أبدى رئيس الحكومة التونسية المهدي جمعة تخوفه من تدهور الوضع الأمني في تونس مع عودة التونسيين الذين يقاتلون في سورية مقرا بصعوبة الأوضاع الأمنية والاقتصادية التي تمر بها البلاد.
ونفى جمعة في حوار صحفي بثه التلفزيون التونسي، أي تواجد عسكري أمريكي على الأراضي التونسية مؤكدا تعاونه مع الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والجزائر والمغرب في مجال مقاومة الإرهاب.
وقال جمعة إن حكومته “نجحت في توجيه ضربات موفقة للإرهاب في عمليتين أمنيتين ما أثار لدى الشعب نوعا من الارتياح ” مضيفا “نحن لم نقض على الإرهاب لأنه يحتمي بالجبال ومنتشر في المدن” واستدرك قائلا “لكننا سنبقى حذرين ومتهيئين لضربات إرهابية أخرى”.
وأردف قائلا “سنخصص قسما من ميزانية الدولة ونطلب الدعم من دول صديقة لتوفير التجهيزات لمقاومة الإرهاب.
“وأكد جمعة نية الحكومة “فتح مكتب للقيام بالأعمال القنصلية في سورية في القريب العاجل” وذلك بالتنسيق مع رئيس الجمهورية.
ويذكر أن الرئيس التونسي المنصف المرزوقي قام بسحب السفير التونسي وطرد السفير السوري في فبراير/شباط 2012.
وتطرق جمعة إلى الملف الاقتصادي التونسي واصفا الوضع الذي تمر به البلاد بـ”أصعب مما كنا نتصور” ومؤكدا أن عدة عوامل ساهمت في الأزمة أهمها زيادة الأجور ودعم المواد الاستهلاكية، وأن تونس قامت باقتراض ما يقترب من ميزانية الدولة أي أكثر من 25 مليار دينار (16 مليار دولار أمريكي).
وحذّر جمعة من تفاقم الأزمة الاقتصادية إن لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة وقال إنه “سيقوم بجولة نحو دول الخليج والولايات المتحدة وفرنسا” لبحث الدعم الاقتصادي، مؤكدا على دور الاستثمار في إنعاش الاقتصاد.
ودعا جمعة الشعب التونسي إلى العودة للعمل في المؤسسات، لكنه في المقابل أعلن عدم نية حكومته توظيف المزيد من العاطلين عن العمل في الإدارات والمؤسسات العمومية، مكتفيا بدعم القطاع الخاص للقيام بهذه المهمة.
وحول الانتخابات المنتظرة في تونس أكد جمعة “أن تهيئة الظروف اللازمة لإجراء الانتخابات قبل انتهاء هذا العام هي المهمة الأساسية التي جاء من أجلها” وأضاف أنه بدأ فعلا القيام بالعديد من الإجراءات كحركة نقل الولاة (رؤساء المحافظات) وإبعاد المساجد عن العمل السياسي، وتطبيق القانون في ما يخص المنظمات الناشطة وغير الناشطة.
وتجدر الإشارة إلى أن رئيس الحكومة التونسية المهدي جمعة كان قد وعد منذ نهاية الأسبوع الماضي بأنه سيتوجه بكلمة مصارحة للشعب التونسي يشرح خلالها الأوضاع الاقتصادية والأمنية التي تمر بها البلاد، لكن الأمر جرى بشكل حوار متلفز ما أثار تساؤل العديد من المتابعين حول جرأة الرجل في مصارحة شعبه.
سيريان تلغراف