أثارت صورة لوزيرة الثقافة السويدية لينا آديلسون ليليروت وهي تقطع كعكعة صممت على شكل امرًأة افريقية سوداء عارية، استياءً كبيراً في السويد وخارجها، لا سيما بين أبناء القارة السمراء، وصلت الى حد مطالباتها بالاستقالة أو بإقالتها.
وتؤكد الأنباء الواردة من المملكة الاسكندنافية ان الهدف من المشاركة في هذه الفعالية هو تسليط الضوء على موضوع ختان الإناث المنتشر في عدد من دول القارة الافريقية، مما تطلب إعداد كعكة على هيئة امرأة سوداء في إشارة رمزية لما تتعرض له المرأة الافريقية جراء هذا التقليد المرفوض في الثقافة الأوروبية، والذي بات موضع انتقاد حتى بين أوساط كبيرة في افريقيا ذاتها.
وقد تم التقاط هذه الصورة المثيرة للجدل والاستياء خلال مشاركة الوزيرة السويدية بمناسبة “اليوم العالمي للفنون” بمتحف الفن في العاصمة ستوكهولم، مما دفع الكثيرين الى توجيه تهمة “العنصرية ضد العرق الأسود” للوزيرة.
وزاد من تأثير وقع الصورة على بعض المتلقين ان الكعكة كانت محشوة بمكونات حمراء كلون الدم، نقلت صورة مثيرة للاشمئزاز بكل ما في هذه الكلمة من معنى بحسب وصف الكثيرين ممن تفاعلوا مع الحدث.
وفي هذا السياق قال متحدث باسم رابطة السويديين الأفارقة ان “الكعكة هي المادة الخام للعنصرية”، مضيفاً رداً على القول ان الهدف من صنع الكعكة “نبيل” بأن ما حدث هو “سخرية من أناس تعرضوا للعنصرية ولأوضاع معيشية سيئة.”
وتعليقاً على ردود الفعل التي عكست غضب الكثيرين قال صاحب فكرة الكعكة ماكودا لينده ان فكرته قامت أساساً على ان يكون “جسد المرأة الافريقية” بلا رأس، وان يضع هو رأسه في مكان محدد لتبدو وكأنه رأس “المرأة”، وان يقوم بالصراخ كلما تخترق سكين “جسد المرأة”، في إشارة الى الآلام التي تعانيها الإناث في افريقيا بسبب الختان.
من جانبها أعربت الوزيرة لينا آديلسون ليليروت عن تفهمها لاستياء وغضب الكثير ممن شاهدوا الصورة، إلا انها لفتت الانتباه الى انها دعيت لإلقاء كلمة وانها ليست ناقدة فنية، مشددة على انه حدث سوء فهم للمغزى من إعداد هذه الكعكعة. الجدير بالذكر ان الوزيرة السويدية تعاني منذ طفولتها من الصمم الجزئي، لكن ذلك لم يشكل عائقاً بالنسبة لها كي تدخل عالم السياسة في بلدها من أوسع أبوابه.
لينا آديلسون ليليروت صحفية شغلت موقعاً في البرلمان السويدي في عام 2002 عن حزب “التجمع المعتدل”، الذي يتبنى فكرة انضمام السويد الى حلف الـ “ناتو” وبالتحاقها بمنطقة الـ “يورو”.
شاركت ليليروت بعمل خيري حين نشرت صورتها على روزنامة عام 2005 كملكة جمال شهر يوليو/تموز، بهدف جمع أموال تخصص للأبحاث في المجال الاجتماعي، وخاصة فيما يتعلق بالقضايا التي تلقي الضوء على العلاقة بين الرجل والمرأة. الوزيرة السويدية متزوجة من أُولف آديلسون، الذي كان رئيسا لحزب “التجمع المعتدل” في الفترة ما بين 1981 و1986.