Site icon سيريان تلغراف

الظاهر والمخفي في كواليس مونترو .. نشاز العبيد و موشحات السادة .. بقلم نمير سعد

بين الأساتذة والتلاميذ .

ليس أقبح من مهاجمة الشناعة للعين والأذن دفعةً واحدة وبشكل مباغت ، والغرق في شلال من القرف والقيء والخيانة والعمالة  مباشرةً بعد إستحمام الجسد في عذب أنغام موسيقى سيمفونية الشرف والوطنية والإنتماء والواقعية والحقيقة  … هكذا كان الحال ساعة فرضت علينا الجلسة الإفتتاحية لمؤتمر جنيف2 في بلدة مونترو السويسرية الإستماع إلى نشاز العبد الأجرب لرئيس إئتلاف الخونة والعملاء راعي الخراف والنعاج والبعير المدعو أحمد الجربا مباشرةً بعد تلك المرافعة التاريخية لسيد الدبلوماسية السورية التي شكلت موشحةً شآمية تضاف إلى سلسلة العطاءات الموسيقية لسادة السياسة والدبلوماسية الدمشقية  ، انها موشحة المعلم  الذي حاضر على مدار خمس و ثلاثون دقيقة في الوفود التي أصيب معظم أفرادها بحالة من مغص الدماغ و صداع المصداقية وافتضاح فقدان العذرية البشرية والإنسانية التي نكحتها المصالح الصهيونية وإغتصبها البترو- دولار الوهابي ، اليوم كان الافتضاح أمام شريحة أوسع من سكان هذا الكوكب بحكم أن المعلم أصرعلة إكمال مداخلته بتحدٍ قلةٌ هم من يجرؤون عليه كما السوريون الشرفاء والعظماء “سيما ساعة توجه بالحديث لجون كيري ” ، أصر المعلم  على فرض إرادة أسود الوفد السوري في إظهار الحقيقة .. كل الحقيقة ..

الحقيقة التي أسقطت أقنعةً الحضور على مرأى ومسمع المزيد من الملايين ممن كان يتابع الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر من خلال مئات وسائل الإعلام المختلفة حول العالم ،  كانت فرصةً ذهبية أصر المعلم على الإستفادة منها إلى أبعد حد لإيصال الحقيقة واضحةً كاملة .. فقام بتعرية كل من تآمر على سوريا وأظهر عورات من حاربوها وصدروا لها الإرهاب ومولوه وسلحوه ، ولعب من خلال مداخلته  دور المدعي السوري العام الذي قدم في مرافعته المختصر المفيد والشرح الكافي الذي مر من خلاله على كل مفاصل ومفارق وأحداث ومشاهد و” أبطال ” الربيع السوري ، وكشف كل الفاعلين والمتدخلين والمحرضين والشركاء في تنفيذ جرائم العار على الأرض السورية .. وكان على الحشد ” المتآمر في معظمه ” أن ينصت ويتابع ويتملل في كراسيه … وحسب … .

ساعة يتوضأ الفجرة والعهرة بدماء السوريين ويسجدون فوق أشلاء جثامينهم ويتباكون على ماكان يوماً قبورهم ” البدع التي يهدمها دعاة العلمنة الجاهلية ” .. هي الساعة التي تؤرخ وتؤرشف في سجلات الذاكرة التاريخية صفحةً من العار والشنار  الذي تعيشه ” المنظمات الدولية الأممية ” هذه الأيام أكثر من أي وقتٍ مضى ، إن عاش أحدكم هكذا لحظات له أن يوقن بأن مردها اليوم تحديداً هو إصغاؤه لمداخلات بعض المشاركين في مؤتمر مونترو .. النشاز بقي نشازاً ، بل زاد عن الحدة التي عهدناها في مداخلات بعض المؤتمرين المتآمرين ،   وما كان فحوى معظم المداخلات سوى شاهد على ما أقول . لن نخوض في التفاصيل لأن بعض ما إجتره البعض كان متوقعاً بشكل حرفي ، ولا نبالغ إن قلنا أننا حفظناه عن ظهر قلب بعد تكراره مراتٍ ومرات على مدار سنواتٍ ثلاث من عمر الحرب على سوريا ، لكننا من باب إعطاء القارئ فاصل كوميدي ترفيهي سنذكر فقط ما كان صارخاً في وقاحته و فحشه وغبائه وبهائيميته و فجائعيته .. .

