بعد انهيار الهرم الإرهابي في سورية على يد الجيش العقائدي السوري و رجال الله انهزم المخطط الصهيوأميركي الذي اصطدم بجدار جبروتهم و صمودهم و تحولت أحلام الصهاينة إلى سراب لأنهم بغبائهم و حماقاتهم صّقلوا من قدرات سورية الأسد لتصبح أكثر صلابة بجيشها الفولاذي الذي اكتسب خبرة قتالية في حرب الشوارع مع كوكتيل العصابات الهمجية الإجرامية المحترفة و كبّدهم الخسائر و حطم أحلامهم و زادوا من شعبية قائدها في الوطن العربي و الذي كان ثابتاً بمواقفه متمسك بالقضية العربية حتى أصبح رمز المقاوم الأسطوري لخلاص الأمة العربية من المهلكة الصهيوأميركية و قد ساهم عامل الوقت في كشف خبايا العدو للشعب السوري الذي اتضحت الرؤيا أمامه بعد أن تبلورت الأمور و أصبح أكثر استيعاباً لحجم المؤامرة على الوطن العربي و أكثر تمسكاً بقائده و جيشه و التف من حولهم ليكون درع سورية الحصين و الداعم الأول في صمودها بوجه الحرب الكونية عليها .
بعد فشل المخطط الصهيوأميركي في سورية محور المقاومة الإسلامية و نواتها كان لا بد من وجود الخطة البديل التي يستكمل فيها العدو عملية تفتيت جذور المقاومة الإسلامية للقضاء عليها و الخطة البديل هي تطبيق البروتوكولات الصهيونية على الدول الداعمة لمواقف المقاومة و التي كان أهمها هو نشر سياسة الفوضى بين الشعوب لتتمرد على حكامها و في ظل هذه الفوضى تبدأ عملية التخريب و تسريب عناصر الإرهاب إلى داخل هذه الدول لتكون بداية لحرب الوكالة التي تحقق أحلام اسرائيل و تفرض فيه أميركا هيمنتها العالمية فبعد رحيل القائد العروبي الإنتماء تشافيز اعتقد الصهاينة بأن الساحة قد خلت لهم في فنزويلا ليستبيحوا دماء شعبها كي يدفعوا ثمن مواقف قائدهم الراحل و ما يدور في أوكرانيا هو استهداف لضرب الأمن القومي الروسي و كأن ضرب الأمن القومي لروسيا كان ثمن الفيتو المزدوج الذي ستدفعه ثمناً لمواقفها و الذي كان بداية التحدي بين روسيا و أميركا التي تسعى لتحقيق أهداف بعيدة المدى من وراء هذا الإستهداف كي تحدّ من نفوذ روسيا في المنطقة و تستنزف جيشها في الدفاع عن أمنها القومي بدلاً من موقفها الشرس بالهجوم عليها و الدفاع عن سورية محور المقاومة و لكن ما ينتظرهم من التنين الصيني سيقّض مضاجعهم لأنه كما تحداهم سابقاً بالفيتو المزدوج سيكون لهم الآن بالمرصاد .
لقد كشف الصهاينة عن أنيابهم بحقدهم الأعمى على المقاومة الإسلامية لأنها تدافع عن القضية العربية و على الدول العظمى الداعمة لمواقفها في ضرباتهم الإنتقامية الغير المباشرة و المباشرة بهدف استنزافها البطيء لتستكمل اسرائيل عملية السلام في فلسطين و التي تهدف للإعتراف بها كدولة و ليست كيان و بالوقت نفسه تهدف لإشغال هذه الدول بحماية أمنها الداخلي و استقرارها لإبعادها عن ساحة الحرب التي تستكمل استنزاف سورية و مصر و العراق و تعمل على تفتيت جذور المقاومة في المثلث الفولاذي سورية و لبنان ليتم شلّ حركة ايران التي يحيك الصهاينة شبكاهم العنكبوتية حولها للقضاء عليها منذ بداية الحرب على سورية .
