Site icon سيريان تلغراف

بعض سمات التوازن الدولي الجديد .. بقلم برهان إبراهيم كريم

بانهيار الاتحاد السوفياتي انتهت الحرب الباردة بين القوى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية.

اتسمت تلك الحرب الباردة بصراع حاد بين المعسكرين الشرقي والغربي على مناطق نفوذ لم تحسمها الحرب العالمية الثانية، واتخذ الصراع فيها طابعاً غير مباشر ,حيث كان كل معسكر يدعم حلفاءه في المناطق المتنازع عليها. أما اليوم فالصراع لم يعد صراعا ايديولوجياً, وإنما بات صراعاً مصلحياً، وهذا يعني أن العالم أمام حرب باردة جديدة, تحتاج لمؤتمر يالطا جديد لإعادة هيكلة نظام دولي الجديد بقوى جديدة وفاعلة, ومن سمات الحرب الباردة الجديدة:

  1. استفادت روسيا من التجربتين الليبية و السورية  في ما يسمى بالربيع العربي. فالخطأ الاستراتيجي الذي أرتكبته بعدم إجهاضها قرار مجلس الامن بالفيتو,  أدى لتدخل الناتو عسكرياً, وهي لن ترتكبه ثانية بخصوص سوريا. وبالتالي لن تسمح  لواشنطن والناتو من عبور أي باب ومضيق لحديقتها الخلفية.
  2. لن تسمح روسيا لأحد بإبعادها عن المشهد العالمي.  وهي مستعدة لكسر الأحادية القطبية, وإثبات قواها المؤثرة في كل  المعادلات الدولية و الاقليمية.
  3. حاجة واشنطن الملحة لموسكو. فواشنطن مضطرة للانسحاب من افغانستان نتيجة التذمر الأوروبي والضغط الشعبي الأميركي, والوعود التي  قطعها أوباما على نفسه بسحب القوات الأميركية في العام 2014م. وأوباما بحاجة  لموسكو للاتفاق على عدة ملفات قبل سحب قواته من أفغانستان. والمشهد الاوكراني تهدف منه واشنطن استعجال  موسكو لإنجاز  هذه التسويات.

فشل أوباما في تحسين وضع  بلاده. وهو من اختير ليكون المُنقذ لبلاده بعد أن أصابتها رعونة جورج بوش بالذعر الشديد.  لكنه ولأسباب سياسيّة وأسباب تتعلّق بحدود سلطته المستباحة من بعض شخصيات لها نفوذ في الاقتصاد والأمن والجيش والمخابرات, والغير قادر على لجمها دون دفع ثمن سياسي باهظ جداً. لهذا أحنى رأسه ليبدأ حروباً جديدة فيما كان يعد بإنهاء حروب بوش. وهو لا يريد أن ينهي الحرب الذكيّة التي هو من أطلق تسميتها على غزو واحتلال أفغانستان, عكس وصفه للحرب الأميركيّة في العراق بـالحرب البلهاء. وبات لزاماً عليه لوقف تداعيات انهيار بلاده تخفيض الميزانية العسكرية  بنحو 500 مليار دولار في مدة عشر سنوات. ووزير الدفاع الأميركي أمر بتخفيض حجم الجيش الأميركي إلى ما بين 440000 و450000 من العدد الحالي 520000، ليكون حجم الجيش  هو الأصغر منذ 1940م. والتخفيض كان سيكون أكبر, لولا معارضة أعضاء الكونغرس، لأن هذا التقليص يؤدّي إلى إغلاق قواعد عسكريّة في ولايات متعدّدة، وفي أكثر من 220دولة في العالم.  وتقمص كيري دور واعظ لروسيا بشأن عدم أخلاقيّة اجتياح دولة, والتي أضحكت  الكثير حين قال في برنامج أسبوعي: أنه أكّد لبوتين أن  تصرفاته في أوكرانيا لا تنتمي أخلاقيّاً إلى القرن الواحد والعشرين. مما حد بالكثير ليسأل كيري على صفحات توتير والفيس بوك:  إلى أي قرن تنتمي أفعال بلاده عبر التاريخ؟  إلى القرن العاشر أم الحادي عشر قبل الميلاد؟

سيريان تلغراف | العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

Exit mobile version