Site icon سيريان تلغراف

صوت الحق يعلو و لا يُعلى عليه .. و عبير الياسمين لن تُقتل في مصر مرتين .. بقلم دنيز نجم

تناقلت وسائل الإعلام قصة مذبحة الأسرة المسيحية السورية التي هزت العالم و المؤلفة من الأب ( يوسف نخلة طويل و البالغ من العمر 44 عاماً ) و الزوجة عبير حنا طويل و البالغة من العمر 35 عاماً ) و الطفل ( ميشال و البالغ من العمر 6 أعوام ) و شقيقة الزوج ( منى نخلة البالغة من العمر 43 عاماً ) و التي وقعت في مصر – الإسكندرية بمنطقة الإبراهيمية كأنها قصة عابرة مع تسليط الضوء على الفضيحة الكبرى بإتهام الزوجة المغدورة عبير بشرفها ليقتلوها مرتين دون التأكد من التهمة المنسوبة إليها بالأدلة القاطعة .

حسب ما نشرت جميع الصحف عن هذه المذبحة المصورة مع اعتراف المجرم المصور بالفيديو تبين أن أحداث الجريمة وقعت في المنزل الزوجي الذي تقطن به العائلة في منطقة الإبراهيمية في الإسكندرية و الذي تعود ملكيته للزوج ( يوسف نخلة ) .

و تبين أن جريمة القتل تمت بأداة حادة ( السكين ) عن طريق نحر الرقبة لجميع أفراد الأسرة مع عدة طعنات متفرقة في الجسد  .

الشهود العيان على الجريمة : هو المتهم الثاني المدعو ( خالد هشام حسين غزال ) و البالغ من العمر 43 عاماً و الذي اعترف بإرتكابه بالجريمة .

المتهمين : 1- المدعو ريمون و هو ابن شقيقة الزوج و البالغ من العمر ٢٢ عاماً .

2- خالد هشام حسين غزال و البالغ من العمر 43 عاماً و هو ابن الخادمة التي كانت تعمل لدى الأسرة .

  الزوج ( يوسف نخلة طويل ) كان يعمل في إحدى الفنادق بمنطقة شرم الشيخ و التي تبعد مسافة طويلة عن منزله الزوجي في منطقة الإبراهيمية – الإسكندرية و التي تستدعي السفر لساعات طويلة لا تقل عن 6 ساعات و هذا قد تبين أن الزوج لا يمتلك سيارة خاصة تساعده على التنقل بل كان يعتمد في السفر على البولمان و كانت إجازته في كل شهر بحدود ال 10 أيام يقضيها مع عائلته .

 التحقيق في جريمة الشرف المنسوبة إلى الزوجة المغدورة :

 1 – علاقة عشق سرية تقوم بين إنسانة متزوجة و رجل غريب يتم الإتفاق فيها على التخلص من الزوج بقتله هي علاقة دامت لفترة طويلة و لم يجدوا أي حل للتخلص من الزوج سوى بقتله ليكونوا مع بعضهم البعض .

2 – الزوجة المغدورة تعيش مع طفلها البالغ من العمر 6 أعوام و من المفروض أن يشعر هذا الطفل بهذه العلاقة من خلال ( الإتصالات الهاتفية المشبوهة – أو خروج والدته المستمر من المنزل للقاء بعشيقها – أو بوجود رجل غريب يتردد لزيارتهم في المنزل هو و والدته )  و من المفترض أن الطفل في هذا العمر أن يكون قد بدأ بمرحلة الوعي و الذي تكثر فيها أسئلته و ملاحظاته و ثرثرته و من الغريب أنه لم يخبر والده عن هذه العلاقة أو أي شخص من أفراد عائلته باللاوعي لأنه ما زال طفل و لا يتقن كتم الأسرار   .