الدعابة والهزل والكوميديا كانت حاضرة أيضاً .

كان فاصلاً هزلياً بحق ما أتحفنا به الجربا بتأثرٍ مصطنعٍ فاشلٍ ومكشوف فيما خص الفتاة ذات الأحد عشر ربيعاً ،” الطفلة الوحيدة التي قضت على مذبح الثورة ” ، وكان خرافياً وكأنه آتٍ من غير كوكب أو عالم ساعة إنتقل إلى ربوع الطفل المعجزة .. حمزة الخطيب ، بطل محافظة درعا في رياضة السومو للبالغين !! ، لكن الجربا نسي أن يردف أن الخطيب هو ذات ” الطفل ” الذي راحت أحلامه في إغتنام أو سبي حوريةٍ من مساكن الضباط أدراج رصاص من كان يدافع عن المساكن و أهلها ونساءها ضد أولى الغزوات الوهابية التكفيرية الدراكولية . وكان الجربا مضحكاً حد القهقهة ساعة تكلم بلهجةٍ صحراوية بدوية حادة عن التصور الوهابي للحل .. أي حل .. ولكن دائماً بعيداً وبمعزل عن الرئيس الأسد ، الأسد الذي طالبه الجربا بثقةٍ مصطنعة مستوردة فاقدة الصلاحية والمصداقية بتسليم سلطات الرئاسة للرئيس الجديد ؟؟!! الرئيس الجديد أيها السوريون .. هو من تعمل صهيو – وهابية آل سعود على تسويقه أو سوقه إلى مكتب الرئاسة في دمشق ، في حالة تحاكي إلى حدٍ بعيد أحلام حمارٍ صحراوي بالتحليق في سماء دمشق والإستراحة متى طاب له ذلك على ذرى الشموخ القاسيوني ..

حسناً نقول بدورنا .. لندع الحمير تمارس أحلامها في المنام كما في اليقظة ، ولننتقل إلى حالة البلاهة التي تأرجحت وإهتزت على وجه الصهيو – وهابي سعود الفيصل ساعة بدأ هزلياته بشكره ” لفخامة الرئيس أحمد الجربا ” .. على حضوره !! ومطالبته بكثيرٍ من الغباء البعيري بإعتماد مداخلة أو كلمة ” الرئيس الفخم ” أساساً ومنطلقاً للبيان الختامي لمؤتمر جنيف2 ، دون الحاجة لإستكمال الإستماع إلى باقي مداخلات الوفود المشاركة .. ثم إصابته بتلك الحالة من الجمود والبلاهة مجدداً.. وهو في إنتظار ردة فعل الموظف ” بان كي مون ” على تخريفاته ، قبل أن يدرك بأن إقتراحه الخنفشاري لا يساوي قطرةً من البول البعيري الذي أدمن على شربه . ليكمل أخيراً مشوار إهتزازاته وإرتجاجاته الجسديه و العقلية واللغوية والأمل يحدوه بنيل المرتجى ” قد يكون هنا لمسألة تكرار عبارة الأمل المحدو أو يحدونا الأمل لمراتٍ ثلاث  .. علاقة بحدوة الحصان مثلاً أو حافر الحمار الطائر ”  … والله أعلم .. .

المتاجرة والإنشاء والتباكي .. والعروبة .

