لماذا سوف يعيش تتار القرم في روسيا أحسن من أوكرانيا سيعقد إستفتاء تقرير المصير لدى شبه جزيرة القرم في تأريخ 16 مارس عام 2014 و يفكر أهل القرم عن إختيار البلد حيث سيكون الوجود الأحسن لهم. بدون أي شك يشكل رأي الأشخاص حسب الحالة الراهنة و إعتماداً على الخبرة التأريخية و يتعلق بآفاق في المستقبل. يتألف أهل القرم من الروس و الأوكرانيين و تتار القرم و لكل شعب من هذه الشعوب التأريخ و التقاليد و العقلية. لكن يرغب كل الشعوب معيشة في السلام و الإستقرار و الآمان و الوفاق.
إن تتار القرم هم الشعب غني بالتقاليد و العادات و الثقافة و تم تشكيله في شبه جزيرة القرم بداء من القرن 13. أغلبية تتار القرم هي مسلمون من أهل السنة. إجتاز تتار القرم العقوبات و الصعوبات المتنوعة فيما بين ذلك ظلم تتار القرم خلال المرحلة السوفياتية و لم يستلم أية حريات و حقوق في العصر الحديث من التأريخ الأوكراني الموافق ل23 سنة. وفي الوقت اللاحق توجد الخلافات الكثيرة في آراء تتار القرم بنسبة تقرير مصير جمهورية القرم.
جدير بالذكر أن عدة منظمات تمثل مصالح تتار القرم و أكبر منها: منظمة مجلس شعب تتار القرم و منظمة /ملى فرقا/ (حزب وطني بالعربية). تعرض سياسة هذه المنظمات مواقف المجتمع التتاري و تختلف سياسة مجلس إختلافاً كبيراً من سياسة /ملى فرقا/.
تم تأسيس مجلس تتار القرم في عام 1991 و يمثل المجلس مصالح تتار في اطار التعاون بين تتار القرم و السلطة الأوكرانية. يجب إشارة أن لم يسجل مجلس تتار القرم في النظام القانوني في أوكرانيا حتى اليوم. وفقاً لذلك لا توجد القوة القانونية لدى قرارات المجلس على آراضي أوكرانية.
يعلن مجلس تتار القرم بالصورة الواضحة عن الدعم لسياسة الولايات المتحدة و يدعو المجلس لإنضمام أوكرانيا و القرم إلى أوروبا و يمارس السياسة المضادة لروسيا بالصورة الناشطة و ينظم الإستفزازات بإستخدام الشباب التتار فيها مثلاً ما حدث في تأريخ 26 فبراير هذا العام قريباً من مبنى الإدارة في مدينة سيمفيروبول. أية صلة توجد بين تتار القرم و هم مسلمون سلميون و البلدان الغربية التي تظلم مسلمين في فلسطين و قد دمرت أفغانستان و العراق؟ لمذا يؤيد المجلس تأثير المنظمات المتطرفة مثل حزب التحرير على الشباب التتار في القرم؟ حسب المعلومات الواردة من وكالة الأنباء /أسلام نيوز/ في تأريخ 19 فبراير عام 2014 لا يعتبر المجلس هيئة تمثيلية لكل تتار القرم اليوم. تُدعم منظمة /ملى فرقا/ ب 30-50 في المئة من التتار الذين يعيشون في شبه جزيرة القرم. و قي الوقت نفسه وفقاً لتصريحات رئيس المنظمة /ملى فرقا/ فاسفي عبد الرائموف يؤيد تتار القرم بشكل المعظم فكرة الإستقرار في المنطقة و لهم الآراء الودية لروسيا و هم يدعمون إجراء الإستفتاء العام في القرم.
من المهم أن يسكن المسلمون في روسيا أفضل من مسلمين في أوكرانيا. إن الجمهوريات الروسية حيث أغلبية السكان مسلمين كمان تتارستان و باشكورتوستان و شيشان تملك الحقوق الكثيرة في اطار الجمهورية الذاتية. المسلومون في روسيا وتوفر عندهم الحقوق المتساوية لحقوق الأشخاص من الأديان الأخرى. تقدم حكومة روسيا المساعدات المالية الكثيرة لإنجاز البنية التحتية في الجمهوريات المسلمة ضمن روسيا فيما بين ذلك يتم تقديم المال من أجل بناء المساجد و المدارس الدينية. في أكتوبر عام 2008 إنتهى بناء مسجد قلب الشيشان في مدينة غروزني و يعتبر هذا المسجد من أجمل مساجد في العالم كله. و تعتبر جمهورية روسية تتارستان مثالاً ممتازاً حيث يعيش المسلمون و المسيحيون معاً في السلام و الصداقة. يقع مسجد مشهور /قول شريف/ قريباً من كنيسة مسيحية /بلاهوفيشينسكيا/ و يؤكد هذا الموقع وجود المعيشة السلمية في المنطقة.
صرح سيرجي أكسينوف رئيس الوزراء لدى الجمهرية الذاتية القرم و الذي تدعمه روسيا في تأريخ 10 مارس عام 2014 عن إقتراح لتتار القرم حول دخول و شراكة في كل من هيئات إدارية لدى الجمهورية و وعد لهم منصب نائب رئيس الوزراء و إضافة إلى ذلك منصبين في مكتب الوزراء. و أشاد أكسينوف بإهتمام اللغة التتارية القرمية التي ستصبح لغة رسمية في جمهورية القرم.
جدير بالذكر أن ترغب روسيا مساعدة لتتار القرم بالشكل الثقافي و بالشكل المالي أيضاً. قد قررت جمهورية روسية تتارستان الإستثمار في مجال السياحة في القرم. بين ذلك أكد رئيس تتارستان رستام مينيحانوف أنه تساعد تتارستان للشعب الشقيقي في القرم لأنه يهتم المسلمون الروس في مصير شعب تتار القرم.
يبقي أقل من الأسبوع حتى إجراء الإستفتاء العام في القرم. من المتوقع أن تتار القرم سيشاركون في تقرير مصير المنطقة بالشكل الناشط. و سيمكن مسلمو القرم إعادة الوحدة مع مسلمي روسيا و زيارة المساجد الروسية و دراسة في المدارس الدينية الروسية. الله يحمي القرم!
سيريان تلغراف | مريام حجاب
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)