الصحف الأميركية تعرض لحملات الانتقاد التي تطال الرئيس باراك أوباما من خصومه على خلفية سياسته الخارجية، وعدم تدخله في سوريا، وتقول إن السبب في هذه السياسة عزوف إدارة أوباما عن كافة أشكال التدخل ولو بشكلٍ غير مباشر.
وقالت إن “السبب الحقيقي وراء عدم قيام الولايات المتحدة بما ينبغي .. ليس نقص في المعرفة أو النفوذ، وإنما افتقار الإرادة. فببساطة، لم يتحرك الزعماء الأميركيون لأنهم لا يرغبون في ذلك.. واستخدموا السبب المرجح للفشل وهو العناد وخطورة أي تدخل مقترح”.
أسبوعية “نيوزويك،” في نشرتها الالكترونية “ذي ديلي بيست” حذرت من استمرار تدفق الإرهابيين الى سوريا، إذ ان الساحة السورية “أوشكت على التفوق” على أفغانستان الثمانينيات “باعتبارها ساحة لتدريب الإسلاميين المتشددين .. التي استقطبت زهاء 20000 مقاتل أجنبي على مدى عشر سنوات.”
وأوضحت أن في سوريا “يعد المقاتلون الأجانب الدعامة الأساسية (للجسم القتالي) .. خاصة بين صفوف الجماعات المتطرفة ..” محذرةً من الدور الرئيس “لقدامى المحاربين الأفغان في موجات الإرهاب التي اجتاحت مصر والجزائر”؛ خاصة وان العديد ممن يقاتلون في سوريا “يحملون جوازات سفر أميركية وأوروبية وسيعودون إلى مقار إقامتهم .. تتملكهم مشاعر الغضب والإحباط من إخفاق الأجهزة الغربية” للتدخل المباشر في سوريا.
يومية “لوس انجليس تايمز” أعربت عن شكوكها من صدقية التبريرات الرسمية “لتفادي أخطاء سابقة .. جراء المغامرات العسكرية،” واعتبرت أن أوباما يتجاهل الخوض في السبب الحقيقي وهو “عزوف إدارته عن كافة أشكال التدخل العسكري، حتى غير المباشر ..”
وقالت الصحيفة إن السياسة الخارجية للرئيس أوباما “لم تعد صالحة” في ظل الظروف العالمية الراهنة، فضلاً عن عدم بلورته “لاستراتيجية جديدة تستبدل ما سبقتها والتي تجسدت بعدم المشاركة .. إذ بات أوباما يتحدث بما لا يريد فعله كالتدخل في الأزمة السورية ..”
وحول زيارة رئيس الائتلاف السوري لواشنطن، أحمد الجربا، أعربت صحيفة “نيويورك تايمز” عن اعتقادها ان الإدارة الأميركية “ترمي الى تعزيز مكانة المعارضة في الوقت الذي تحقق فيه حكومة الرئيس بشار الأسد مكاسب عسكرية.” أما منح الائتلاف “وضعاً مماثلاً للبعثات الأجنبية .. فهي خطوة تسبق الوضع الديبلوماسي الكامل.”
ورجحت الصحيفة أن يلتقي الرئيس أوباما بأحمد الجربا، ولو عرضياً “تأكيداً لجديته في توفير دعم أميركي” عسكري لقوى المعارضة.
سيريان تلغراف