3 – بما أن الزوج المغدور يعمل في منطقة تبعد عن المنزل الزوجي الذي تعيش فيه الزوجة مع ابنها مدة 6 ساعات سفر على الأقل و لا يأتي إلى منزله سوى 10 إجازة فقط و تبقى الزوجة المغدورة بمفردها مع ابنها مدة 20 يوم فلماذا تريد التخلص من زوجها بقتله و هي المستفيدة الأولى من هذا الوضع و لماذا تريد أن ترتكب جريمة قتل و هي تقضي مع عشيقها مدة أطول من التي تقضيها مع زوجهاو لماذا تريد الإرتباط مع مدمن مخدرات .

4 – لماذا يقتل العشيق عشيقته  ( الزوجة المغدورة ) بعد أن تخلص من الزوج و الإبن و شقيقة الزوج و الذي من المفترض أن عشيقته ستصبح  هي الوريثة الوحيدة لزوجها و الذي يملك عقار المنزل المسجل باسمه و يملك مبلغاً قيّماً من المال في البنك .

 5 – الزوجة المغدورة كانت تملك موبايل خاص بها لماذا لم يثبت المحققين في الأمن المصري دليل خيانتها بالكشف عن الإتصالات التي كانت تقوم  بها مع عشيقها و الرسائل الخاصة التي ترسلها له عن طريق شركة الموبايل التي تستخدمها و تقوم بعرضها على الرأي العام كما عرضت التحقيق مع المجرم أو أنها لم تعرضه لأنها لا تملك هذا الدليل القاطع من أصله و هو أصغر ما يمكن أن يتم بين أي اثنين عاشقين و خاصة أنها خططت معه للتخلص من زوجها عند وصوله و إن لم تتصل به هاتفياً أو ترسل له رسالة خاصة من الموبايل و لم تره إذاً متى تم الإتفاق على هذه الجريمة و كيف تم تحديد التوقيت لنفس اليوم الذي يصل فيه الزوج إلى منزله ليرتكبوا هذه الجريمة   .

  6 – نحن في عصر التكنولوجيا و بإستطاعة الأمن المصري إجراء الفحوصات DNA للزوجة المغدورة للكشف عن أي سائل منوي داخل جسمها أو على جسدها ليثبتوا أن هناك ثمة علاقة جنسية كانت قائمة ما بينها و ما بين العاشق القاتل خاصة و أنها اتفقت معه على قتل زوجها عند وصوله أي أنها قابلت القاتل قبل الحادث بأيام قليلة و حصل بينهما تقارب جنسي و هو ما دفعها لتتخذ هذا القرار و من المتعارف عليه أن فحوصات ال DNA تساهم بشكل كبير في كشف الغموض في معظم الجرائم و خاصة من هذا النوع لأنها الدليل القاطع الذي يقطع الشك باليقين  .

7 –  فحوصات ال DNA للجثث تكشف عن ما إذا كان المغدورين قد تعرضوا لشرب أي سائل أو أكلوا أي شيء يحتوي على المادة المخدرة و التي تسهل عملية قتلهم بعد منتصف الليل دون إحداث أي ضجيج في المنزل يثير ريبة الجيرة في المبنى خاصةً أهم كانوا أكثر من شخص .

8 – لماذا لم يذكر المحققين في الأمن المصري خطتهم الرهيبة و السريعة و التي لم تستغرق أيام حتى يطلقوا سراح المجرم الأول و يعتقلوا المجرم الثاني و الأدهى من هذا كله أنهم قاموا بتصوير و عرض إعتراف المجرم …. ؟؟؟ .

