ما تعرض له مخيم اليرموك قرب دمشق وما يزال، هو حلقة من مخطط دولي تنفذه أنظمة عربية عنوانه “توطين اللاجئين الفلسطينيين”، فالعصابات الارهابية التي اختطفت المخيم وعاثت فيه فسادا واجراما ممولة من هذه الأنظمة، التي وقفت وراء تهجير أعداد كبيرة منه، وقتلت وجرحت المئات على أيدي قاطعي الرؤوس مدعي الاسلام بالتعاون مع عناصر رهنوا أنفسهم في أيدي جماعة هي أيضا جزء من القوى التي أخذت على عاتقها تمرير المؤامرة الأمريكية الصهيونية المسماة بـ “الربيع العربي” الذي جلب الخراب والدمار لشعوب الأمة.
هذا المخيم لن يستقيم الحال فيه الا اذا غادرته عصابات الاجرام من جنسيات مختلفة والممولة بكل أشكال الدعم من السعودية وقطر وتركيا، وهي دول استخدمت تلك العصابات لتنصب نفسها طرفا في أية حلول للأزمة السورية، ولا يخفى على أحد أن في المخيم مسلحين فلسطينيين تعاونوا مع هذه العصابات وشكلوا حلفا معها وشاركوا في خطف المخيم، هؤلاء المسلحون تابعون لحركة حماس، واذا كانت الحركة ترفض هذه الحقيقة، وتعلن صباحا مساء أنها لا تتدخل في الشأن السوري فلماذا لا تسحب عناصرها من المخيم، أو تعلن صراحة أنها خارجون عن ارادتها؟! فكل من هم داخل مخيم اليرموك، وخارجه يعلمون تماما بأن هناك عناصر من حماس الى جانب العصابات الارهابية عملوا معا على اختطاف المخيم والاحتفاظ به ورقة في أيدي أنظمة العار في الرياض والدوحة وأنقرة.
وفي هذا السياق كشفت دوائر واسعة الاطلاع أن مخطط توطين اللاجئين الفلسطينيين هو حلقة من حلقات المؤامرة التي وضعتها قوى دولية في مقدمتها الولايات المتحدة بالتنسيق مع اسرائيل، وتعهدت بتنفيذها السعودية ودول خليجية، وتؤكد الدوائر أن لقاءات عديدة عقدت بهذا الشأن جمعت ممثلين عن أمريكا وكندا ودول أوروبية على أرض السعودية، تم البحث فيه عن تمويل هذا المخطط ونصيب كل طرف ماليا في تنفيذ ذلك، والمناطق التي سيرسل اليها اللاجئون الفلسطينيون، خاصة اولئك الذين يعيشون في مخيمات اللجوء بلبنان وسوريا، ومن بين المناطق المقترحة دول عربية وكندا واستراليا.
سيريان تلغراف