أعطى الأخصائيين النفسيين أهمية لهذا الموضوع وطرق معالجته والتعامل معه.
ويعتبر تدخين الأطفال في غالب الأحيان انعكاسا للمشاكل الأسرية وغياب الحوار بين الزوجين, وهو نوع من أنواع الإهمال وغياب التوجيه والتربية وانعدام الرقابة من قبل الأبوين, ومن جهة أخري فانفصال الأم والأب يؤثر سلبا على نفسية الأبناء مما يؤدي إلى عواقب غير محمودة, ومن الملاحظ أن تصرفات الأبوين تنعكس على تصرفات الأولاد, فإذا كان أحدهم يدخن فمن الطبيعي أن يفكر أحد الأبناء بالتدخين مقلدا ذالك, لذا يستغل الشاب هذه النقطة لكن بشكل غير مباشر, ففي البداية يكون التدخين بشكل سري.. ويستمر بإخفاء سره حتى تحين الفرصة المناسبة لإعلانه دون أي خوف أو أحساس بالذنب, ولا شك بأن لرفقاء السوء دور مهم وفعال في هذه المشكلة التي تواجه مجتمعنا
كيف تعرف أن ابنك مدخن …؟
هناك مؤشرات ودلائل لمعرفة ذلك, منها الإسراف في استخدام العطور والإكثار من مضغ اللبان الإسراع إلى دخول غرفته أو الحمام فور وصوله إلى المنزل… ظهور أعراض مثل تغيير لون الشفتين والأسنان وحدة صوت السعال والعصبية الزائدة… الخروج من المنزل بعد الوجبات وخصوصاً بعد وجبة الغداء لذا حاول مراقبة ابنك في هذه الأوقات…الوقوف بعيدا أثناء الكلام حاول التكلم معه وجهاً لوجه, إذا رأيته يحاول الابتعاد عنك كلما اقتربت منه فإن نسبة الاحتمال تزداد.
وهذه بعض التوجيهات التي أرجو أن يكون فيها عون لك :
1- عدم التعامل معه بالأوامر والتوجيهات المباشرة,لأن ذلك يشعره بأنكم تعاملونه كطفل ولهذا يتمرد ليثبت عكس ذالك مع توفير جرعات كافية من الأمن والثقة والاهتمام بهذا الشاب حتى لا يبحث عن أشياء يلفت بها الأنظار.
2- الاجتهاد في عزله عن رفاق السوء, بشرط أن يكون ذلك برفق ويفضل أن يكون بطريقة غير مباشرة, كعمل برامج تعزله تدريجيا عنهم, ثم محاورته وسؤاله عن صفات الصديق الصالح كما يراها هو بنفسه, وهل تعتقد أن هذه الأشياء موجودة في الذين حولك؟
3- إشعاره بحاجة المنزل إليه وإلى أهمية وجوده كعضو فعال في الأسرة ومشاورته في بعض أمور المنزل وخاصة الأمور المتعلقة بيه.
4- تجنب التوبيخ والضرب، مع ضرورة تفادي إحراجه أمام الآخرين وخاصة الزملاء والأصدقاء والأهل, فإن في ذلك تحطيما لشخصيته وسببا هاما لعناده واستمراره في التدخين.
5- شجعه على ممارسة الرياضة؛ لأنها من أقوى الحلول لترك التدخين, والصلاة في أوقاتها فلا تدعه يترك الصلاة وخصوصا صلاة جماعة.
6- أهمية جلوس الأبوين مع الولد كلا على حدة, ومناقشته نقاش الكبار, مع بيان أضرار السجائر على المال والعقل والنسل , وأنها بداية الطريق لإدمان المخدرات, وهي مسئولة عن كثير من السرطانات المسببة للوفاة, فإن ابنك في سن يحتاج فيها إلى الحوار الهادئ والإقناع ” إذا أردت أن تطاع فعليك بالإقناع ” .
ملاحظة هامة:
“لا تحكم على أبنك وتبادر باتهامه لمجرد إحساس أو شك؛ لأن الشك يولد الخطأ “.
سيريان تلغراف | خالد صادق عبد العزيز
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)