كان لافتاً حالة تركيز مندوبي الوفود الأعرابية بشكل خاص على مسألتين حيويتين بالنسبة لحكومات تلك الدول ، فكان التسول والإستجداء و طلب المساعدات ومناشدة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الكاملة فيما خص ،  ” اللاجئين السوريين ” الوافدين إلى أراضي تلك الدول ، كانت فرصةً لا تفوت لمندوب الأردن مثلاً للإسهاب و الاستفاضة والإستفادة من هذا المؤتمر لجمع أكبر عدد ممكن من الوعود بمساعدة حكومة مليكه بأعلى رقمٍ ممكن من الدولارات . كان لمملكة أحفاد محمد بن عبد الوهاب ممثلين كثر ، فكان الهزاز وكان الجربا وكان الموظف في الديوان الملكي والناطق الرسمي بإسمه ” نبيل العربي ” وكان عديد وزراء الخارجية العرب والخليجيين بشكل خاص . تباكى وزير خارجية المغرب على حقوق الإنسان السوري !! . حال العروبة كان واحداً .. التباكي حد ذرف الدموع على اليتامى والثكالى والأرامل ودائماً بطريقة إنشائية لا تغني ولا تسمن من جوع ، وكان الحال هو الحال في تحميل القيادة السورية مسؤولية القتل والموت والدمار والخراب والإرهاب ،، بدءًا بالصهيوني سعود مروراً بنبيل فهمي وزير خارجية مصر الذي حاكى موقفه وزير خارجية المغرب ، كما كان لأوغلو نصيبه من الكذب والنفاق والمتاجرة والبكاء ، أوغلو الذي قدم مطالعةً مهترئة ممجوجة شابهت مداخلات الجربا و بندول الساعة سعود الفيصل   .. هكذا كان حال العروبة إذاً ،، التي ما شذ عمن حضر من وزرائها سوى وزيري خارجية العراق ولبنان اللذين قدما بيانين لا يسران خاطر آل سعود ولا يدخلان البهجة إلى قلب صاحب السبق التاريخي الفريد ” عاشت المملكة العربية السعودية ،،، ثم فليعش لبنان  ،، أو فليذهب إلى الجحيم فداءً لكرسي بعبدا  ” .. فخامة الرئيس ميشو  … .

 همسات من كواليس جنيف2

 تقول معلومات العقل أن مفاوضات جنيف 2 وما بعده يتوقع لها ألا تكون محددة بمهلٍ زمنية طالما لم يلق المؤتمر حتفه ” بتفجيرٍ إنتحاري ” قد تتكفل به مملكة آل صهيون ، ومن غير المتوقع أن يتم التوصل خلال تلك المهل إلى توافق بوقف إطلاق للنار يكون نصيبه النجاح على الأرض ، سيما أن ماضي تلك العصابات الوهابية حافل منذ نشأة قتلتها ومجرميها الأوائل بخرق كل العهود والإتفاقات والمواثيق ، ما يرجح إحتمال وضع عوائق جديدة أمام عجلة الحل المرتجى دولياً وسورياً ، العوائق التي لن يبخل بها أمراء الحرب والدم في مهلكة آل صهيون ، عن طريق توجيه غرف عمليات عصاباتها الثورجية بشكل مباشر أو عبر وكلائها  من أصحاب الياقات وربطات العنق ممن إئتلفوا وتآلفوا وتكاتفوا وتحالفوا على الشر والعمالة والخيانة وانتسبوا بكل رضاً وسرور لفريق الدمى والعرائس  . أولئك الذين لا تتعدى مهامهم تنفيذ أوامر أسيادهم وولاة أمرهم و راسمي مصائرهم ومانحي مناصبهم و ألقابهم ومموليهم . بات من نافل القول أن العصابات التكفيرية على إختلاف أسمائها وألقابها سوف لن يمتثل معظمها لأية تسويةٍ ومحاولات تهدئة ، وأنها سوف تمضي قدماً في إستغلال الساعات أو الأيام التي يتم الإتفاق فيها على وقفٍ جزئي مرحلي لإطلاق النار لإعادة تموضعها وتمكين تحصيناتها وزيادة تسليحها … .

