Site icon سيريان تلغراف

صخب وضجيج في أروقة مؤتمر “جينيف 2” .. بقلم برهان إبراهيم كريم

وأخيرا وبعد أن أجل موعد انعقاده مرات ومرات أنعقد مؤتمر جينيف2 بحضورك المشاركون فيه. وأوضح الصور  والمشاهد عن هذا المؤتمر والنتائج التي ستتمخض عنه, تنحصر في  ما كشف  للجماهير وللعالم عن  الأهداف الحقيقة لهذا المؤتمر والاطراف الفاعلة فيه. ومن هذه المشاهد:

  1. خوف واشنطن وحلفائها الأوروبيين والعرب انفلات الإرهاب من عقاله، وانتشاره في دول الجوار، ومن ثم أوروبا وأمريكا. لتتحول إلى حرب كونية يخوضها الارهاب ضد العالم، وفق ما أكدته تقارير استخباراتية أمريكية وغربية، فوجدت واشنطن نفسها أمام أسوأ خيارين أهونهما أشد مضاضة ومرارة.  وهذا ما عبر عنه مسؤول امريكي أن الأزمة السورية ستسمر لعقد من الزمن.
  2. 2.   وبعض التقارير التي سربت, تتحدث أن البغدادي أمير داعش أمر أتباعه بتدريب المقاتلين القادمين من أوروبا وأمريكا وكندا وأستراليا وتجنيبهم القتال، ليتمكنوا بعد التدريب من العودة للجهاد في بلدانهم الأصلية. وهذا الأمر بالتحديد أشعل المصابيح الحمر في أوروبا وغيرها من بلدان العالم.
  3. والحكومة المصرية كشفت عن أن ما يناهز 200 إرهابي عادوا إلى مصر ليحاربوا ضد انقلاب السيسي. وأن العديد من المقاتلين الأوروبيين عادوا لبلدانهم بعد أن اكتشفوا أن الجهاد في سورية بلا هدف ولا أفق.
  4. وتركيا أعلنت عن اعتقال تكفيريين, وأنها صادرت شحنات سلاح داخل أراضيها. وربما لهذا السبب قررت إغلاق حدودها الجنوبية.
  5. وواشنطن تدعم العراق, وتمنحه الغطاء السياسي لتصفية داعش من العراق.

يبدوا أن معاناة السوريين ستطول. ومؤتمر جينيف2 الحلقة الثانية من مسلسل طويل وممل, وكما عقد جينيف1بعد حوالي العام والنصف من بدأ الازمة, وعقد جينيف2 بعد ما يعادل هذه المدة من الأول, وقد يستغرق كل مؤتمر لاحق ما يعادل تقريباً نفس هذه المدة. فالحلول باتت مرتبطة باتفاق الدول الكبرى. وبعضها ربما يماطل ليربط الازمة السورية بمشكلة الشرق الأوسط. ومماطلته ربنا أنسته أن الشعب السوري إذا تفجر غضبه سيفجر منطقة الشرق الأوسط برمتها, وسيقذف بالأمن  والسلام العالمي كريشة في مهب الريح, والتي قد تندلع بسببها حرب عالمية لن ينجوا من لهيب نيرانها أحد. لهذا نقول للمجتمعين في جينيف إياكم أن تضيعوا الفرصة فالوقت من ذهب.

سيريان تلغراف | العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

Exit mobile version