في معرض بحثي عن صفحة قامات السنديان لفت نظري صفحة بعنوان مجلة سنديان تصدر من الساحل السوري (من رحم ما سمي ثورة) المركز: طرطوس\اللاذقية
– من أهدافها ذات القائمة الطويلة العريضة الهدف التالي ( العمل على ردم الهوّة المتشكلة بين أطياف الشعب السّوري في محاولةٍ من فريق العمل للإسهام في بناء سوريا الحرّة الديموقراطية المدنية و التخلّص من عقابيل الاستبداد الطويل بأقل الخسائر الممكنة) …أي الهدف منها كمايزعمون عدم نشر الطائفية بين ابناء الشعب السوري ولكن ما إن تدخل تجدها كلها تصب في الدعوة الى شق الصف السوري الواحد وإحداث شرخ “طائفي” بين صفوف الوحدة الوطنية بل الترسيخ من خلال المقالات التي ينشرونها على تفكيك سورية الى ألف ألف طائفة وطائفة وهنا لا أعني طائفة بمسماها الديني إذ الطائفة يمكن أن تطلق على أي مجموعة بشرية تأخذ فكراً معيناً وللأسف الشديد هذه المجلة تأخذ هذا المنحى (منحى طائفة الفتنة) … …
من بين المقالات مقال بعنوان (المشيخة العلويةبقلم سعيد علي) حيث يسرد الكاتب أشياء ليس لها من الصحة بمكان واتهم شيوخ الطائفة العلوية بأنهم شبيحة للنظام وبأنهم من باب أنهم رجال الأسد الأب (الرئيس حافظ الاسد )من قبل واليوم رجال الأسد الإبن وأنهم يدعون شباب الطائفة خوفاً من النظام تارة وباسم أنهم رجال النظام تارة أخرى وباسم الدين تارة أخرى الى الانخراط في الدفاع عن النظام السوري …
ولكن هناك مغالاة في طرح هذه الخرافة في حقيقة الامر فأين الحقيقة تكمن ؟؟ هل حقيقة أهل الساحل وخاصة شيوخها يدعون ودعوا الشباب من الساحل السوري من أجل الدفاع عن النظام السوري ؟؟ وهل حقيقة الشباب السوري في الساحل انخرط في الدفاع عن الوطن باسم النظام السوري ؟
الحقيقة لا هذا ولا ذاك لأنه لو كان الأمر كذلك لدعا شيوخ الطائفة الى العمل بشكل منفرد والعمل على تمكين الساحل وتسليحه وتحصينه ضد ما يتعرض له من مجازر إبادة جماعية حصلت وتحصل وربما تحصل لاحقاً وبالتالي لكانوا استغلوا (نسبتهم الى النظام ) لكي يتمكنوا في تقوية نفوذهم في الساحل و لمنعوا الشباب السوري من الانتقال الى مناطق أخرى أكثر سخونة وآخرها من قضوا في مشفى الكندي في حلب بعد حصار دام طويلاً والفرقة 17 في الرقة قبلها التي فقد واستشهد أغلبهم وكذلك الامر في باقي هذا الوطن.. هؤلاء الذين أغلبهم من طائفة معينة وغيرها لو كان الامر كمايدعي سعيد علي هذا الكاتب الافتراضي أنهم يقاتلون من أجل النظام لكان النظام في آخر المطاف دعاهم الى التحصن في الساحل وعدم الخروج منه ويخلوه من المقاتلين حيث من المفترض في حال فكرنا طائفياً أن طائفته أولى بالتحصن ولكنه لم يفعل ولقد دحض افتراءات سعيد علي وغيره من الاعلام الفتنوي المضلل أن الجيش العربي السوري (من كل طوائف سورية على كراهية هذا المسمى) أثبت أنه عقائدي بامتياز وأنه لم يميز بين دين وعرق وجنس وعنصر بل كله انخرط في الحرب من أجل الدفاع عن سورية فقط ولو تسأل أي عنصر من أصغر رتبة الى أعلى رتبة اليوم (ضباط وصف ضباط وعساكر)لماذا تقاتل ؟ يقول لك من اجل وطني وعرضي وكرامتي وبلدي التي انتهكت حرماتها من قبل الاغراب وليس من أجل النظام ويعتبرها إهانة في حقه حين تتهمه هذه التهمة الباطلة حتى لو كان من طائفة معينة ..
