المرأة هي المرآة التي تعكس صورة نموذجية عن حضارة البلد الذي تنتمي إليه و تميزت المرأة السورية عن غيرها من النساء في الدول العربية الإسلامية بأن سورية كانت و لا تزال دولة علمانية حضارية منحتها حقوقها و فتحت أمامها أبواب العلم و العمل لتكون عنصر فعّال يساهم في تطوير المجتمع و بناء سورية الحديثة بفكر علماني مثقف و ناضج .
و بما أن العرب اشتهروا بالوقوف على الأطلال و التغني بالزمن الجميل فكانت أغلب الأعمال الفنية و الأدبية التي تتناقلها وسائل الإعلام تعود إلى الماضي البعيد لتجره إلى الحاضر بسلبياته و إيجابياته و كأنها تحاول إنعاش فكر الجيل الصاعد بعاداتنا و تقاليدنا الشرقية لتتترسخ في ذاكرته خوفاً من انقراضها و انحرافه خاصة بعد أن دارت عجلة الزمن بالسرعة الجنونية القسوى حين دخلت أجهزة التكنولوجيا المتطورة على مجتمعنا العربي كجهاز الكومبيوتر الذي كان الباب لدخول الغرب إلى حياتنا اليومية ليحتل عقول جيلنا الصاعد و بدأ بعملية غسيل الدماغ العربية و إعادة برمجتها من جديد بفكر ماسوني يخدم الصهاينة بتهديم الوطن العربي بأيادي أبناؤه التي تشربت سموم لغة الدم المغلفة بشعارات الحرية .
البعض من هذه الأعمال الفنية كمسلسل ( باب الحارة ) كان يحكي عن الزمن الجميل في الماضي و لكن كان له أهداف بعيدة المدى لم يفهمها الشعب السوري إلا بعد أن حلّ الربيع العبري هلاكاً على سورية كعلم الإنتداب الفرنسي الذي كان وجوده رمزاً من رموز ثورة الدماء المغلفة بشعارات الحرية و هذا النمط من المسلسلات كان يروج لتشويه صورة المرأة السورية و يقلب الحقائق بإبراز معاناتها في ظل مجتمع قمعي اغتصب حريتها الشخصية و كبّلها بقيود العادات و التقاليد المتخلفة إضافة إلى معاناتها من قبل الأسرة الجاهلة التي تتحكم بها بتعصب ديني متطرف فكانت مثل هذه الأعمال الفنية تقدم خدمة للصهاينة ليستندوا إليها كدليل ملموس عن معاناة هذه المرأة يستخدمونه ضد الدولة السورية ليضغطوا به على الرأي العام من قبل عصابة حقوق الإنسان التي تهتم بقضايا المرأة و الأطفال و تدافع عنها لكي يتم إحلال التدخل الخارجي بسورية لإسقاط قيادتها و الاستيلاء عليها .
الحياة بسورية اختلفت كثيراً في الحاضر عن ما كانت عليه بالماضي لأن نمط الحياة في الماضي كانت بسيطة و غير معقدة و كان دور المرأة الكبير هو في محيط الأسرة فكانت مثال الزوجة الصالحة التي تعمل على تأسيس أسرة بتربية أطفال تزرع فيهم الخصائل العربية و العادات السورية و تثبتهم بالدين الذي تؤمن به و تعين الزوج على تدبير الأمور المنزلية أما كإبنة كان دورها مراعاة والديها و إطاعة أوامرهم مخافة من الله تعالى كما وصى بهم في الكتب السماوية ( و بالوالدين إحساناً ) كما كانت الصدر الحنون لإخوتها .
دارت عجلة الزمن بالسرعة الجنونية القسوى و انتقل لعصر التكنولوجيا التي انتشر بها دخول أجهزة الكومبيوتر إلى الوطن العربي و التي كان لها دور كبير في تطوره و لكن التطور كان بشكل متفاوت ما بين دولة و أخرى و بدأ ظهور المرأة العربية على الساحة الثقافية و بدأ يتجلى بوضوح ليثبت عكس الفكرة التي انطبعت في ذهون الغرب فتألقت بظهورها كسيدة مجتمع راقية غنية بفكرها و ثقافتها و وعيها .
و رغم هذا التطور الكبير الذي طرأ على الوطن العربي لم يغير الغرب من نظرته للمرأة العربية بسبب مصالحهم التي جعلتهم يحتكوا ببعض الدول العربية و التي ما زال شعبها يعيش في عصر العبودية و يعاني منها حتى يومنا هذا كالسعودية .