9 – تهمة الشرف تعتبر من الجرائم الكبرى في مجتمعنا العربي الذي يرى بأذنه و لا يفكر أبعد من أنفه لأنه عندما يسمع بتهمة الشرف يكتفي بها ليبرير الجريمة و لا يطالب بالتحقيق فيها لأنها تعتبر جريمة غسل عار لحقت بالمجتمع بأكمله و يود التخلص من هكذا قضايا بأقصى سرعة و الدليل هو جرائم الإغتصاب التي تعرضت لها الكثير من فتيات في مقتبل العمر و من مختلف الجنسيات العربية و لكن أهلهم و أقربائهم تكتموا عليها لأنها تعتبر عار أو فضيحة و يبتعدوا عن رفع أي دعوى قضائية لينال المجرم جزاؤه خوفاً من أن تطالهم ألسنة الناس لأنهم جبناء يخافون المواجهة و يتسترون على المجرم و يحاولون القضاء على مستقبل الفتيات بالتكتم عن هذه الجريمة إما بعملية جراحية لتقطيب غشاء البكارة و إعادة ترميمه أو بتزويج الفتاة لأي كان المهم هو أن يستر عليها من الفضحية لأنها فقدت عذريتها أو يقوم أحد أفراد الأسرة بقتل الفتاة ليغسل عاره بيده لأننا مجتمع عربي جاهل و متخلف ما زال يرى بالمرأة غشاء البكارة فقط لأن الرجل الشرقي ما زال يبحث عن ما يرضي غروره برجولته المفقودة في غشاء البكارة و نسي أن المرأة  خُلقت من ضلعه ليحميها من غدر الزمان و يكون هو سندها و أنها نصف المجتمع إن لم تكن كله فلولا وجود المرأة لما اكتملت الحياة على هذه الأرض لأن المرأة هي نبع الحنان و كما قال الشاعر حافظ ابراهيم : الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق .

 10 – لقد نسب المحققين في الأمن المصري تهمة الشرف إلى الزوجة المغدورة لربط القاتل بالجريمة و بناءً على اعتراف مصور لشاهد واحد و هو القاتل فقط  و هذا دليل غير كافي على اتهامها لأنه : A – الزوجة أو عشيقته غير موجودة لتدافع عن نفسها B – عدم إثبات وجود الأدلة القاطعة التي تقطع الشك باليقين على وجود علاقة غير شرعية بين القاتل و المغدورة .

C – شهادة الجيرة في المبنى و في الحي الذي تسكن به العائلة المغدورة أثبتت أن هذه المرأة شريفة و أنهم أشخاص طيبون و هذا عدا وجود أية مشاكل بين الزوجة و الزوج و هذا ما شهد به الجيرة و ما هو ما موجود على صفحتها على موقع التواصل الإجتماعي من صورها التي كانت تؤخذ من الزوج نفسه و هذا موجود بتعليقاته على الصور .

D – القاتل مدمن على المخدرات و المدمن غير موثوق بشهادته و غير مقبول بها قانونياً لأنها غير دقيقة و لا تعتبر من الأدلة القاطعة لأن القاتل مدمن مخدرات أي واقع تحت تأثير المخدر و من المعروف أن من يتعاطى المخدرات يبقى متأثر بها حتى و إن لم يتعاطاها لمدة 48 ساعة لأنها تظهر دائماً في تحليل الدم و تثبت أن هذا الشخص مدمن و يتعاطى المخدرات و من أفواههم ندينهم لأن المحققين في الأمن المصري قد أخطئوا بحماقتهم عندما ذكروا بأنه مدمن و هذا ما ذُكر في صحيفة ( المصري اليوم ) في موقعها الإلكتروني عن المحققين أنه سبق اتهام القاتل (  خالد هشام حسين غزال   ) في قضية مخدرات سابقاً و لأن كلمة مدمن تعني أن الشخص يتعاطى المخدرات بإستمرار و تظهر على الشخص علامات الإدمان من وجهه و خاصة تحت العين و من الرجفة في اليدين و الإرتباك بالكلام و عدم تجمع الأفكار و التركيز في الموضوع و أيضاً تظهر بشكل ملحوظ من خلال شخصيته المهزوزة و تصرفاته و كلامه لأن تعاطي المخدرات على فترة طويلة تفقده جزء من ذاكرته بحيث يصعب عليه تذكر الأحداث بتفاصيلها الدقيقة و قد طعنت سابقاً بالإعتراف المصور للجريمة و الذي دار ما بين القاتل و المحقق في الأمن المصري و قد كان اعتراف القاتل المدمن دليل مشكوك به لكثرة التناقضات و لوجود أدلة واضحة للعلن على أنه يلقي رواية مفبركة قد ألفّها و أخرجها له الأمن المصري ليخفي الحقيقةعن الرأي العام .

