العمليات الارهابية الاخيرة في الساحة اللبنانية، ومنها، التعرض لجنود الجيش اللبناني ومواقعه، ومحاولة المس بالمقاومة في لبنان، وتدفق السيارات المفخخة والخلايا الانتحارية على ساحة هذا البلد، تطرح تساؤلات عديدة، أهمها: ماهي الدوافع والأهداف والجهات التي تقف وراء هذا الارهاب الدموي. سبق هذه العمليات الارهابية تحرشات من جانب جماعة ارهابية تزعم تشكيلها المدعو أحمد الأسير الذي أطلق ذقنه ضد الجيش اللبناني، مستهلا ذلك في مدينة صيدا التي لها خصوصيتها وتاريخها، فهي بوابة المقاومة. والشيخ الأسير تموله دول خليجية، ويتنقل بين أحضانها ليستقر في النهاية في الحضن السعودي دفعه اليه سعد الحريري المقيم في الرياض.
هذا الارهاب الذي شهدته الساحة اللبنانية، وهناك اعتقاد بتزايده، ليس بعيدا، عما يجري في سوريا، وهو أولا ترجمة لمخطط مدروس منذ فترة طويلة، يندرج تحت يافطة البحث عن وسائل ومداخل للمس بحزب الله، وصياغة لبنان جديد على مقاس أمريكي صهيوني، تكون فيه أدوات واشنطن وتل أبيب هي المتنفذة في ساحة هذا البلد.
واستنادا الى مصادر عليمة، هناك مؤشرات كثيرة على أن السعودية هي التي تقف وراء هذه المخططات الارهابية في لبنان، واشعال الفتن الطائفية في هذا البلد يشكل أحد أهداف السياسة السعودية، المتقاطعة مع الهدف الاسرائيلي، ولأن الارهاب الممول سعوديا في الاراضي السورية يتلقى ضربات قوية من جانب الجيش السوري، اتجهت الرياض نحو لبنان لاشعاله وضرب الاستقرار فيه ردا على فشلها في الساحة السورية، وردا على ما تسميه السعودية بتدخل حزب الله في الأزمة السورية، وكأن العالم بدوله وتياراته بما في ذلك السعودية ومعتقدها الوهابي التكفيري له حق التدخل في سوريا، باستثناء حزب الله، الذي تدخل في هذه الأزمة بعد أكثير من عامين من الحرب الارهابية الكونية على الشعب السوري حماية للمقاومة. فالسعودية تجيز لنفسها التدخل في الشأن السوري وتحرمه على حزب الله الذي يساند شعب سوريا ضد الارهابيين، بينما الرياض تدعم العصابات الارهابية لتدمير الدولة السورية.
وما يشهده لبنان، يؤكد على خطورة المخطط السعودي المدعوم اسرائيليا وأمريكيا والذي يستهدف الأمة العربية بشعوبها ودولها ومقدراتها وجيوشها، ومهمة السعودية في هذا المخطط هو تهيئة ساحة لبنان لعدوان بربري تقوم به اسرائيل ضد حزب الله وشعب لبنان، فالنظام السعودي جعل من نفسه أداة في خدمة تل أبيب، حيث الاهداف والمصالح والممارسات والرغبات تتقاطع بين تل أبيب والرياض ويجمعها تعاونا أمنيا يفوق كل تصور.
ان دوافع العمليات الارهابية في لبنان، واضحة، وفي مقدمتها، حصار حزب الله واشغاله وتهيئة بالاوضاع في الساحة اللبنانية بما يخدم شن حرب عدوانية اسرائيلية على لبنان والمقاومة، وفي ذات الوقت هذا الدافع هو نفسه الذي يدفع بالسعودية الى ارتكاب عمليات ارهابية في الساحة اللبنانية، وفي مواقع محددة ، واتجاه أهداف لها دلالاتها ومعانيها, وكره وحقد السعودية على المقاومة ليس جديدا، وهناك العديد من الوقائع التي تؤكد ذلك، وقف وراؤها في السابق بندر بن سلطان، الذي يتولى الآن منصب رئيس الاستخبارات في الرياض، والمتنفذ في الجناح الآمر والناهي في السعودية مع صهره سعود الفيصل.
وهناك تقارير عديدة، غربية واسرائيلية تؤكد عمق العلاقة بين تل أبيب والرياض، وهي علاقة تشمل من بين مجالاتها التعاون العسكري والأمني لأهداف يلتقي عليها الجانبان، وفي مقدمتها محاصرة وضرب حزب الله، والعمليات الارهابية الأخيرة في لبنان تحمل بصمات التعاون والتنسيق المشترك بين السعودية واسرائيل.
سيريان تلغراف