و في ظل الحرب الكونية على سورية و التدخل الأجنبي الصهيوني الغير مباشر الذي كان يحارب الإرهاب بالعلن و يدعمه بالسر بكل الوسائل و شاركتهم في هذه الحرب الضروس بعض الدول العربية المتصهينة و بدأوا بتدمير سورية من كل الجهات للوصول إلى هدفهم الأساسي بالسيطرة على الشرق الأوسط لتغيير خارطته و تهويد الهوية العربية .
و نسمات الربيع العبري التي هبّت في جميع المحافظات بسورية لتكون هلاكاً لشعبها الذي بدأ بالنزوح إلى الدول المجاورة و كان من المتوقع أن تستقبل هذه الدول المستعربة الشعب السوري الجريح استقبالاً رحيماً انسانياً نظراً لظروف الحرب التي يعاني و لكن مابدر منهم كان مأساة أكبر من الحرب على الشعب السوري الذي فقد كل شيء إلا كرامته التي حاولت هذه الدول تجريده منها بداية من استقبالهم في المخيمات وصولاً للمتاجرة بنسائهم و كأن هذه الدول تنتقم منهم فتخدش كبريائهم و تجرح كرامتهم و تجردهم من عزة نفسهم لكسر شوكتهم و إذلالهم كالعبيد .
في ظل القائد الخالد كانت سورية دولة محببة سياحياً لدول الخليج فكانت زيارتهم لسورية لشكل مستمر و في جميع الفصول ليتمتعوا بجمال طبيعتها الخلابة إضافة لمحبة الشعب السوري الذي يعتم بإكرام الضيف ليشعر و كأنه في وطنه الثاني و كانت نساء سورية تخطف أنظارهم بكبريائها و سحر حضورها و شخصيتها القوية التي تتمتع بالجاذبية و الرقة و حسن سلوكها بأخلاقها العالية و عزة نفسها مما جعل كبار رجال الأعمال الخليجيين يتمنون الإقتران بواحدة منهم و كأنها كنز ثمين لا يعوض و لكن نساء سورية لم يكونوا لقمة طرية فالواحدة منهم تذل الخليجي و تفرض شروطها عليه لكي توافق على الزواج منه هذا إن كان يناسبها لأن المال لم له أي تأثير عليها .
لعبت المصالح المشتركة دور كبير بين الصهاينة و المتصهيين ليتوحدوا في توجيه الضربات لسورية لتدميرها و تقاسموا الضربات فيما بينهم و اختارت أميركا أن يكون الأسد و نظامه من نصيبها و بدأت تسديد ضرباتها نحوه بشكل غير مباشر بعد أن أحكمت حصاره من جميع الجهات أما اسرائيل اختارت أن توجه ضربات استفزازية مباشرة لتكمل فيما بعد ضربتها لحزب الله لتنتقم منه على الهزيمة التي جّرعها إياها في عام 2006 و جاء دور آل سعود الذين انقضوا على سورية كالوحوش الكاسرة ليدمروا الحجر و البشر بعد أن تهيئ لهم بأن الأسد الابن لا يملك من الحنكة السياسية ما يكفيه ليتصدى لكل هذه الضربات و من عدة دول لأنهم شعب جاهل و متخلف لا يرى أبعد من أنفه يحاربون بغرائزهم دون استخدام عقولهم المحشوة بالنفط و البعير .
و كانت هذه الحرب بالنسبة لآل سعود القرود كالفرصة الذهبية لينتقموا من نساء سورية ليملئوا الفراغ بنقص رجولتهم الذي داست عليه أصغر نساء سورية بكبريائها و عزة نفسها و كان المال يسهل مهامهم في الدول المجاورة التي نزح إليها السوريين ليفرغوا فيهم حقدهم الأعمى بإذلالهم و المتاجرة بنسائهم و هتك أعراضهم و سخّروا شيوخ العهر المأجورين في خدمتهم ليصدروا الفتاوي التي تغذي غرائزهم الحيوانية القذرة حتى وصلت قذراتهم لتشويه صورة الدين الإسلامي الحنيف فحّللوا الحرام و حّرموا الحلال فأصبح جهاد النكاح الفردي و الجماعي هو الاسم الجديد للزنى لينجّسوا بشذوذهم الأخلاقي نسل العروبة بجيل مجهول الأب أو متعدد الأبوة يحمل الأمراض الموبوئة التي ستظهر عوارضها في المستقبل و أصبحت المتاجرة بنساء سورية شغلهم الشاغل و هذا الجرم لا يرتكبه فاقدي الرجولة الشرقية التي تميزت بخصائلها العريقة بحفظ العرض و ستر عورات نسائهم فالمرأة هي ليست الزوجة فقط بل هي الابنة و الأخت و الأم و لكنهم فاقوا الحيوانات و الوحوش بغرائزهم الشهوانية القذرة التي تسيطر عليهم لتسيّرهم كي ينتقموا لنقص رجولتهم هذا عدا القتل و النحر بالسيف الذي شّرعوه بفتوى دينية تقتضي بالتكبير ثلاث مرات قبل قطع الرؤوس ليكون القتل حلال فالدين و الله براء منهم لأنهم عبدة الشيطان .