و الطعن الذي قدمته بإعتراف القاتل المصور موجود على هذا الرابط بإمكانكم الإطلاع عليه لكي تحكموا بأنفسكم :

 التحقيق في جريمة الذبح  :

 1 – دخول القاتل إلى المنزل دون كسر أو خلع الباب الرئيسي للمنزل يدل على إحدى الأمرين : A – أن يكون لديه نسخة عن مفتاح البيت . B – أن يكون فتح الباب قد تم من الداخل بواسطة أحد من سكان المنزل .

2 – وضعية جثة الزوجة المغدورة  و جثة الإبن المغدور و جثة شقيقة الزوج  المغدورة على السرير تثبت بأنهم كانوا في حالة نوم  .

3- لو أن المغدورين الزوجة و الإبن و شقيقة الزوج كانوا في حالة نوم عادية لكنا وجدنا خربشات أظافر أحد منهم و هو يفارق الحياة إما على يدا القاتل أو على وجهه و هذا ما يدل على أنهم كانوا في حالة نوم عميق بسبب منوم أو مخدر قد وضع لهم في الأكل أو المشروب خاصة أن عملية الذبح قد تمت عند بزوغ الفجر  .

4 – وضعية جثة الزوج المغدور الموجودة في غرفة الصالة على الأرض تثبت بأنه إما كان أول شخص قد تم قتله أو آخر شخص تم قتله .

 5  – ذُكر في التحقيق بالجريمة أن جثة القتيل الزوج كان بها عدة طعنات مختلفة في أنحاء جسده A – طعنة على الكتف B – عدة طعنات في منطقة أسفل البطن و التي أدت إلى خروج أمعائه .

6 – القاتل حاول إحراق المنزل بعد ارتكابه للجريمة و هذا ما يدل على إرتباكه و خوفه من إكتشاف الأدلة القاطعة التي تدينه من بصماته التي يكون قد تركها في أي مكان .

7 –  لم يكن الدافع الحقيقي للقتل هو السرقة و هذا ما أكدته نيابة شرق الإسكندرية برئاسة المستشار محمد صلاح عبد المجيد حين انتقلت إلى موقع الجريمة و أخذت عيّنات من موقع الحادثة و تبين أن الدافع للجريمة هو دافع انتقامي و ليس بدافع السرقة لأنهم عثروا على مصوغات الزوجة في المنزل و كذلك المبلغ المادي الكبير الذي كان الزوج المغدور يحتفظ به و لم يكن الدافع الحقيقي للقتل طائفي حسب ما ذكر المحققون في الأمن المصري و لم يكن الدافع الحقيقي للقتل سياسي بسبب تأييد العائلة المسيحية السورية لسيادة الرئيس بشار الأسد حسب ما أكده المحققون  …. إذاً من هو القاتل الحقيقي و ما هو الدافع الأساسي الذي كان وراء تلك الجريمة الشنعاء التي هزت العالم و لماذا تم تلفيق الإتهام للزوجة للطعن بشرفها برواية وضيعة فاقدة للمصداقية  … ؟؟؟

  كشف الجريمة :

