Site icon سيريان تلغراف

التركيز على تنظيم القاعدة من جديد .. بقلم برهان إبراهيم كريم

يهرج بعض الساسة والمسؤولين العرب والمسلمون في السياسة التي لا يفقهون بها من شيء. ويظنون أن بهرجهم ومرجهم وهندامهم  وعطرهم وإطلالتهم على الفضائيات ووسائط الاعلام, واجتماعاتهم مع بعض الزعماء والمسؤولين الامريكيين  والأوروبيين, وحضورهم لبعض المؤتمرات أنهم قد حققوا بعض ما يطمحون إليه, فإذا بهم  بعد فترة من الزمن وقد وجدوا أنفسهم خارج اللعبة ولا حول لهم ولا وزن ولا طول في أي  قضية أو أمر من الأمور. فبجهلهم احتدمت بينهم الخلافات لتشمل الشكليات والمضمون وحتى  كل أمر من الأمور.

أما الساسة والمسؤولون الأميركيون فخلافهم على الشكليات ولا خلاف بتاتاً على المضمون.

أعلنت واشنطن حربها على الإرهاب إلا أنها لم تحقق نجاحات تذكر. بسبب قناعة المجتمع الدولي بأن تجفيف منابعه هو الأفضل. وأنه من مسؤوليتها. لأن جشعها سبب كل فقر وفساد وجور. فأوقفت هذه الحرب كسبا ًلوقت تستعيد فيه إعداد قواها, وإيجاد الظروف السانحة التي تساعدها على بدأ هذه الحرب من جديد. ووجدت ضالتها في تخليها عن بعض حلفائها الموثقين وإسقاط  بعض من يتصدى  لمخططاتها  من خلال ما أطلق عليه  تسمية الربيع العربي, إنما يخدم مصالحها ومصالح إسرائيل بشكل أفضل. وأن  الخشية من حروبها في أفغانستان والعراق لأنها تستهدف السنة من المسلمين قد زالت, لأن ما يشهده العالم العربي والاسلامي من أحداث متسارعة بات يستهدف السنة والشيعة ومعهما مسيحيو المشرق.

فسارعت مع بعض العواصم والاعلام الأمريكي بالتركيز الارهاب وتنظيم القاعدة من جديد.

سؤال  طرحه مركز Grand Strategy,بتقرير جاء فيه: الغرب عاد ليتساءل هل كان الأسد  حقاً على صواب عندما حذر من أن العبث باستقرار بلاده عام 2011م سيكون وبالاً على دول المنطقة والعالم, لنمو الارهاب المرتبط بالقاعدة. وهل كانت  نبوءة, أم تحليل, أم مسار؟ لكن السؤال لم يعد هاماً, لأن القضية باختصار: هي أن العالم مضطر للتعامل مع أن الخطر في سوريا لم يعد النظام إنما هو القاعدة. وهو بحاجة للنظام للتخلص من القاعدة والحصول على معلومات استخباراتية منه. وهذا السؤال والجواب راحت  وسائط الاعلام تدور في فلكه, وتجيب عنه بأخبار وتحليلات. وهذا بعض ما تتناقله هذه الوسائط:

  1. تعتزم CIA توسيع برنامج سري لتدريب مقاتلي المعارضة السورية, وسط مخاوف من ان المقاتلين المعتدلين يفقدون السيطرة في الصراع الدائر في سوريا.  فالمعارضة المدعومة أمريكياً كانت في طريقها إلى الخسارة ليس على المستوى التكتيكي, بل على المستوى الاستراتيجي, بعد تشكيل تحالف تحت قيادة  جبهة النصرة  بهدف تأسيس دولة إسلامية.
  2. المقاتلون الأجانب يهيمنون على القتال في سوريا, ويلعبون دوراً
    مهيمناً بشكل متزايد في المعركة للسيطرة على البلاد. فالسوريين الذين يقاتلون للإطاحة بالنظام أقل بفارق كبير من آلاف العرب والمسلمين غير السوريين, الذين تدفقوا على سوريا في العامين الماضيين للانضمام إلى المعركة.
  3. واشنطن  تضاعف من تدريب المقاتلين في الأردن لاستمرار حالة الصراع.
  4. المسيحيون تحت التهديد في سوريا, في وقت يزداد فيه نفوذ الإسلاميين المتطرفين, الذين دمروا الصلبان ورفعوا الرايات السوداء فوق كنيسة في الرقة وعلى كنائس معلولا. فالصراع في البلاد بات يهدد هذا النسيج. فالمسيحيون في وسط خط النار, لأن دعمهم للحكومة جعلهم هدفاً للجماعات المتمردة, فالجماعات المتشددة تعتزم طردهم من منازلهم.
  5. جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة تترسخ في سوريا, والمجموعة التي كانت تعرف باسم تنظيم القاعدة في العراق ارسلت  مقاتلين إلى القرى السورية الشمالية مع أوامر بإعادة فتح المدارس مع كتب دينية تحمل اسم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. وكمصدر لدخل المدينة وحكامها الجدد أعادوا تشغيل الانتاج في حقل نفط كان معطلاً, وأطلقوا محطة للغاز الطبيعي.
  6.  قال روجر كوهين: لا يوجد مستقبل بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط مع استمرار الوضع الحرج بسبب معركة الإسلام مع المعاصرة في سوريا حيث يوجد فراغ تزدهر فيه قوة الجهاديين. القلق يتنامى في العالم جراء كل هذا.
  7. من الصعب على تركيا سد جميع الثغرات على الحدود مع سوريا, وهي مندهشة من تعليقات واشنطن حول ذلك. لأنها تعرف جيداً العمليات التي قامت بها ضد جبهة النصرة. فتركيا لا تحب القاعدة التي قامت بتفجيرات في تركيا, لكنها تسمح بوصول الدعم لجبهة النصرة, ليس تأييداً لأيديولوجية  النصرة, بل لأنها ترى النصرة قوة فعالة ضد النظام السوري. وكل هذا الكلام الأميركي يعكس أن الحكم التركي لم يعد مرضياً عنه.
  1. إن مانحين في السعودية لعبوا دورا أساسيا في تأسيس جماعات جهادية سنية والحفاظ عليها لأكثر من 30 عاما.
  2. أنه بالرغم من التصميم المفترض من الولايات المتحدة وحلفائها لخوض الحرب على الإرهاب, فإنهم قاوموا بشدة ما يتعلق بالضغط على السعودية وأنظمة الحكم الملكية في الخليج لوقف تمويل الجهاديين.
  3. وموقع ويكيليكس, سرب برقية صادرة عن وزارة الخارجية الأميركية عام 2009م إلى سفاراتها، قالت فيها وزيرة الخارجية السابقة كلينتون, أن مانحين في السعودية يشكلون أكثر المصادر أهمية لتمويل الجماعات الإرهابية السنية في أنحاء العالم.
  4. والسبب في عدم الضغط على السعودية ودول أخرى لوقف التمويل, يقول كوكبيرن: إن التفسير الواضح هو أن الولايات المتحدة وحلفاءها لم تشأ إزعاج حليف وثيق. ولكن هناك سببا آخر يتمثل في ماهية هدف الغالبية العظمى من الجهاديين السنة وهو الطائفة الشيعية وليس الولايات المتحدة، وأن الشيعة هم من يقتلون بالآلاف في العراق وسوريا وباكستان وحتى في دول لا يوجد بها عدد كبير من الشيعة مثل مصر.
  1. المجموعات المسلحة في سوريا تهرب الأسلحة القناصة إلى تركيا لأهدف غير معروفة, والمساعدات للنازحين السوريين تباع في مدينة غازي عينتاب بسعر رخيص, والمواد الغذائية التي ترسل لسوريا عبر تركيا تهرب إلى تركيا مجدداً  لتباع للمهربين بسعر رخيص, كي تهرب لسوريا وتباع بأسعار باهظة جداً.
  2. حكومة أردوغان اتفقت مع جبهة النصرة على سحب 11 انتحارياً ارسلتهم إلى تركيا مقابل فتح المعابر الحدودية بعد تبنيها مسؤولية تفجيرات الريحانية.

الحرب على الارهاب انطلقت هذه المرة بتحالف جديد  وحشد جديد أكثر قوة وبإمكانيات لا حصر لها ولا عد.  ومن تسول له نفسه أن يقف في وجهها سيطاله الحساب العسير. فمؤتمر جينيف إن عقد أضلاً, لن يكون كما يعتقد ويظن البعض  على أنه مؤتمر تسليم وتسلم  مقاليد الأمور والسلطة. بل سيكون  أشبه بمجلس أمن مصغر يملك فيه حق النقض ثلاثة دول هي الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين فقط. وباقي الدول ممن ستحصره ستكون مهمتها التصويت وشهود فقط. واهدف المؤتمر المعلن هو إيجاد تسوية في الشأن السوري. أما أهدافه غير المعلنة فستنحصر في إصدار القرارات في المسائل الثلاث التالية:

سيريان تلغراف | العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

Exit mobile version