 هي لعبة المكائد التي يصعب أن تخدع بها القيادة السورية المتمرسة في تحجيم وتقييد كل محاولات الخداع و اللعب على الوقت ، وهي خير من برع في تسخير الوقت لتحقيق إنجازات جديدة في معركة إنقاذ الوطن السوري حاضره ومستقبله على حساب هزائم متلاحقة للعصابات التكفيرية الوهابية الصهيونية  . ما بات شبه مؤكد أن مرحلة ما بعد جنيف 2 مرجحة لأن  تشهد حالات من الإحتجاجات أو ” الحرد ” الفردي أو الجماعي والإنسحابات الصبيانية  الهزلية ، وإجترار بعير المعارضة لذات الإتهامات التي كانت توجهها للقيادة السورية ، الإتهامات التي تقول بأن الجيش السوري هو المسؤول عن كل حالات الخرق وعدم الإلتزام بالإتفاقات المبرمة ” هذا إن تم التوصل أصلاً إلى إتفاقات مهمة ” فنظرية الإحتمالات تنبئنا بدورها أن جل ما قد يتوصل إليه المؤتمرون هو إتفاقٌ على وقف إطلاق نار جزئي وتمريرٍ لبعض ” المساعدات الإنسانية ” ، التي لا يعلم مدى إنسانيتها سوى أصحابها والقائمين عليها ، وتبادل محدود لبعض المعتقلين ببعض المختطفين لدى العصابات الإرهابية … .

  كان لافتاً جداً التوقيت الفاضح للإعلان عن طرح رواية وصور عشرات آلاف المعذبين في السجون السورية ، الرواية التي تم فضح المسؤول الأساسي عنها عبر لقاءٍ خاص مع إحدى محطات التلفزة الهولندية ، وهو محامٍ يعمل في مكتب محاماة تديره وتدفع أجور جميع موظفيه حكومة قطر .. لم يملك ذاك المحامي المقدرة أو الجرأة على تقديم الأجوبة لأسئلة عديدة متلاحقة طرحتها مقدمة البرنامج .. كيف لنا أن نكون واثقين بأن تلك الصور تعود لأشخاصٍ سوريين ؟؟ ، ماذا عن توقيت الإعلان عن هذه القضية وطرحها في الإعلام ؟؟ ، لصالح من تعمل شركة المحاماة التي أنجزت هذا العمل ؟؟ ، وأخيراً كان السوآل الذي كان صمت المحامي  جوابه الوحيد .. ما قولك إن قلت لك أنك وكل زملاءك تتقاضون أجوركم من الحكومة القطرية .. أليس لهذه الحقيقة من تأثير في مصداقية وحقيقة الرواية والصور . إئتلاف ” راعي الأغنام ” بدا في الجلسة الإفتتاحية هزيلاً ضعيفاً فاشلاً رغم التدريبات المكثفة التي تلقاها في أكثر من دولة أوربية حول أصول التفاوض وآلية دفع الخصم إلى تقديم التنازلات .. ما بات واضحاً من أقوال و تصريحات اليوم الأول والمؤتمرات الصحفية التي تلته أن هناك عناداً يسيطر على حلف العدوان على الوطن السوري ، وأن التفاوض في الأيام القادمة لن يكون سوى على وقع أصوات المدافع وزخات الرصاص .. تكبيرٌ وذبح وحرقٌ وإغتصاب من قبل معسكر الوحوش التي تقنعت بوجوه البشر ، و دعسٌ على رقاب من أدمنوا إغتصاب البشر والحجر .. وإجتثاثٌ للمزيد من خلايا الشياطين .. مهمةٌ مقدسة يتولاها حماة الديار ، سلاحهم ،، بنادقهم ، رصاصهم ، وإيمانهم بشعارهم المقدس ، وطن ، شرف ، إخلاص .

سيريان تلغراف | نمير سعد

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

Exit mobile version