 ما استنتجته من التدقيق في هذه الجريمة مما ورد عن المحققين في الأمن المصري و مما ورد في جميع الصحف من روايات حول هذا الموضوع هو أن من قام بهذه الجريمة هو على علاقة بالعائلة لأنه يعرف أدق التفاصيل عنها و في تلك الليلة كانت الزوجة المغدورة قد تحدثت بالهاتف مع أختها السيدة ( ر – طويل ) في حوالي الساعة العاشرة ليلاً و كانت سعيدة لأنها كانت تنتظر قدوم زوجها من شرم الشيخ ليقضي معهم إجازته و كانت الزوجة قد استضافت في منزلها قبل بضعة أيام شقيقة زوجها المغدورة ( منى نخلة ) لأنها كانت قد تركت منزلها على أثر خلاف حاد نشأ بينها و بين ابنها المدعو ريمون المدمن على المخدرات لأنه كان يطالبها بمبلغ من المال و حين رفضت إعطاؤه المبلغ تهجم عليها بأداة حادة ( سكين ) و لحق بها عندما كانت تحاول الهرب منه إلى الشارع حاملاً بيده تلك الأداة الحادة ( السكين ) و قد شهد بعض الجيرة على هذه الحادثة و لم تجد الشقيقة مأوى لها سوى بيت شقيقها و بالتأكيد كان الإبن يعلم أن والدته ستكون موجودة في منزل شقيقها .

 من هو القاتل :

 القاسم المشترك بين المتهم الأول ريمون ابن شقيقة الزوج و المتهم الثاني خالد هشام حسين غزال هو الإدمان على المخدرات و هذا ما يرجّح على وجود طرف ثالث يجمع بينهما و هو من يزودهم بالمخدرات و يطلب منهم المال و في حين عدم تواجد المال يسّخرهم لينفذوا ما يطلبه منهم حتى يعطيهم المخدرات دون مقابل فالقاتل الحقيقي هو مصدر المخدرات و هو المحرض على الجريمة و يفترض بأنه ينتمي للمجموعات السلفية لأن تحقق التشابه بالأسلوب في الجريمة المرتكبة مع الجرائم المرتكبة في سورية و هي : A – المخدرات B – نحر الرقبة بالسيف أو بأداة حادة ( كالسكين )

 كيف تم الإتفاق على الجريمة :

 المتهم الأول و الثاني يحصلون على المخدرات من نفس الشخص و المدمن عندما يكون في حالة هيجان يحتاج إلى جرعة من المخدرات يفعل المستحيل لينالها و تنتابه قوة عنفوانية شيطانية غريبة و يصبح كالمتوحش لأنه يفقد التركيز بعقله و يتحرك بدافع الغريزة الحيوانية و قد استغل تاجر المخدرات السلفي ضعفهم ليستّمد منهم بالمعلومات و استغل ضعفهم أمام غرائزهم من خلال إعطائهم المخدرات دون مقابل شرط أن ينفذوا له ما يطلبه منهم ليحكمهم و يتحكم بهم كأداة يقتل بها أي القتل بالوكالة و قد بدأ التخطيط لجريمة القتل عند استلام الزوج المغدور لشقته الجديدة التي قام بشرائها بعد أن تم هدم المبنى القديم و أعادوا إعماره من جديد و قد قام الزوج بإعطاء المفتاح للمتهم خالد كي يصبّ له نسخة عنه بما أنه كان شخص موثوق به من قبل العائلة لأنه ابن الخادمة التي تعمل لديهم و هنا قام المتهم خالد بصبّ نسختين لمفتاح الباب الرئيسي للمنزل و كانت النسخة الأولى للزوج و النسخة الثانية احتفظ بها خالد لنفسه و كأنه كان ينفذ الخطة المرسومة له و لعب تاجر المخدرات السلفي بعقل المتهم الأول المدعو ريمون بأن يطالب والدته بالمال و يضغط عليها لكي يدفع بها ثمن المخدرات .

تاجر المخدرات السلفي كان يخطط لهذه الجريمة و لكن ربما بطريقة أخرى لهذا لم يستطع الأمن المصري بأن يجد رواية أفضل من التي قدمها في التحقيق و هذا ما يدل أيضاً على أن التخطيط المرسوم للجريمة تغّير في اللحظات الأخيرة .

