Site icon سيريان تلغراف

رسالة من المغتربين السوريين في السويد الى إخوتنا في الوطن “المسيحيين”.. بقلم ميرنا علي

كلنا رأينا وعلى مرأى شاشات العالم بأسره حين كان يترقب تحرير الراهبات “السوريات” راهبات معلولا من أيدي الرجس والشيطان ، من أيدي من لم ولن يعرفوا يوماً رحمة ولا حناناً ولا رافة بأي شيء على هذه الارض مهما علت درجة قداسته فهم يسحقونه تحت أقدامهم …….وإذ بنا نتفاجأ بتصريحات للراهبة (بيلاجيا سياف) بشكر قطر و”أفرطت ” في شكر جبهة النصرة “الارهابية” وأرسلت تحياتها الحارة والعميقة المؤثرة جداً في وجدان “المغفل” الى ابو مالك وأبو مالك هذا أمير لإحدى المجموعات الارهابية لفصيل من جبهة النصرة كما عرفنا.

هذه التحيات “المفرطة” أدت الى شجب وسخط وغضب الشارع السوري ومنهم نحن المغتربون السوريون الوطنيون في السويد وحول العالم ، فانهالوا عليها بوابل من الاتهامات الغاضبة وعلى كل الراهبات اللواتي شكرن هؤلاء الارهابيين المجرمين…….

بالمقابل أدى شكرها الى تقسيم الشارع السوري والموقف السوري الى معارض شكرها لجبهة النصرة والى متعاطف معها من قبل أغلب إخوتنا المسيحيين واعتبروا ان نقدها من التابوهات لأنه يعتبر تعدٍّ على الكنيسة ………

حاولنا بكل الوسائل شرح أن النقد لشكرها لجبهة النصرة قتلة السوريين وقطاعي رؤوسهم وسفكة دمائهم ومغتصبي نسائهم وخاطفي مسنيهم (“الذين منذ أيام حرر ثلاث نساء من ريف اللاذقية أقل واحدة منهن 80 عاماً ” ومنهم مسنين من قضى تحت التعذيب والحصار النفسي ومنهم من بقي فتيات ونساء وأطفال وشيوخ وأكبر مخطوف فيهم 80 سنة وأضغر مخطوف عمره شهور)،  وهؤلاء محطمي الرموز المسيحية وعلى رأسهم تمثال السيدة العذراء عليها السلام وحارقي الكنائس والمستهزئين بها وبمسيحية هؤلاء الراهبات ,،،

“هذا الشكر” هو موقف غير مسؤول من التي من المفترض ان تكون مسؤولة دير مار تقلا في  معلولا “العالمي” ذو القدسية المسيحية عند كل مسيحيي العالم ، وقلنا أنها هي مواطنة  سورية قبل أن تكون مسيحية فعلاقتها مع ربها ومسيحها لا علاقة لنا به ولكن علاقتها بالسوريين كسورية هي علاقة الاخوة في التراب والوطن و الشراكة في الوطن وعلاقة سوريين تسفك دماؤهم يومياً وهي اتت على فعلتها الشنيعة في شكر من يسفك تلك الدماء .وقلنا أيضاً حتى لو كان شيخاً مسلماً أياً كان مذهبه ولو كانت عمامته تدق السحاب كنا فعلنا نفس الشيء معهم في حال بدا هذا الشكر المرفوض جملة وتفصيلاً ولكنا أنزلنا عنه تلك الهالة المقدسة التي يتحفنا بها وذلك لنفس الموقف “الموقف الوطني تجاه الدم السوري المقدس حيث الدم السوري المقدس هو أقدس الاقداس اليوم بالنسبة للشعب السوري المكلوم مهما بلغت درجة قداسة أعلى القديسين في هذا الوطن فلكل شأنه ولا نفرط بدماء هؤلاء من أجل قداسة فضت بكارة عذريتها لمجرد الشكر للقتلة..