وما ادعاء سعيد علي هذا على شيوخ الطائفة انهم يجيشون الشباب الساحلي من أجل النظام إلا فتنة يريد بها تأليب الشباب في الساحل السوري على مرجعياتهم وعلى مبادئهم في حب هذا الوطن ولو كان حقيقة يهمه أمر هذا الشباب الساحلي الذي يدعي التكلم باسمه وباسم ثورته لما كان اتهم النظام باختطاف الطائفة واحتكارها حرصاً على وجوده وصموده ولما أتى على ذكر شيوخها أصلاً وادّعى عليهم هذا الادعاء الباطل و ان كان وحصل أن المشايخ تدخلوا في هذا الشأن فقد شجعوا على القتال أسوة بباقي رجال الدين في سورية من أجل عدم الانكفاء عن هذه الحرب لأنها تطال كل السوريين ومن باب الوحدة الوطنية وإلا (إذا كان الامر كما يدعي سعيد علي ) كان حري بهم ان يحرضوهم على التجمع وعمل خليات محلية مقاومة ومناهضة للمشروع التكفيري الذي يهدد هذه الطائفة وإبادتهم عن هذا الوجود ونقول لسعيد لا تدعي يا سعيد التعيس ماليس لك به علم لان أهل البيت أدرى بما فيه واهل الساحل وشبابه أدرى بشعابهم….
ولا أظنك في اتهامك هذا للمشايخ والنظام بهذا الاحتكار وعمل دور المخابرات للاسد إلا انك تريد تلميع صفحتك أمام ” شباب الساحل السوري” وتحرض على انقلاب هذا الشباب ضد الاسد بحجة أنه يحتكر الطائفة .(هذا الشباب الذي أصلاً لو أعطاك أذنه لما تبجحتَ وعليت عيار مقالاتك التي بدأت بالتمسكن على اساس الحوار بين الشباب السوري الواحد مهما كان انتماؤه ومن ثم أخذت منحى آخر “طائفي بامتياز” ..
((في نفس المقال أتى على ذكر المقاومة السورية فجاء بمثل مقاوم (رجل دين) فقال : ( يعدّ ظهور الشيخ غزال مع عناصر «المقاومة السورية» أمراً جديداً لم يلجأ له النظام في الثمانينات مثلاً، فبالرغم من تشكيله لميليشيات مشابهة في تلك الفترة، إلا أنّه لم يعتمد على رجال الدين بهذا الشكل الصريح. ولكن،))))
أما الشيخ موفق غزال فقد تكفل بالأمر بالرد عليه عبر صفحته ومختصر ماكتب ( أنه يقاتل من أجل سورية وعمله المقاوم ليس وليد الساعة بل منذ زمن بعيد عاد بالذاكرة الى المشاركة في القتال ضد العدو الصهيوني في بيروت في سبعينيات القرن الماضي وقال نحن لا نتبع لاي جهة رسمية ماليا ولوجستيا انما نحن حالة شعبية اجتمعنا من مختلف الطوائف السورية والقوميات المكونة للنسيج السوري وبالتالي نحن لسنا حالة علوية بل حالة وطنية سورية)
…
ونُذَكِّر سعيد علي وغيره من المستهترين بالتاريخ السوري أن السوريين الوطنيين ليسوا بعيدين بالتاريخ عن ثورة “المقاوم الشيخ” صالح العلي ” العلوي” الذي قاد الثورة السورية في الساحل مع ابراهيم هنانو وسلطان باشا الاطرش وغيرهم من باقي ممثلي اطياف النسيج السوري الواحد ضد الاحتلال الفرنسي هذا ولم يكن آنذاك نظام سوري أسدي كما يسمونه ومن من طائفته لكي يطلب منه دعمه ومساندته ، وصورة مقام الشيخ صالح العلي الذي تأخذه شماعة مردفاً بها مقالك الفتنة لكي تستقطب أكبر عدد ممكن من المتابعين من شباب الساحل السوري لن تشفع لك تحريضك على الفتنة ومحاولة شق الصف الواحد بين هؤلاء الشباب ولن يغير شيئاً من موقفهم الوطني الواضح تجاه مايحدث في سورية وأنت استشهدت بصورة مقام من يدين ويدحض مقالك جملة وتفصيلاً لأنك استشهدتَّ برجل دين مقاوم من تلك الطائفة التي تهاجمها على انهم رجال دين أملاك للنظام السوري ويتصرفون بأمره فكان استشهادك بمن قاوم ولم يكن في عهده أي نظام يتبعه ،
بل قاده حب الوطن والانتماء العقائدي والفكري من اجل وحدة وطنية في وطن مستقل سعوا الى تحقيقه وحصل في دحر الانتداب الفرنسي عن سورية وشعره في المقاومة والوطن والدعوة الى الوحدة الوطنية إبان الاستقلال أشهر من نار على علم ماشأنه ان يكذب ادعاءات سعيد علي هذا على ان مشاركة رجال دين بالمقاومة مقاومتهم مرتهنة ببقاء النظام .. إذن كذبكم مردود عليكم لأن المقاومة السورية الآن كما بالأمس نشأت من رحم هذا الصراع القائم في سورية ومن كل اطياف نسيج المجتمع السوري خاصة ضد الفكر التكفيري الذي حاكم كل ابناء سوريةبتكفيرهم بحجة انهم لا زالوا مع الدولة السورية ولم ينشقوا وأيا كان المقاوم موقعه سواء رجل دين أو غير رجل دين فما يدفعه هو نفس مادفع الشيخ صالح العلي في ثورته ومقاومته الاحتلال الفرنسي…
وإذا كنتم حريصين على شباب الساحل ياليتكم عملتم على إصدار بيان شجب بموقف واحد مما جرى ويجري من مجازر بحق شباب الساحل السوري حصلت في سورية من قبل التكفيريين الذين يقف في وجههم هذا النظام الذي تهاجمونه من خلال ثغرة احتكار طائفته ..