عندما هربت شقيقة الزوج من ابنها و لجئت لمنزل أخيها لكي تختبئ فيه و هنا تبدلت الخطة للجريمة فطلب التاجر السلفي من المتهم الأول و الثاني بأن ينفذوا الجريمة معاً لكي يضمن قتل الأسرة بأكملها حتى إن تراجع أحد القتلة فالثاني يكمل تنفيذ الخطة و لن يتراجع و ما حصل ليلتها حسب استنتاجي هو أن ريمون ابن شقيقة الزوج تواصل مع والدته و طلب منها العودة إلى المنزل و حاول التلاعب بعواطفها كأم لكي لا تتخلى عنه خاصة أن الزوج ( خاله ) كان على خلاف كبير معه بسبب المخدرات و بسبب معاملته السيئة لوالدته و قد قام بطرده من منزله منذ زمن بعيد و كانت علاقتهم شبه أعداء و هنا طاوعته الوالدة و قامت بإستقباله في منزل شقيقها و ربما قدمت لهم الزوجة المغدورة عبير عصير أو مشروب ساخن فغافلهم و وضع لهم المخدر في المشروب لأن التوقيت الذي حصلت فيه الجريمة كان عند بزوغ الفجر و المخدر حتماً سيساعدهم في تتميم جريمتهم دون أية مقاومة من المغدورين و دون إحداث ضجيج في المبنى خوفاً من أن يشعر بهم أحد الجيرة و يستيقيظ على أصواتهم فسيغيث المغدورين و يقع القتلة في يد العدالة و بعد أن شربوا المشروب الذي يحتوي على المخدر شعرت الزوجة المغدورة عبير بالنعاس فذهبت لترقد بجانب ابنها و تركت المتهم الأول ريمون مع والدته كي يجدوا حل لمشكلتهم و أيضاً لأنها كانت متأكدة من أنه سيرحل قبل وصول زوجها من السفر الذي تنتظر قدومه إلى المنزل بأي لحظة لأنه يخاف من زوجها ( خاله ) فإن رآه في المنزل سيطرده من جديد و خاصة إن علم بتهجم ابن أخته على والدته و عندما بدأت والدته تشعر بالنعاس أوهمها بأنه سيخرج من المنزل على الحال و لكنه لم يخرج من المنزل بل قام بفتح الباب فقط و انتظر والدته حتى دخلت إلى غرفتها و عندما دبّ الهدوء في المنزل دخل المتهم الثاني خالد و أقفلوا الباب و هنا توجه المتهمين خالد و ريمون إلى الغرفة التي تواجدت فيها الزوجة المغدورة عبير مع ابنها و قاموا بقتله الإثنين معاً بنفس الوقت و من المؤكد أنهم استخدموا الوسادة ليضعوها على وجه المغدورين حتى يكتموا بها أنفاسهم و قاموا بطعنهم عدة مرات بالسكين في أماكن مختلفة بالجسم و من ثم قاموا بنحر رقابهم ليتأكدوا بأنهم فارقوا الحياة و نحر الرقبة هو طريقة السلفيين التي يستخدمونها في سورية لقتل البشر باسم الدين و من ثم قام المدعو خالد بالتوجه إلى غرفة والدة ريمون ليقتلها بنفس الأسلوب بينما اختبئ ريمون في شرفة المنزل لينتظر وصول الزوج ( خاله )  و بعد أن انتهى خالد من قتل والدة ريمون التحق بريمون ليختبئ معه في شرفة المنزل ينتظرون وصول الزوج .