حتى من بيننا وبين المعارضين والناقدين كانوا مسيحيين إذ صبوا جام غضبهم عليها وعبروا عن مواقفهم الساخطة من على صفحات التواصل الاجتماعي مما أدى ايضاً انقسام في الموقف المسيحي وحسبما سمعنا من الاخبار في الوطن أنه فعلياً حاصل انقسام في الشارع المسيحي بين معارض لمواقف الراهبة وبين متعاطف معها على انها كانت مضطرة لكي تجاملهم لأنها كانت رهينة ، ولكنها لم تكن مضطرة لفعل ذلك حيث لم تتعرض أي من الراهبات الى اي نوع من انواع التعذيب والضغط وأنهن كن مكرمات معززات في بيت جورج حصواني الذي استضافتهن حتى نهاية اعتقالهن في يبرود ..بيس كرم اخلاق من جبهة النصرة الارهابية أنهن لم يتعرضن الى التعذيب بل لأنهم يعلمون أن الرأي العام العالمي بمافيهم الامم المتحدة ومن يرأسها. ويعلمون أن أمر مسيحيي المشرق متعلق بالفاتيكان وأن الفاتيكان كفير بقلب أغلب رأي العام العالمي عليهم وعلى كل من ادعى انه يمثل ما يسمى  الثورة السورية…………

   ، .حتى الانقسام بين ابناء الوطن الواحد بكل اطيافه انقسموا على أنفسهم بين معارض ومتعاطف معهم على نفس المنوال مدّعين أن ذلك دعوة للطائفية وانقسام سورية و أنه تهجم على المسيحيين…….

 ولكن أيها الاخوة في الوطن المسيحيون في سورية وفي كل أرجاء العالم سوريون وغير سوريون وكل من سخط على مواقفنا “الوطنية “هذه ،،،قلنا وكررنا ونعيد موقفنا الوطني هذا نابع من حرصنا على الدم السوري “المقدس” الذي سفك على يد هؤلاء القتلة المجرمين الذين شكرتهم تلك الراهبة وحين ننتقد موقفها اللامسؤول فهذا لا يعني أننا نتعرض للمسيحية والكنيسة ولا يفترض لكم ايها الاخوة المسيحيون المعارضون لنا ولموقفنا هذا تجاه موقفها الغير مسؤول  ان تختصروا المسيحية بشخص الراهبة

    يوجد من حول الموضوع الى انه تهجم على المسيحيين وهذا الامر ليس صحيحاً نحن على يقين ان موقف الراهبة وشكرها “المفرط” هي وأخواتها اثناء مغادرتهم المكان والدعاء لهم بالنصر والحماية الإلهية والاصرار على السلام على من تسمى ام عزام والسلام لأبو مالك “الشريف جدا جدا جداً حسب تعبيرها” ومن ثم اثنائها عليهم على جبهة النصرة تحديداً

نحن على يقين ان موقفها هذا الغير مسؤول وغير وطني لا يدل على موقف المسيحيين في سورية بل بالعكس من يحاول ان يصب الزيت على النار لن يجد طريقه الى الفتنة حيث هي لا تمثل كل المسييحيين الذين يعانون كما يعاني أي سوري كان من ارهابهم

وردنا عليها لا يعني اننا نطعن بوطنية المسييحيين في سورية شركاؤءنا في الوطن وفي طائفة كبرى اسمها سورية الى درجة اعتبروا أن شعرة منها باتت أقدس من أي دم سوري مقدس سفك على الارض السورية من قبل هؤلاء القتلة الذين شكرتهم بيلاجيا سياف……….

مع التنويه الى بيان البطريركية الاخير للروم الارثوذوكس حيث عبر صراحة عن ان هذا القول الذي يصب مباشرة (((((((((( أن هذه التصريحات لا تعبر عن موقف الكنيسة،))))

  وهذا الموقف يعبر مباشرة عن رأينا مهما اختلفت المفردات  فيما قالته حيث أكدنا أننا لا نعتبر ان ما قالته يمثل المسيحية بل يمثل نفسها ومن شاركها بهذه التصريحات………..