هذا الارهاب الذي لم يوفر حتى المرأة الحامل حيث بقروا البطون واغتصبوا النساء وسبيت واختطف رجل دين وعُجَّز غيرهم..
.ختاماً .
.يتمنى السوريون حقيقةً أن يكون حوار وطني جاد بين مؤيدين ومعارضين للدولة السورية الوطنية ذلك الحوار المتمدن الذي يرقى بسورية العظيمة لأن تكون في مقدمة الشعوب ولكن والحال هكذا يبدو أنه يريد مايسمى معارضاً (جاهلاً جهلاً مركباً ) كل شيء لنفسه لدرجة يريد خطف عقول السوريين وخاصة شبابهم المقاوم الى غير بوصلة السوريين وسورية الحضارة بل يريدون أن يأخذوا عقول السوريين على الطريقة القاعدية الارهابية عبر بث الفكر الارهابي في العقل السوري (بطريقة غير مباشرة) ومن ثم ليصبح هذا العقل السوري آلة طيعة بيد المتوافدين من التكفيريين وبالتالي يجد هؤلاء أرضية خصبة لنشر عقائد البربرية والوحشية الكفيلة بدمار حضارة أي بلد يدخلون اليها عن طريق أبنائه حصراً وهذا اخطر ما يتعرض له الشباب السوري حالياً ..والحل هو معروف مهما طالت الحرب على سورية هو جلوس كل السوريين حول طاولة واحدة لأنه لا بديل عن هذا النسيج السوري المتآلف والمتعايش فيما بينه في معادلة الدين لله والوطن للجميع تلك المعادلة التي جعلت وستجعل من معادلات الارهاب على سورية مهما اجتمعت وانقسمت وطرحت وضربت أخماس بأسداس بكل متناقضاتها ستبقى نتيجتها صفر خسارة لأنه مهما طال الزمن فسورية لكل السوريين ومكسب السوريين سورية واحدة تظلهم جميعاً تحت مظلتها الوطنية.
مجلة سنديان والقيمين عليها ! لا تتشدقوا بالسنديان لأن قامات السنديان تتبرأ منكم ومن كل من يخرج عن الوطن باسم طائفة أيها المنبوذون وستبقون خارج التاريخ ونسيج الوطني المتعدد الاطياف المتآلف فيما بينه وخارج المنظومة الوطنية السورية الواحدة
تلك المجلة التي تورق حطب الفتنة في الساحل السوري مصيرها الى زوال وجمهورها كما غيرها من مشاريع الفتن الطائفية في البلد سيكون مجموعه صفراً أيضاً و الشباب الوطني السوري في الساحل السوري يقول لهم ولجمهورهم النائم تنويماً مغناطيسياً عظم الله أجركم وشكر الله سعيكم وهالمقال بللوه واشرب ميتو وعليهم أن لا يستهتروا بعقول السوريين لأن وعيهم احبط كل مؤامرة على هذا الوطن وبوعيهم وحسهم الوطني ستنتصر سورية على يد الجيش العربي السوري حماة الديار..
همسة سورية أخوية
يؤسفنا في سورية أننا وصلنا الى مرحلة من المراحل (لا شك عابرة) أن نتكلم بطائفة هذا وطائفة ذاك ، هذا المرض العضال الذي نأخذه على بلدان مجاورة لنا بات يهدد مضاجع السوريين على كافة انتماءاتهم المذهبية والعقادئية والفكرية ،،فلا نجعل من أنفسنا حطباً لنار فتنة طائفية حتى لو بالكلام ..
سيريان تلغراف | عشتار
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)