هنا وصل الزوج إلى المنزل بعد منتصف الليل و كان يعتقد بأن زوجت و ابنها نائمون فخلع ثيابه و ذهب ليرتاح من تعب السفر و لكن سرعان ما شعر بوجود شيء غريب في المنزل لاحظه عند دخوله فاستيقظ من غفوة التعب و خرج من غرفته ليتأكد و يطمئن على زوجته و ابنه و عندما وصل إلى غرفة الصالة خرج المجرمون الأول و الثاني لينقضوا عليه و طعنه أحدهم من خلفه على كتفه و سارع الثاني و بدأ بطعنه في عدة أماكن و قام الإثنين على طعنه عدة مرات و نحر رقبته و بما أن ابن شقيقته المجرم ريمون كان حاقداً على الزوج ( خاله ) فقد فرّغ حقده الأعمى كله عليه عندما قام بطعنه بطريقة متوحشة جنونية انتقامية في أسفل بطنه حتى خرجت أمعائه و  أيضاً كانت هذه الجريمة رسالة موجهة  من السلفيين في مصر – الإسكندرية أنهم سيقتلون كل مسيحي و كل من كان يؤيد الحكم في سورية و ليهجروهم من مصر و لتكون هذه الجريمة عبرة و درس لمن لم يتعظ بعد .

 و من هنا نسنتتج ما يلي :

 1 – من يراقب فيديو الجريمة المصور يلاحظ أن الزوج فقط هو من كان ظاهراً على جثته الطعنات الإنتقامية الوحشية في أسفل البطن مما أدى لخروج الأمعاء و هذا ما يؤكد أن القاتل قد نفذ جريمته بدافع الإنتقام و الحاقد الوحيد على الزوج هو ابن شقيقته المدعو ريمون .

2 – أسلوب القتل بالسكين و نحر الرقبة هي الطريقة التي يستخدمها المتأسلمون الوهابيون السلفيون و التي ظهرت في عدة جرائم ارتكبوها و ما زالوا يرتكبوها في سورية بحق الشعب السوري بجميع طوايفه بحجة أنه مؤيد للنظام  .

3 – إخفاء الأمن المصري للقاتل الثاني هو خوفهم من ضعفه و اعترافه لأنه صغير السن فهو يبلغ من العمر 22 عاماً و هو غير قادر على التحكم بقدرته العقلية بسبب إدمانه .

4 – إن الأمن المصري يحاول تهدئة الرأي العام الذي هزته تلك الجريمة  الشنعاء لأسرة بأكملها فلهذا فضّل أن ينقل بتسجيل مصور إعتراف لشخص واحد بأنه هو القاتل لأن إعتراف أكثر من شخص قاموا بتنفيذ الجريمة سيترك الكثير من الثغرات التي يمكن اختراقها لكشف الحقيقة و هذا ليس في مصلحتهم خاصة في ظل الفوضى التي يعاني منها الشعب المصري في الوقت الحالي  .

5 – ألّف و أخرج الأمن المصري مسرحية تهمة الشرف و ألصقها بالمغدورة لأنه اعتمد على أن تهمة الشرف هي عار في المجتمع العربي و سيكتفي الشعب بها كدليل على الجريمة لأن غسل العار كان جدار يحتمي المجرمون القتلة لتنطوي القضية و تشوه صورة المغدورين و هكذا ينجح الأمن المصري في إغلاق ملف القضية بوجود القاتل المدمن الذي قدموه لنا برواية وضيعة .

6 – خلال أيام قليلة تم إخراج المتهم الأول من القضية و إلقاء القبض على المتهم الثاني بخطة محكمة وضعها و قام بتنفيذها الأمن المصري العبقري و التي كشفت المجرم خلال أيام  … احترموا عقولنا أيها المسؤولين عن أمن الشعب فهذه الرواية لا يصدقها طفل لا يتجاوز عمره العشر سنوات  .