إذن ندعوا الاخوة المسيحية في سورية  وفي كل أرجاء العالم    أن لا ينقسموا على أنفسهم بين معارض ومتعاطف مع الراهبة وليتعامل مع الحدث “الجلل” على انه موقف وطني تجاه وطننا الام سورية وأن أي تعامل مع هذا الحدث هو تعامل وطني فقط لا غير وعند الوطن تذوب كل العصبيات والتطرف الديني الاعمى الكفيل بتحويل سورية الى كانتونات داخل نفس كل سوري ….وأن نتحد جميعاً من أجل مواجهة ارهاب لا زال يفتك بالسوريين جميعاً وأن لا يفرق بيننا ولا بينكم أي موقف هنا أو هناك لا يعبر الا عن رأيه فقط لاغير وان لا يؤخذ الاخرون سواء الغاضبون أو المتعاطفون بجريرة موقف شكر الراهبة……..

وعند المحن تمتحن معادن الشعوب ومعادن الشعوب تظهر في القوة على التمسك بثوابت الوطن وليس التمسك بثوابت تفرقة بين أبناء الوطن الواحد
والتعصب للوطن ولا يكون لطائفة بعينها في هذا الوطن
وعلينا جميعاً ان نكون أمام هذا الحدث الجلل  يداً واحدة بألوان الطيف السوري الفسيفسائي المتعدد المذاهب تحت ظل الدين لله والوطن للجميع وأن لا تأخذنا العصبية الدينية أمام شي مقدس الا وهو الوطن وأن ندعوا معاً الى الدفاع عن طائفة اسمها وطن وليس عن شخص من طائفة معينة اختصرتم الوطن فيه
وفيما يتعلق بالوفاء للوطن يكون طائفتي سورية وليس طائفتي “طائفتي” ………….

  مع التنويه عن رفضنا الكامل لكل أشكال التعرض لأعراض الراهبات أياً كان شكل هذا التعرض وأن ننتقد مواقفهن شيء وأن يتعرض الاخرون الى اعراضهم فهذا شيء آخر غير مقبول ومرفوض لدينا وطنياً ودينياً وأخلاقياً ……..

على محبة الوطن نلتقي جميعاً ولن يرفق بيننا أيها الاخوة في الوطن أي موقف لاوطني ولا مسؤول مهما على شأن الصادر عنه هذا الموقف فعند الدماء السورية التي تسال اليوم كل شيء ساقط قدسيته ماعدا تلك الدماءا لطاهرة التي سالت على أرض هذا الوطن من أجل ان يعيش كل من في الوطن مسيحييه ومسلميه وملحديه وبوذييه وصابئييه

وكل  خائن مسيحي هو يوضاس اليهودي وكا خائن مسلم هو مسيلمة الكذاب و مسلم سوري هو مسيحي سوري وكل مسيحي سوري هو مسلم سورية وكلنا جميعاً سوريون تحت عباءة الدين لله والوطن للجميع ..

المجد والخلود لشعب سورية العظيم وللشهداء الذين قتلوا وسفكت دماؤهم ورووا بها تراب هذا الوطن الطاهر نقول

لأجـــــــلكم تســــقط قداســـة القديســـين مها عـــلت درجـــة قداســـتهم

لأجـــــــــــــلكم ولأجلكم فقط تقرع أجراس الكنائس وتكبيرات المآذان حزناً وألماً على فراقكم يا قدس الاقداس ويا شموس الحرية لسورية الأبية من كل دنس نجس أرضها الطهور

S.P.S – المغتربون السوريون في السويد

https://ar-ar.facebook.com/S.P.S.20.111

سيريان تلغراف | ميرنا علي

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

Exit mobile version