الهدف السعودي بسفك المزيد من دماء ابناء الشعب السوري وتدمير الدولة السورية ما يزال قائما، وهي تستخدم كل الوسائل وتبحث عن أساليب جديدة لتحقيق هذا الهدف، والملك السعودي يرسل موفديه الى عواصم العالم مستجديا شن عدوان على سوريا. والحقيقة التي لا تقبل مجالا للشك أن النظام السعودي هو الممول الرئيس للعصابات الارهابية، ويضخ لها السلاح والأموال، وبات راعيا للارهاب في المنطقة، وهناك طواقم خاصة تجوب البلاد شرقا وغربا لتجنيد المرتزقة ودفعهم الى الاراضي السورية والعراقية، وينفق أموالا ضخمة على ارهابييه في اليمن للابقاء على حالة عدم الاستقرار في هذا البلد، والنظام نفسه استنجد وما يزال بالولايات المتحدة وغيرها لتوجيه ضربات عسكرية تدميرية ضد الاراضي السورية، وهو يعزز علاقاته مع اسرائيل التي وصلت درجة التحالف، لتشارك الرياض تآمرها على الشعب السوري، وبشكل علني.
وهناك استعدادات تشرف عليها أجهزة الأمن السعودية لتجنيد الالاف من المرتزقة والوحدات الخاصة ورجال المخابرات من بلدان عدة، لشن عدوان جديد على مدينة دمشق، وبلدان الجوار السوري مفتوحة حدودها لضخ المرتزقة الارهابيين والسلاح الى العصابات الارهابية في سوريا، والرياض ترفض الحل السياسي للأزمة السورية، وأن اعلنت موافقتها على ذلك، الا أن ذلك تمويه وذر للرماد في العيون، حتى تنفي عنها تهمة رعاية الارهاب الدموي الذي تقف وراؤه السعودية.
هذا هو الموقف السعودي من الأزمة في سوريا، وبالتالي، اصدار المرسوم الملكي بمعاقبة من “يجاهدون” خارج السعودية، هو كذب وافتراء، وتعليقا على ذلك، تقول دوائر سياسية أن هناك أسبابا وراء هذا الرار السعودي، وهي:
أولا: ان عدد الارهابيين السعوديين في الاراضي السورية يفوق بكثير الرقم الذي اعلنته الرياض، وعدد القتلى أيضا أعلى مما تضمنه المرسوم، وبالتالي، الملك السعودي عمليا لم يأت بجديد فالعدد الذي ذكره ربما يكون هو عدد القتلى والمعتقلين، وأنه مازال هناك الكثيرون من الارهابيين السعوديين في صفوف العصابات الارهابية.
ثانيا: ما يثير السخرية في هذا المرسوم الملكي، أن النظام السعودي يرى في الارهاب “جهادا” وهو يخالف بذلك الشرع والسنة، فقتل الابرياء ليس جهادا وتدمير المساجد والكنائس والاضرحة ليس جهادا، وتدمير المساجد والكنائس والاصرخة ليس جهادا، واستنادا لهذا المفهوم فان حاكم السعودية لا ينطبق على ارهابييه في السعودية، وليس هناك ساحة يجاهد فيها آل سعود، حماية للدين وحفاظا عليه مثلا، أو مواجهة لاعداء الين والعروبة، ولا يعني هذه العائلة أبدا تحرير الاقصى والاراضي المحتلة، لأن هذا هو مفهوم الجهاد الحقيقي، وليس بقر البطون، وقطع الرؤوس وتدمير المؤسسات الخدمية وتهجير المواطنين الآمنين.
ثالثا: بات ينظر الى السعودية كبلد منتج للارهاب، وهي بالتالي منعزلة، وحكامها مرفوضون في الشارع العربي، ويتحملون مسؤولية الدماء النازفة التي يستحقون عليها القصاص والعقاب.
رابعا: حكام السعودية ، لهم دور واضح ومهمة محددة، منذ اقامة الحكم الملكي بالسيف في نجد والحجاز، وهو تقديم الخدمات للأسياد، وباتوا يخشون انتقال هذا الدور الى غيرهم من الحكام في المنطقة، لذلك أصدر الملك المرسوم اياه، لتفادي الضغوط، فلم تعد الولايات المتحدة قادرة على الصمت ، خشية من ارتداد الارهاب عليها وعلى حفائها، وهذا ما سيقوله رئيس أمريكا باراك أوباما للملك وأركان حكمه في زيارته المرتقبة للرياض، وللتأكيد على ما نقله لآل سعود الوزير الامريكي جون كيري.
خامسا: وهو سبب هام، يتمثل في أن النظام السعودي، أراد بهذا المرسوم تبرئة نفسه من انتاج الارهاب ودعمه، ومحاولة لتبييض وجهه، وأن ينفض عن كاهله مسؤولية ارتكاب المجازر والفظائع، وبأنه لم يعد ارهابيا، معتقدا أن اصدار المرسوم الملكي يمكن أن يغطي على الدور الدموي الارهاب الذي تضطلع به السعودية.
سادسا: الحقد ما زال يعتمل في صدور قادة السعودية، وهم يبحثون ىعن وسائل وأساليب جديدة للعدوان على سوريا، وأنه في حال نجح مخططهم الشرير في قتل المزيد من مواطني سوريا، وفشل في تحقيق أهدافه، عندما يقولون أننا أصدرنا مرسوما، تبرأنا فيه من الارهاب، وأعلنا معاقبة كل من يسير في هذا الطريق.
سابعا: جاء المرسوم امتصاصا لنقمة متزايدة داخل المملكة بسبب قيام حكامها بتجنيد السعوديين وارسالهم الى العصابات الارهابية في سوريا، ومنهم من قتل، ومنهم من اعتقل، وقسم ثالث ما يزال يمارس الارهاب والقتل ضد المواطنين، فجاء المرسوم ليخفف من حدة صدمة عائلات الذين ارسلوا لممارسة القتل والجرائم.
ثامنا: المرسوم الملكي يأتي في خضم الانتصارات الكبيرة المتزايدة للجيش السوري، وهروب كثيرين من الارهابيين، للعودة الى اوطانهخم، وهذه الانتصارات تشكل فشلا لحكام السعودية الذين توهموا أنهم قادرون على تدمير الدولة السورية في غضون شهور قلائل، بمعنى أن المروسم يعني أن قادة المملكة يجرون أذيال الخيبة والخزي.
وتضيف الدوائر أن النظام السعودي الذي جند الارهابيين وزج بهم الى الاراضي السورية، ودفع بالسجناء الجنائيين لقتل أبناء سوريا، ودس عناصر استخبارية الى ساحة سوريا، دعما للارهاب وتقديم الخدمات الاستخبارية لاسرائيل، نظام ما يزال حاقدا، مضطلعا بدوره التخريبي، ومن هنا، فان المرسوم الملكي ، مجرد خداع وغطاء لمساعي آل سعود المحمومة لتدمير ساحات الامة وفي مقدمتها الساحة السورية.
سيريان تلغراف