على الرغم من إقامة الإستقرار في شبه جزيرة القرم لا تقدر الحكومة الأوكرانية على قبول هذا الأمر. في بداية العمليات السياسية في القرم إعتمد زعماء الثورة الأوكرانية على تتار القرم من أجل عدم إستقرار في المنطقة كلها. حتى الآن لا يمكن تتار القرم وضع الموقف العام بنسبة التطورات التي تشهدها منطقة القرم.
حسب المعلومات الناتجة عن وكالات الأنباء المتنوعة عقدت قمة تتار القرم في تأريخ 29 مارس عام 2014 في مدينة باختشيساراي. تعتبر قمة تتار القرم إجتماعاً هاماً لدى ممثلي تتار القرم الذين يتخذون أهم القرارات و يختارون إتجاه التطور لشعب تتار القرم كله.
جدير بالذكر أن إشترك تتار القرم في الإستفتاء العام حول تقرير مصير المنطقة و دعموا إنضمام جمهورية القرم إلى روسيا الإتحادية رغماً عن الدعوات المختلفة من زعماء تتار القرم.
يجب الإشارة إلى عدة عوامل غير عادية. أولاً، تم تنظيم قمة التتار القرم في تأريخ 29 مارس في مدينة باختشيساراي و ليس في مدينة سيمفيروبول كالعادة. تعتبر مدينة باختشيساراي عاصمة ثقافية لدى تتار القرم! ثانياً، أشار الصحفيون إلى إنزال الأعلام الأوكرانية في كل من المباني الإدارية لدى تتار القرم حيث يوجد الآن أعلام تتار القرم فقط. يؤكد ذلك أن تتار القرم قبلوا نتائج الإستفتاء و إعترفوا بإنضمام جمهورية القرم إلى روسيا. ثالثاً، العامل المهم جداً هو عدم إشتراك الشخصيات البارزة و المسؤولين من مدينة كييف عاصمة أوكرانيا. و في نفس الوقت قام الوفد الروسي بزيارة قمة تتار القرم. قد تألف الوفد من رئيس جمهورية روسية تتارستان رستام مينيحانوف و رئيس “مجلس مفتي” لروسيا الشيخ راويل عين الدين و نائب رئيس الوزراء لدى جمهورية القرم رستام تيميرغالييف.
أعلن رئيس جمهورية روسية تتارستان رستام مينيحانوف في تصريحه أثناء القمة أن تتار روسيا يدعمون تتار القرم قي كل من إراداتهم و أضاف أنه جاء الوقت لإتخاذ القرار الصحيح. أكد رئيس تتارستان وساطته في التعاون بين تتار القرم و الحكومة الروسية و وعد بتحقيق توجيهات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كلها و بصورة كاملة فيما بينها الوضع الرسمي لدى اللغة التتار القرمية على أراضي جمهورية القرم و إعتراف بمجلس و قمة تتار القرم كهيئات الإدارة لدى تتار القرم و إضافة إلى ذلك تمثيل تتار القرم على مستوى 20% في الهيئات الإدارية كلها لدى جمهورية القرم.
يمكن القول إن تتار القرم يختارون روسيا و إتجاه التطور ضمنها لأن تتار القرم قبلوا إقتراح الدخول إلى الهيئات الإدارية في جمهورية القرم. دون الشك يرغب تتار القرم تطوراً لدى شعبهم و يريدون الشراكة في العمليات السياسية في المنطقة و يهتمون بمصير جمهورية القرم لأن القرم هو وطن لهم!
من المهم أن ستقوم الحكومة الروسية بالتعاون الناشط مع ممثلي تتار القرم من أجل تحقيق المشروعات التي قال عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. أيد /ملي فركة/ (حزب وطني لدى تتار القرم) إنضمام جمهورية القرم إلى روسيا الإتحادية منذ الوقت الطويل. والآن يفهم أعضاء المجلس أنه سيقدر تتار القرم على بناء مستقبلهم في القرم الروسي بالضبط!
سيريان تلغراف | مريام الحجاب
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)