Site icon سيريان تلغراف

اسرائيل ستحتل لبنان بالعقل قبل الأرض برعاية أقزام الحريري و آل سعود .. بقلم دنيز نجم

تفتيت المقاومة الإسلامية و تدميرها بشكل كامل هو ما سيحقق أحلام اسرائيل لأنها العقبة الوحيدة التي تقف في طريقها في تغيير خارطة الشرق الأوسط و نواة هذه المقاومة هي سورية الأسد و عمودها الفقري هو حزب الله و هيكلها و كيانها هو ايران .

 و لم يكن خفياً على الصهاينة مشاركة حزب الله للجيش العربي السوري في الدفاع عن سورية لا بل و تعّمدوا استنزافهم بداية من معركة القصير لضربهم فيما بعد و بدأت بعض الأحزاب العميلة في لبنان تجّيش الإعلام ضدهم كي ينخر في عقول الشعب اللبناني بأن حزب الله ينقل الحرب من سورية إلى لبنان ليجره لحرب إقليمية .

و لبّ الصراع الجاري في لبنان هو من أجل ضم حزب الله إلى لائحة الإرهاب لتجريده من سلاحه و القضاء عليه فيما بعد و هذا المخطط كان قد بدأ الصهاينة و العملاء بتنفيذه منذ اغتيال الحريري فلم يمضي على عملية الإغتيال ساعات حتى بدأت أصابع الإتهام تتوجه لسورية الأسد و حزب الله معاً و كان خروج الجيش العربي السوري من لبنان هو البداية لتفتيت بنية المقاومة الإسلامية و تدميرها بتحويلها إلى منظمة إرهابية .

في تلك الفترة كان الغموض يلتف حول قضية اغتيال الحريري بشكل كبير و لكن مع مرور الزمن بدأت خيوط المؤامرة تتكشف و تتبلور الأمور بصورة أوضح فبعد اغتيال الحريري تبعته سلسلة من الاغتيالات لعدة شخصيات من حزب 14 آذار و بأسلوب مشابه :

1- سمير قصير تم اغتياله في 2 حزيران من عام 2005 بتفجير سيارته

2 – جورج حاوي تم اغتياله في 21 حزيران من عام 2005  بتفجير سيارته

3 – جبران غسان تويني تم اغتياله في 12 كانون الأول من عام 2005 بسيارة مفخخة

4 – بيار الجميل تم اغتياله في 21 تشرين الثاني من 2006 بإطلاق نار على سيارته

5 – وليد عيدو تم اغتياله في 13 حزيران من عام 2007 بتفجير سيارته

6 – أنطوان غانم تم اغتياله في 19 أيلول من عام 2007 في تفجير بسيارة مفخخة

7 – وسام الحسن تم اغتياله في 19 تشرين الأول من عام 2012 في تفجير بسيارة مفخخة

8 – محمد شطح تم اغتياله في 27 كانون الأول 2013 في تفجير بسيارة مفخخة .

هذه الإغتيالات تمت بأسلوب مشابه مما يرجح أن يكون القاتل هو نفسه و لكن من الغريب جداً هو توجيه أصابع الإتهام لحزب الله :

1 – في أي جريمة قتل تبقى الشكوك على حالها حتى يتم إثباتها بالأدلة القاطعة و توجيه أي إتهام لأي كان و خاصة عبر الوسائل الإعلامية دون وجود أدلة قاطعة يعتبر هذا الإتهام هو تشويه لسمعة المشكوك بأمره تشويش الأفكار بتجييش الرأي العام ضده .

2 – فكيف يوجه حزب 14 آذار إتهام لنفس الأشخاص و في أكثر من حادثة اغتيال بأقل من 24 ساعة بعد حدوث الجريمة و المحكمة الدولية لم تعلن بعد عن أية أدلة قاطعة تدين المشكوك بأمرهم .

3 – كيف تراقب الأقمار الصناعية الأميركية الحرب على سورية و على لبنان بأدق التفاصيل و لم تكشف عن هوية القتلة و المجرمين حتى اليوم

4 – اسرائيل تراقب حزب الله سواء من الخارج أو الداخل و تتربص له و يهمها جمع الأدلة التي تدينه و التي تساعدها في القضاء عليه فكيف لم تحصل على أية أدلة و حزب المستقبل لم تمر ساعت على الجريمة حتى وجهوا اتهامهم له دون امتلاك أي أدلة .

5 – إن كان حزب الله يريد تصفية هذه الشخصيات فلماذا يقوم بعمليات تفجيرية تطال المدنيين في لبنان و تزعزع أمن لبنان و استقراره و هم من يدافعون عن لبنان و يحموه من العدو الاسرائيلي .

6 – سؤال هام يجب الوقوف عنده لحظات : لماذا كان جميع المغدورين من الطائفة السّنية و المتهمين من الطائفة الشيعية .

7 – التوقيت لعب دوراً كشف المستور فما هي الصدف الغريبة التي يتم فيها اغتيال هذه الشخصيات من حزب 14 آذار قبل انعقاد المحكمة الدولية أو قبل إصدار أي قرار و لمصلحة من …. ؟

عادة تعتمد الجهات الأمنية على القاعدة التي تفيد بأن المجرم يعود دائماً إلى مسرح الجريمة و في تكرار هذه الإغتيالات تبحث الجهات الأمنية عن القاسم المشترك فيها لتحديد هوية المجرم ألا و هي 1- الأسلوب في القتل 2 – أداة الجريمة 3 – الهدف من ارتكابها .

