Site icon سيريان تلغراف

كلام لا علاقة له بالأمور السياسية … “48” النجاح .. بقلم برهان إبراهيم كريم

النجاح أمنية وهدف يسعى إليهما بجد ونشاط كل إنسان على سطح هذه المعمورة.

مقياسه متعدد الأشكال  بين إنسان وإنسان. البعض يظنه إنما يكون بجمع المال, وآخر  يظنه بتحقيق النجومية وحصد الشهرة, وآخر يراه بتحصيل العلم ونيل الشهادات, وآخر يظنه بالارتقاء إلى مكانة مرموقة في المجتمع, وآخر يراه  بأن يكون مسؤول في الدولة أو حزب من الأحزاب كي يخدم شعبه وبلاده, أو  يتسلط على العباد فيذيقهم أصناف من الجور والاذلال والاهانات. وآخر يراه في القناعة بما نجم عن عمله في هذه الحياة. ولكن المقياس الحقيقي إنما هو: في ما قدم المرء من خير لنفسه ولمجتمعه وبلاده والانسانية جمعاء في هذه الحياة. وفيما قدم لآخرته من إحسان وصالح أعمال, ليدخل الجنة مع المتقين والأبرار.

والتاريخ لم يخلد بين صفحاته إلا من ترك وراءه أثراً عظيماً, كان له دور في حياة المجتمعات. النجاح قالوا عنه الكثير. وهذا بعضاً من  أقوال ومواقف البعض من موضوع النجاح:

النجاح حالة لا تعرف الراحة,  لأنه هو الذي يصنع كبار الرجال. والنجاح هو أن تجعل من الماضي عبرة, ومن الحاضر تجربة, ومن المستقبل أمل. فالوصول إليه مرهون بخوض غمار الحياة, وليس بالاحتماء تحت شجرة العائلة, أو التلطي تحت شجرة المال, أو الاتكاء على جذوع أو أغصان أشجار أخرى, كالقبيلة أو المنصب, أو الشهرة أو الزعامة أو النفوذ.

والنجاح إذا حصل بالغش والخداع, أو على حساب الكرامة الانسانية مكروه ولا قيمة له . فاليونانيون يرون أن الإخفاق  بشرف خير منة النجاح بغش. و براتراند رسل يعتبر: أن النجاح بدون كرامة كالطعام بدون توابل, يسد الرمق لكنه غير لذيذ الطعم. أما هرمان ملفيل فيعتبر: أنه خير لك أن تفشل في الأصالة من أن تنجح في التقليد, فمن لم يفشل أبداً في مكان, لا يستطيع أن يكون عظيماً. أما جون بيرنز فيرى: أن من الأفضل أن تفشل فيما يمتعك, على أن تنجح فيما تكره.  وكي تحقق النجاح  عليك اتباع الطرق الصحيحة التالية:

               وعلي أن أسعى ******* وليس علي إدراك النجاح.

             إذا أتيت الأمر من غير بابه ***** ضللت, وإن تقصد من الباب تهتدي.

  1. ابتسم وتفاءل بالخير مهما كانت الصعوبات, وكأنك أول مرة تواجه صعاب.
  2. سامح  كل من أخطأ  بحقك أو أساء إليك وكأنك أول مرة  تعامل الناس.
  3. انسى تجاربك الفاشلة, وكل حدث وحادث  صادفك وكأنك خالي الذاكرة.
  4. أدي الفروض التي فرضها الله في مواعيدها دون  تلكأ أو ملل أو كسل.
  5. رطب لسانك بذكر الله واحمده واشكره على كل مصاب. وتذكر قول الله: وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّـهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّـهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ.
  6. توكل على الله وثق بالله ثم بنفسك وقدراتك. وكن متفائلاً باستمرار.
  7. لا تتردد. ولا تستعجل في طلب النتائج.
  8. لا تزعم الفشل وأنت لم تحاول إلا مرة واحدة.
  9. لا تلتفت إلى الرسائل السلبية منك أو من غيرك. كأن بقال لك: أنت لا تصلح لهذا العمل . أو قولك أنه سبق  لي أن جربت ولم أنجح. رحلة النجاح لا تتطلب البحث عن أرض جديدة, ولكنها تتطلب الاهتمام بالنجاح والرغبة في تحقيقه, والنظر الى الأشياء بعيون جديدة. فالقاعدة تقول: المحيط + رد الفعل = النتيجة. فالنتيجة ليست معتمدة على المحيط فقط و إنما بالدرجة الأكبر تعتمد على ردة فعلك  على هذا المحيط.

الناجحون لم ينجحوا بالصدفة, ولا ورثوها عن آبائهم أو أمهاتهم, أو لم تصادفهم عقبات وصعوبات وإحباطات في هذه الحياة. فما من ناجح في هذه الحياة  إلا و تعرض لصعوبات و تحديات كثيرة, ولكن بعزمه وبتوفيق  من الله  العظيم نجح. وهذه بعض الأمثلة:

رماة السّهام المتمرسين يستخدمون رميتهم الأولى لاختبار قوة واتجاه الريح, ثم يحكمون تسديد رمياتهم التالية. فالنجاح نادرا ً ما يأتي من المحاولة الأولى. فبينما يتردد من يشعر بالنقص, ينشغل آخر في معالجة أخطائه حتى يكون متميزاً. فتذكر هذه الأمور على الدوام:

ستجد في هذه الحياة من يبخس الناجحون حقوقهم, وهم ثلة من الحاقدون واليائسون والفاشلون. وستسمع من  يقول: بأن النجاح هو الأبن البار للموهبة والحظ. وعليك أن لا تهتم, وأن لا يضيرك هذا بشيء. فالموهبة هي موهبتك , وانت من تنميها وترعاها. والحظ هو حظك في هذه الحياة , والله لن يبخسك حقاً من حقوقك. وحين يبتليك الله ليمتحنك, تمسك بالصبر, وأحمد الله وأشكره, لتكن  بهذا الامتحان من الناجحين بتفوق.  فبسواعد الناجحين والمخلصين والوطنيين الشرفاء ينتقل المجتمع والوطن من غياهب الجهل والتخلف ودياجير الجور, إلى فضاء رحب تتلألأ فيه أنوار التقدم والتطور, وقيم الحرية والديمقراطية.

سيريان تلغراف | العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

Exit mobile version