تحيي كافة دول العالم يوم 24 مارس/آذار سنويا، اليوم العالمي لمكافحة السل. في هذا اليوم من عام 1882 ، اعلن العالم الالماني روبرت كوخ عن اكتشاف البكتريا المسببة للمرض، اطلق عليها “عصيات كوخ”.
إن الهدف من احياء هذا اليوم الذي اقرته منظمة الصحة العالمية والاتحاد العالمي لمكافحة السل والامراض الصدرية عام 1982 في الذكرى المئوية لاكتشاف مسببات المرض، هو من اجل نشر التوعية والتعريف بهذا المرض الخطير. ومنذ عام 1998 اعتمدته الامم المتحدة يوما عالميا لمكافحة السل في العالم.
مرض السل – مرض معد ينتقل عن طريق رذاذ اللعاب في الهواء، ومصدره الانسان المصاب بالسل الرئوي (التدرن الرئوي)، حيث تنطلق البكتريا “عصيات كوخ –Mycobacterium tuberculosis” مع هواء الزفير وعند السعال والعطاس والكلام، ولكي يصاب الانسان يكفي استنشاق كمية قليلة جدا من هذه العصيات.
يساعد على انتشار المرض وتطوره سوء التغذية والتدخين والمشروبات الكحولية والمخدرات، وكذلك الاجهاد النفسي والكآبة وايضا بعض الامراض المزمنة كالسكري ومرض نقص المناعة.
اسس الاتحاد العالمي لمكافحة السل الرئوي عام 1920 ، ومنذ عام 1986 اصبح اسمه “الاتحاد الدولي لمكافحة السل الرئوي والامراض الصدرية” ويضم في عضويته 31 بلدا.
توصل عالم الاحياء الدقيقة البيرت كالميت والطبيب البيطري كميل غيران عام 1919 الى انتاج لقاح ضد المرض “Bacilles Calmette-Guerin – BCG” التي لقح بها مولود جديد عام 1921.
أول دواء مضاد لمرض السل الرئوي “ستروبتومايسين – Streptomycin اخترعه الامريكي زلمان فاكسمان وزميله البيرت شاتس، عام 1943، وكان هذا أول مستحضر ضد الميكروبات، له تأثير فعال ضد عصيات كوخ.
اعلنت منظمة الصحة العالمية عام 1993 مرض السل الرئوي، مشكلة عالمية، ولمنع انتشاره كوباء، وضعت استراتيجية خاصة تتضمن العلاج مع المتابعة المباشرة بدورات علاج قصيرة” Directly Observed Treatment- Short-course ” المكرس لاكتشاف وتشخيص المرض مبكرا وعلاج المصابين الذين يشكلون خطرا على الاخرين.
منذ عام 2006 يجري العمل في مكافحة هذا المرض الخطير بموجب الخطة الشاملة 2006 – 2015 التي تتضمن تقليص عدد المصابين الى النصف بحلول عام 2015. وحسب المعطيات التي تضمنها تقرير منظمة الصحة العالمية الصادر عام 2013 ، سجلت 8.6 مليون اصابة بهذا المرض عام 2012 في العالم، توفي منهم 1.43 مليون.
سيريان تلغراف