و ما لن تتوصل إلى كشفه الجهات الأمنية سيتكفل الزمن بكشفه و لكن الصورة باتت واضحة للعلن وضوح الشمس بأن حزب 14 آذار كان حزب 14 حمار لأنهم بكل جريمة  يرتكبونها يثبتون بأنهم أغبياء و يكشفون نفسهم بنفسهم فإتهاماتهم لم توجه للعدو الحقيقي اسرائيل بل طالت أشرف الناس حزب الله الذي يدافع عن قضية أمته العربية و الذي حارب اسرائيل و حرر الجنوب و جّرع اسرائيل كأس هزيمتها في عام 2006 ما زال حتى يومنا هذا يحمي لبنان من الصهاينة و لم يشارك الجيش العربي السوري في الدفاع عن سورية إلا ليحمي حدود لبنان كي لا يطاله فتيل الحرب المشتعل في سورية .

الدافع الحقيقي وراء تلفيق الإتهامات لحزب الله بكل هذه الجرائم و إلصاقها به بطريقة قانونية بعيدة عن الحرب هو لإزاحته من الدرب لأنه العقبة الوحيدة التي تقف في وجه الصهاينة و تمنعهم من الإستيلاء على لبنان و تعرقل وصول حزب المستقبل للسلطة .

فشل مشروع الصهاينة في سورية و تقدم الجيش العربي السوري و حزب الله في القضاء على ما تبقى من هرم العصابات المافياوية جعلهم يضغطون على العملاء في لبنان في ظل الفوضى المنتشرة لإنتهاز الفرصة الذهبية المتاحة لهم بالتخلص من حزب الله عن طريق تقديم قضية اغتيال جديدة يتم إضافتها لباقي الملفات السابقة للمحكمة الدولية التي تحقق باغتيال الحريري و التي من المفروض أن تنعقد في الشهر القادم . الجريمة الجديدة ستضاف إلى سجل حزب الله الذي أصبح بفعل فاعل من حزب مقاوم لحزب إرهابي و ستكون هذه الجريمة خدمة للصهاينة يتم من خلالها تجريمه دولياً و محاربته داخلياً لأن أقزام الحريري بمساعدة الإعلام الممول من آل سعود يروجون للفتنة الطائفية بين الشعب اللبناني ليغسلوا العقول بمساحيق الكذب و الخداع بأن حزب الله يتعمد قتل أهل السّنة و أنه يحرض على الإجرام و لا يحق له امتلاك السلاح  و بهذا تنجح خطتهم لينقضوا على حزب الله من الداخل و الخارج معاً و يتم تجريمه دولياً و بالتالي تجريده من سلاحه و هذا ما سيخدم الصهاينة في عملية القضاء عليه بالضربة القاضية و من بعدها سيتولى حزب المستقبل حكم لبنان ليتم تسليمه فيما بعد للصهاينة فبدلاً من أن تحتل اسرائيل رقعة من لبنان كالجنوب و تتعرض للخسارة ستحتله بالعقل و دون بذل أي مجهود .

لبنان صغير بحجمه على الخريطة و لكنه كبير بشأنه بين الدول العربية  بموقعه الإستراتيجي و هو إحدى المقبلات التي تفتح شهية اسرائيل على ابتلاع الوطن العربي لما فيه من خيرات باطنيةو من سيتولى منصب رئاسة هذا البلد العظيم يجب أن يكون كبيراً بقدره جدير بهذا المنصب ليرتقي بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه و ليس كالسيد ميشيل سليمان الذي لا يصلح لإدارة حضانة أطفال لأن الرجال لا تتردد في مواقفها و لا تتلاعب بمصير شعب يعتمد عليها كما فعل سيادته بأمر من آل سعود الذين يخططون مع الصهاينة لتحويل لبنان إلى مركز صراع طائفي يجره إلى حرب إقليمية و بالتخلص من حزب الله لن يكون هناك أي عائق لإحتلاله و السيطرة عليه .

إلى أين تجرون لبنان العظيم الشامخ بأرزته يا أقزام الحريري و عبدة الدولار يا شياطين متعاهدين مع آل سعود لتحرقوا ترابه المقدس بنفط سيحرقكم فيما بعد لماذا تستهدفون حزب الله الذي لا يوجد أي سبب يجعله يعرض حياة رجاله للخطر و يزج نفسه في خطوط النار و خنادق المقاومة سوى من أجل حماية لبنان البلد الصغير الجميل الذي تكالب الكون عليه لينال منه لأنه قطعة من السماء .

 يرتقي لبنان برجال الله التي تتشابك أيديهم لتسّيجه و تحميه و يتسابقوا على الشهادة ليرووه بدمائهم السخية الأبية كي يبقى شامخ كأرزته و لن يكتمل شموخ لبنان إلا بهم و برئيس يليق به كالسيد سليمان فرنجية لأنه للشرف و الكرامة عنوان و ليس كالدمية المتحركة ميشيل سليمان الذي يركع لآل سعود القرود أو كالمختل عقلياً و المنفصم بالشخصية جعجع المعتوه .  اسرائيل ستحتل لبنان بالعقل قبل أن تحتله كأرض إن لم يستفيق الشعب اللبناني من غفوته و يحميه من الإنزلاق في دهاليز التبعية و مستنقعات الطائفية التي أغرقوا بها سورية و اليوم أتى دور لبنان ليخوض هذه الحرب النفسية التي يستخدم فيها الصهاينة جميع الأسلحة عدا السلاح الحقيقي .

سيريان تلغراف | دنيز نجم

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

Exit mobile version