Site icon سيريان تلغراف

هل نحن في أسوأ وأوهن حال ؟ .. بقلم برهان إبراهيم كريم

وكأن العرب والمسلمون باتوا بعد 3 أعوام من الربيع العربي في أسوأ  وأضعف وأوهن  حال. فإسرائيل تبطش بالفلسطينيين, وباتت تتحكم في سياسات  واشنطن وكثير من دول العالم . في السابق كان سلاحهم الادانة أو الاستنكار,  واليوم  باتوا مشغولون بالتناحر والحروب وتفاقمت الصراعات والخلافات,  وانقسموا  إلى فصائل لا عد لها ولا حصر ,كل منها يحارب الآخر و يتهمه بالعمالة ,  إما لخدمة أنظمة ,أو لخدمة  دول من الشرق أو الغرب. وباتوا حقل تجارب ودراسات  لكل ما هب ودب من مراكز الدراسات والأبحاث, وكل مركز يتحفنا بتقاريره التي تنتقص من كفاءة الدول العربية والاسلامية, وتتهمها بالفشل والإرهاب.

وحال العرب والمسلمون وإن كان يسر الطامعون في بلادهم وثرواتها, لا يسر أي مؤمن بالله ويتقي الله ويخاف الله, ولا أي صديق على الاطلاق.  فالخلافات العربية العربية والاسلامية الاسلامية تتفاقم , ولا بادرة تلوح  في الأفق للجمها أو حلها أو تبريدها على الأقل.  ولو دقق كل منا ببعض المواقف والتصريحات, لأستنتج  الكثير من المعطيات. وهذه أهمها:

  1. توقف فضائية فجأة  عما كانت تذيعه من  روايات عن عداء الإدارة الأمريكية وتآمرها على مصر والتنسيق بينها وبين التنظيم الدولي للإخوان.
  2. تغييب الممارسات الصهيونية  الاجرامية عن أخبار بعض الفضائيات.
  3. تغييب المجازر التي ترتكب بحق المسلمين  في بورما وبعض الدول الأفريقية والتي قدرت وضحاياها بمئات الألوف, مع تدمير عشرات المساجد.
  4. تعدد البرامج التي تزيد من حدة  وتفاقم الخلافات العربية والاسلامية. وغياب البرامج التي تساهم في حل الخلافات أو لجم وتبريد هذه الخلافات.
  5. غياب البرامج الخيرية التي تساهم في مساعدة المهجرين والمتضررين.
  6. التنافس  فيما بينها لاتهام  المزيد من الحركات الاسلامية بالإرهاب والاجرام.
  7. تلوين كل حراك بصبغة طائفية ومذهبية لشحن النفوس بالضغائن والاحقاد.
  8. الاعتماد على مواقع التال الاجتماعي لنقل بعض ما ينشر من  تغريدات قوامها السباب والشتائم  والقدح بحق البعض  للمشاهدين والمستمعين.

ما يدعو للدهشة  سماعنا من يمتدح الولايات المتحدة الأميركية , أو يلهث لكسب عطفها وتأييدها . وكأنه يجهل أو يتناسى  الجرائم  التي ارتكبتها بحق العرب والمسلمين , من تقسيم فلسطين عام 1947م إلى اعترافها بإسرائيل  عام 1948م, إلى دعمها وحمايتها لها على امتداد أكثر من 60 عاماً، ومساندتها في حربى 1967م  و1973م،  والحفاظ على التفوق العسكري لإسرائيل. واحتلالها  افغانستان،  والعراق. وتعذيبها المعتقلين في سجونها  كسجني غوانتنامو وأبو غريب. وعملها الدؤوب لتفتيت وتقسيم الدول العربية والاسلامية إلى عدة دول  وبما يخدم تجسيد مشروعها الشرق أوسطي الجديد. ولا يسعنا أمام هذه الحال التي   يعيشها العرب والمسلمون, والتي يشيب لها شعر الرأس,  وتدمي القلب والفؤاد, وتترقرق في كل عين الكثير من الدموع, سوى أن نقول: لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

سيريان تلغراف | العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

Exit mobile version