انضم مسلمو سويسرا الى إخوانهم في ألمانيا بالإعلان عن حملة توزيع القرآن مجاناً على غير المسلمين. وبحسب وسائل إعلام محلية من المتوقع ان يتم توزيع 14 ألف نسخة من القرآن تحمل معانيه المترجمة خلال الأسابيع القليلة القادمة على المارة في عدد من مدن البلاد، ذُكر منها زيوريخ وبازل وسانت غالين وآراو.
وبحسب الأنباء الواردة من سويسرا فإن نسخ القرآن هذه قد طبعت في ألمانيا وكانت معدة للتوزيع داخل البلاد، في إطار حملة “إقرأ” التي أشرفت عليها جماعة توصف في الإعلام بأنها سلفية وتحمل اسم “الدين الحق”.
وقد أعلن المشرفون على توزيع القرآن في سويسرا انهم سيتصرفون بحنكة ودبلوماسية أكثر مقارنة مع “إخوانهم في العقيدة” في ألمانيا، وانهم سيتمتعون باستقلالية اتخاذ القرار، وذلك في ضوء الجدل الذي قارب حد الاستياء لدى بعض المواطنين الألمان.
في تلك الأثناء أكدت جماعات إسلامية في سويسرا انها لا تشارك في هذه الحملة، منها “المجلس المركزي الإسلامي في سويسرا”، إنطلاقاً من ان “توزيع القرآن يدوياً ليس منطقياً لأنه ليس كغيره من المنشورات” من وجهة نظر رئيس الجمعية نعيم خيرني.
أما هشام ميرزا رئيس الفيدرالية السويسرية للمنظمات الإسلامية فرجّح عدم وجود “خطر إسلامي” من الشباب الذي يوزع نسخ القرآن، وان أشار الى عدم وجود ضرورة ملحة للقيام بهذه الحملة، مشبهاً توزيع القرآن في الشوارع بحملات توزيع الإنجيل التي يشرف عليها شهود يهوه.
وبالإعلان عن توزيع القرآن في سويسرا يعود هذا البلد الى الأضواء من الزاوية الإسلامية، وذلك بعد ان أجري استطلاع بين مواطنيه حول السماح بتشييد مآذن المساجد في عام 2009، ليصوت قرابة 60% من المستطلعين بالرفض، مما أثار حفيظة الكثير من المسلمين داخل سويسرا وخارجها، فيما رأى ساسة غربيون في هذه النتيجة إشارة واضحة الى تخوف السويسريين إزاء “أسلمة” بلادهم.
ويرى كثير من المراقبين ان انضمام مسلمي سويسرا لحملة “إقرأ” إشارة لمسلمي بلدان أوروبية أخرى للانضمام للحملة، ويتساءل هؤلاء عن البلد الذي سيشهد عمّا قريب التحاقه بها.