لنفترض أن كلام القتلة المجرمون صادق بأنه فعلاً توجد آية في القرآن الكريم تحلل جهاد النكاح فهل هناك آية أخرى تحلل جهاد النكاح الجماعي أم أنهم يطبقون أفلام البورنو الأجنبية بنسخة عربية و الغرض منها تشويه صورة الدين الإسلامي الطاهر .أما الإجرام الأكبر كان من نصيب نساء سورية فبعد أن عاشوا مكرمين معززين كرامتهم محفوظة و كبريائهم يعانق السماء في عهد الأسد جاءت الحرية لتخطف منهم نبض قلوبهم و تجردهم من كل شيء و تجعلهم لاجئات في مخيمات يتاجر بشرفهم كل من هبّ و دبّ و يهتك أعراضهم مستغلاً ظروف الحرب التي هربوا منها ليذلهم و يجعلهم جواري و الغريب أن شيوخ العهر فنانين من الدرجة الأولى لم يظهروا على الشاشات الفضائيات ليتفننوا في صنع فتاوي جديدة إلا في زمن الحرب على سورية فهل الدين كان يحتفظ بكل هذا من أجل أن يقدمه هدية للشعب السوري كي يحلل سفك دمه و يبيع شرفه .
أصدر الأسخريوطي الحاخام الشيخ السلفي الأردني ياسين العجلوني الندل فتوى حسب قوله بالتآمر مع شياطين الأرض علماء الشام ليحلل للمسلم يمكنه نكاح 50 سورية و إتخاذهن جواري!
http://www.youtube.com/watch?v=5c2-MlOI7Eg&feature=youtu.be
أيها الشاذين أخلاقياً و دينياً و لغوياً من أي من حظيرة تخرجتم يا شياطين أشهد بالله بأن إبليس لو رآئكم في جهنم لتاب توبة نصوح فقط لينجوا من شروركم التي فاقت مخيلة البشر و من سيجعل من نساء سورية جواري سنجعل من مجارير سورية الأسد مدفن لكم فنحن نساء سورية الأسد كنا و لا زلنا أشرف الناس كبرياؤنا يعانق السماء و دولاب الزمن لا يتوقف عن الدوران و من نفس الكأس الذي سقيتمونا منه ستشربون و الأسد باق رغم أنوفكم لأننا عشنا الأمان في عهده بكرامتنا و شموخنا و لن يذلنا أمثالكم يا حشرات موبوئة و جراثيم سرطانية و يد الجبار لكم بالمرصاد لأنه يمهل و لكنه لا يهمل أبداً .
أين أنتم يا عرب أين أنتم يا مؤمنين من ما يتعرض له نساء من جلدتكم و من دمائكم العربية التي تجري في عروقكم أين أنتم من جذوركم التاريخية العريقة الويل لكم يا ذكور يا فاقدي لكل معاني الرجولة لأنكم بعتم شرفكم و كرامتكم بالبترودولار و أصبحت نساء أمتكم تباع و تشترى و أصبحت جواري و أنتم غارقون بنومكم بالعسل و أحلامكم الوردية …
لقد صنعوا العطور لكل نساء الكون إلا نساء سورية لأنهم هم من عطروا الكون بسحر وجودهم فإن مررتم بسورية ستجدون عبق عطرهم يغمر المكان ليجعله أجمل بنقي طهارتهم و عفتهم بأخلاقهم الحميدة و كبريائهم الذي يعانق علم العز و المجد و شموخهم كقاسيون لهم الهامات تنحني لأنهم أمهات الشهداء والأبرار و عقرت بطون نساء الكون أن تلد أبطال كالجيش العربي السوري … نساء سورية كالياسمين ربما تنحني و تتمايل مع الرياح و العواصف و لكنها أبداً لن تنكسر لأنهم فقط … نساء سورية الأسد
سيريان تلغراف | دنيز نجم
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)