 7 – السبب الحقيقي الذي يقف وراء إخفاء الأمن المصري لمرتكبي هذه الجريمة هو أنهم يحاولون تهدأة الرأي العام كي لا تكون هذه الجريمة التي هزت العالم لسببين : A – جريمة كهذه تهدد أمن العوائل المسيحية الموجودة في مصر B – جريمة كهذه ذبح بالسكين و نحر الرقبة تثبت وجود السلفيين و العصابات الإجرامية بشكل مكثف في الإسكندرية و الذين يرّوجون فيها لتجارة المخدرات لكي يسيطروا بها على عقول الضعفاء حتى يكونوا مسّيرين غير مخيرين يتم تسخيرهم كأداة تقتل بالوكالة و أن هذه العصابات الإرهابية السلفية تسيطر على أغلب المناطق بالإسكندرية و الخوف من كشفهم للرأي العام و فضحهم سيزيد من توتر الشعب المصري و ينشر سياسة الفوضى من الخوف و الرعب و هذا ما سيحقق لهذه العصابات ما تسعى إليه ليرفعوا الستار عن مكرهم و يخرجوا من وراء الكواليس و يبدأوا بالقتل العشوائي للشعب في مصر و ارتكاب المجازر الجماعية بطريقة استفزازية كرد منهم على الأمن المصري الذي لا يستطيع في الوقت الحالي القضاء عليهم و لا يستطيع تأمين الحماية للشعب .

 نحن نقدّر حرص الأمن المصري على شعبه و عدم قدرته في الوقت الحالي للقضاء على هذه المجموعات السلفية المنتشرة في مصر و خاصةً في الإسكندرية و لكن ما لا و لن نقبله منهم هو إلصاق تهمة الشرف بالزوجة المغدورة التي انتقلت إلى ديار الحق و لا تستطيع الدفاع عن نفسها بهذه الرواية الوضيعة و نسيوا أن هذه العائلة جذورها سورية و أن لهم أهل و أقارب و قد مستّ هذه الرواية بسمعتهم و شوهتها و ألحقت العار بالعائلة التي تموت من الحزن مرتين و قتلت عبير الياسمين مرتين مرة بالسكوت عن القاتل الحقيقي و مرة بطعنها بشرفها .

بعد أن قدمت كل هذه الأدلة أطالب باسم الزوجة المغدورة  عبير و باسم عائلتها الكريمة و باسمي و باسم كل عربي شريف في الوطن العربي أن تنفوا تهمة الشرف بالرواية الوضيعة التي تم إلصاقها بالزوجة الطاهرة العفيفة الشريفة و التي شهد جيرتها على هذا الكلام لكي ترتاح روحها الطاهرة و ترقد بسلام و لكي تمنعوا المجرم الحقيقي من ارتكاب مجزرة أخرى لأنكم تتسترون على المجرم الحقيقي و تخونون شرف مهنتكم و لا أعتقد أن هناك من صدق روايتكم الرخيصة لأن الرأي العام قد ثار أكثر بعد خداعكم له و هو من سيضغط عليكم في حال وقوع جريمة أخرى و لنفترض أن استنتاجي كيف حصلت الجريمة كان خاطئ لكنه على الأقل كان استناج منطقي عقلاني فيه الكثير من الحقائق و أقرب للحقيقة من روايتكم الرخيصة و الخالية من المصداقية احترموا عقول البشر و احترموا شرف مهنتكم و لا تخونوها و تخونوا ضميركم و تميتوه لتقتلو فيه أنفس البشر فقاتل الجسد محكوم عليه و قاتل الروح لا أحد يدري به و لا تنسوا أن للميت حرمته و الساكت عن الحق شيطان أخرس و صوت الحق يعلو و لا يعلى عليه فمهما طال الزمن أو قصر لا بد للحقيقة بأن تنكشف لأنها كالشمس لا يمكنكم إخفاؤها إلى الأبد و إن لم ينال المجرم جراؤه من عدالة الأرض فعدالة السماء تنتظره  لأن يد الجبار ستطالهم عاجلاً أم آجلاً لأنه يمهل و لكنه أبداً لا يهمل و لا يضيع عنده حق مظلوم .

سيريان تلغراف  | دنيز نجم

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

Exit mobile version