Site icon سيريان تلغراف

الحرب الأهلية أو إبادة الشعب الأوكراني؟ .. بقلم مريام حجاب

في نتيجة الإنقلاب المسلح الذي دعمته الولايات المتحدة و البلدان الأوروبية إستولت الأقلية النازية و المتطرفة في فبراير عام 2014 على السلطة في عاصمة أوكرانيا مدينة كييف. و لا تقبل هذه السلطات الجديدة أية أشياء روسية على الأراضي الأوكرانية و لكن لا تناسب هذه الإيديولوجية للمجتمع الأوكراني و خاصة في شرق البلد حيث تتكلم و تفكر أغلبية الناس باللغة الروسية.

أصبح شبه جزيرة القرم منطقة أولى حيث لم يوافق و لم يعترف الأهل بالسلطات الأوكرانية الجديدة. و جمع سكان القرم في الوقت الصعب من أجل حماية المنطقة من العمليات غير القانونية من طرف الحكومة الأوكرانية الجديدة و المنظمات المتطرفة التي تدعمها هذه الحكومة. بفضل جهود سكان القرم تم عقد الإستفتاء العام في سبه جزيرة القرم في تأريخ 15 مارس عام 2014 و بعده أصبحت جمهورية القرم مستقلة و إنضمت إلى روسيا الإتحادية.

لم تعترف البلدان الغربية المتعددة بقانونية إستفتاء القرم. و تظن السلطات الأوكرانية أن القرم يوجد في الإحتلال الروسي. و في نفس الوقت أدركت أغلبية أهل الشرق لأوكرانيا مخاطر الوضع و قام الناس بدعوة تنظيم الإستفتاء الذاتي. جدير بالذكر أن يدعو سكان دونيتسك و لوغانسك و حاركوف و المدن الأخرى في أوكرانيا الشرقية لتنظيم الأستفتاء من أجل توسيع الحقوق للمناطق الشرقية و إقامة السلطة الذاتية دون الخروج من تكوين أوكرانيا. يريد الشعب الأوكراني من أن يملك حقوق الحرية فيما بينها حق إستخدام اللغة الروسية كاللغة الرسمية في المناطق الشرقية.

أعلنت الحكومة الأوكرانية الجديدة التي إستولت على السلطة عن طريق الإنقلاب المسلح أن المعارضين في الشرق هم إنفصاليون و بدأت 13 أبريل هذا العام العملية العسكرية الخاصة بعودة السيطرة على المناطق الشرقية و خاصة في مدينتي سلافانسك و كراماتورسك. من هو إنفصاليو الشرق؟ الناس الذين يدعون لتنظيم الإستفتاء من أجل توسيع الحقوق في منطقة دونيتسك. لمذا قررت الحكومة الأوكرانية الجديدة إستخدام القوات المسلحة ضد الشعب الأوكراني في المناطق الشرقية؟ لا يجوز تسمية محاولات الجيش الأوكراني بعودة السيطرة على سلافانسك و كراماتورسك ناجحة لأنه تستمر الإشتباكات و الحصار حتى الآن. يجب الإشارة إلى أن من أجل تنفيذ هذه العملية العسكرية تم تشكيل الحرس الوطني الأوكراني من الرجال المتطرفين و مسلحي المنظمات النازية كالمنظمة “القطاع الأيمن”.

هل يمكننا إعتبار هذه الأوضاع حرباً أهليةً؟ صعباً للإجابة بشكل تمام حيثما لا تقوم المعارضة من الشرق بالعمليات الهجومية ضد السلطات من مدينة كييف و تدافع عن المدن الذاتية و تدعو لتنظيم الإستفتاء السلمي فقط. و لكن يمكن إعتبار التطورات الأوكرانية إبادة الشعب الأوكراني بالصورة الواضحة. و يوجد عدة أسباب له.

أولاً. تستخدم الحكومة الأوكرانية الجديدة القوات المسلحة من أجل تطهير المناطق الشرقية. و يعني هذا أن سيد تورتشينوف الرئيس الأوكراني المؤقت أمر الجيش بتدمير المدنيين في شرق أوكرانيا.

ثانياً. مجزرة في مدينة أوديسا حيث تحت رعاية السلطات الأوكرانية الجديدة في تأريخ 2 مايو عام 2014 تم تنظيم هجوم المتطرفين من المدن الأوكرانية المختلفة على أهل سلمي لمدينة أوديسا الذين دعوا لعقد الإستفتاء. هجم الرجال المتطرفون بدعم الشرطة المحلية على الأشخاص الموالين لروسيا الذين جمعوا في مقر النقابات الضخم وسط المدينة. و أضرم شباب من المنظمة “القطاع الأيمن” مقر النقابات بزجاجة مولوتوف ما يؤدي إلى مقتل 46 شخصاً و جرح أكثر من 200 شخص. لكن حسب تصريحات نائب البرلمان الأوكرانى زعيم الحركة الإجتماعية “جنوب شرق” أوليغ تساريف قتل الرجال المتطرفون أكثر من 100 شخصاً بإستخدام المسدسات و السكاكين و حبال الخناقة.

و الآن يصبح الأمر واضحاً أن روسيا إنقذت أهل القرم من الإبادة التي تقوم بها السلطات الأوكرانية الجديدة في شرق و جنوب شرق البلد.

من أجل توحيد البلد تستخدم حكومة أوكرانيا القوات المسلحة و أساليب التخويف و التطهير و تدعم الجماعات المتطرفة و تقدم لها سماح بالقتل. من الأرجح أن ستؤدي التطورات في أوكرانيا إلى الحرب الأهلية الفعلية لأنه لن يعفو الشعب الأوكراني عن الإبادة التي بدأتها السلطات الجديدة في مدينة أوديسا.

سيريان تلغراف | مريام حجاب

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

Exit mobile version