لقد كان الصراع في الماضي عربي اسرائيلي و اليوم تحّول إلى صراع سنّي شيعي و المخزي هو أن بعض الدول العربية أصبحت عبرية الإنتماء و تكالبت على أبناء جلدتها و شوهت صورة الدين الإسلامي الحنيف في العالم من أجل تحقيق مصالحها الشخصية و الإستراتيجية و تذّرعوا بحجج غير منطقية ليبرروا حربهم ضد قوى المقاومة فكانت حربهم ضد الأسد لأن نظامه قمعي ثم تطورت الأسباب و أصبح السبب أنه يمتلك سلاح كيميائي يشكل خطراً على شعبه الذي عاش في ظل حكمه زمن الأمن و الأمان و لفقوا التهم للجيش العقائدي السوري الذي يحارب مجرمي الكون على أرضه و يدافع عن سورية و عن الوطن العربي نيابة عن العرب المتخاذلين و حاربوا حزب الله بحجة أنه منظمة إرهابية و ليست مقاومة تهدف لإشعال لبنان بنقل الحرب من سورية إلى عمق الأراضي اللبنانية و السبب في تلفيق التهم من حولهم يعود لأنه حارب اسرائيل و حرر الجنوب و اليوم يحاول الحفاظ على أمن لبنان و استقراره بحماية حدوده مع سورية و حاربوا ايران لأنها أصبحت من الدول العظمى و تملك السلاح النووي و الهدف من وراء هذه الحروب هو القضاء على مثلث المقاومة الفولاذي الذي يدافع عن القضية العربية و يحمي الوطن العربي من الشرذمة الذي يخطط الصهاينة لاحتلاله و تقسيمه و للأسف لم نجد دولة واحدة حتى الآن توجه أي من هذه الإتهامات للكيان الصهيوني اسرائيل التي تمتلك الأسلحة النووية و الأسلحة الكيميائية و جميع أسلحة الدمار الشامل و تستخدم نظامها القمعي في قتل الشعب الفلسطيني و تهجيره لتستوطن على أرضه و لم نرى عصابة حقوق الإنسان تدافع عن الشعب السعودي الذي يعاني من نظام آل سعود القمعي و الذي لا تساوي حياة الإنسان في نظرهم أكثر من طلقة أو كأس خمرة أو تدافع عن حقوق المرأة السعودية التي لا تملك حتى الآن حق قيادة السيارة و لم تهاجم أميركا نظام آل سعود الإجرامي الحاضن و الممول الأول للإرهاب و نسيت المغرب الذي يعاني شعبه من العبودية و ما زال يقدم فروض الطاعة للملك و يقبل الأيادي .
ما هو عمل الجامعة العربية التي لم نسمع عنها يوم بأنها تساهم بدعم القضايا العربية أم أنها عربية الغلاف عبرية المضمون و ما هو عمل هيئة الأمم المتحدة التي سقط عنها القناع مؤخراًً لتظهر على حقيقتها بأنها عصابة الأمم الإرهابية المتحدة على خراب الوطن العربي و التي تؤمن الحماية الدولية لاسرائيل و تعطيها شرعية تدمير أي بلد عربي أو أي نظام عربي يهدد أمنها و استقرارها .
رغم كل ما يدور من خراب في الوطن العربي و في العالم أجمع ستبقى قوى الخير هي المنتصرة على قوى الشر لأن هذه الحرب هي حرب غير عادية لأنها حرب بين الخير و الشر بين الحق و الباطل بين السلام و الاستسلام و إن فكر الصهاينة بأنهم سيهزمون روسيا فلينتظروا الرد من التنين الصيني الذي سينقض عليهم ليسحق قواهم و يدمر قواعدهم الصاروخية التي يرصدها في كل الدول التي تشاركهم في هذه الحرب و إن اعتقدوا بأنهم سيحققون أحلامهم في الوطن العربي فهم واهمون لأن العراق ما زالت تقاوم و مصر ما زالت تحارب و سورية لم و لن تسقط لأنها سورية الأسد قلب العروبة النابض بالمقاومة و التي تحفر لهم قبورهم في وطننا العربي و لم يبقى أمام الصهاينة الآن سوى خيارين لا ثالث لهما إما الإعتراف بانتصار سورية الأسد الأسطوري أو الذهاب إلى حرب عالمية ثالثة لن ينالوا فيها لا نفط و لا غاز لأن سورية ستحرقهم به قبل أن تمتد أياديهم إليه و لا تصلح النهاية بأن يبقى الحال كما هو عليه الآن لا غالب و لا مغلوب لأن بقاء اسرائيل هو بقاء الوطن العربي في حالة تشرذم لمدة طويلة و بزوالها سيتحقق السلام و الأيادي المتصهينة الممتدة إلى داخل وطننا العربي ستُبتر عندما يتم قطع رؤوس الأفاعي و العاصفة قد بدأت و سيهزمون و يسحقون و سننتصر لأننا على حق و من كانوا على حق كان الله معهم و لا غالب لهم
سيريان تلغراف | دنيز نجم
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)