نشرت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأمريكية في 18 ابريل/نيسان عينة من مجموعة صور تظهر عددا من جنود الجيش الأمريكي وهم يقفون بجانب ما قالت إنها أشلاء بشرية لمسلحين أفغان، الأمر الذي دفع القوات المسلحة الأمريكية إلى التنديد بنشر صورهذه المشاهد.
وقال وزير الدفاع الأمريكي، ليون بانيتا، تعليقا على الصور، إن ظهور جنود الجيش الأمريكي إلى جانب جثث لمن يشتبه في أنهم من المسلحين الأفغان “خرق أكيد” لقوانين وقيم الولايات المتحدة.
وأضاف بانيتا: “هذه ليست هويتنا الحقيقية وليست ما نمثله بالنسبة للغالبية الساحقة من الرجال والنساء الذين يرتدون البزات الرسمية ويقومون بأداء الخدمة”.
وتابع بانيتا، الذي كان يتحدث خلال لقاء لحلف شمال الأطلسي في بروكسل: “إنها الحرب، والحرب قبيحة وعنيفة. وأعرف أن هناك بعض صغار السن الذين يسقطون أحيانا أسرى اللحظة ويتخذون قرارات حمقاء للغاية، وأنا هنا لا أتوسل لهم الأعذار، ولا أبرر تصرفاتهم، ولكنني لا أريد أن تزيد تلك الصور من جراح شعبنا أو تضر بعلاقاتنا مع الشعب الأفغاني”.
أما الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أندرياس فوغ راسموسن، فقال إن الصور “لا تعكس بأي شكل كان القيم والمعايير التي تشكل أساس المهمة التي ننفذها بأفغانستان”.
وعرضت الصحيفة صورتين من أصل 18 صورة قالت إنها حصلت عليها من أحد الجنود، مشيرة إلى أن ذلك الجندي أراد “لفت الانتباه إلى المخاطر التي تنجم عن تفكك القيادة وانعدام الانضباط” على حد تعبيره.
من جانبه، أعلن الجيش الأمريكي إنه يقوم بالتحقيق في الواقعة، في محاولة لمعرفة حقيقة ما جرى.
وقالت قوات حلف شمال الأطلسي العاملة في أفغانستان إن الصور التي تعود إلى عام 2010 “تظهر وجود خطأ كبير في التقدير من قبل العديد من الجنود الذين تصرفوا بجهل ودون علم بقيم الجيش الأمريكي”.
من جانبه، أدان الجنرال جون آلان، قائد القوات الدولية في أفغانستان، محتوى الصور، وكذلك فعل وزير الدفاع الأمريكي، ليون بانيتا، أما جورج ليتل، الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكي فقال: “هذه الصور لا تمثل بأي شكل من الأشكال مستوى القيم والاحترافية التي تتمتع بها الغالبية الساحقة من جنود الجيش الأمريكي بأفغانستان”.
ولفت ليتل إلى أن القيادة العسكرية الأمريكية بدأت التحقيق بالحادث، مضيفا أن جميع من ساهم في هذا “التصرف غير الإنساني” سيتحمل مسؤولياته.
وعبر ليتل في الوقت نفسه عن خيبة أمله لقيام الصحيفة بنشر الصور، خلافا لطلب وزارة الدفاع الأمريكية، محذرا من أن هذه المواد قد تؤجج العنف ضد الجيش الأمريكي وقوات الأمن الأفغانية.
وتُظهر إحدى الصور جنديا أمريكيا وهو يقف أمام ما يبدو أنها جثة لأحد المسلحين، ويبدو في الصورة رأس المسلح، كما تبدو يد – يعتقد أنها تعود له – على كتف الجندي الأمريكي، بينما ينظر جندي آخر إلى الجثة، أما الصحيفة فعلقت بالقول إن القتيل سقط خلال محاولته زرع عبوة ناسفة.
أما الصورة الثانية، فيبدو فيها عدد من الأشخاص، بينهم جنود من الجيش الأمريكي، يقفون فوق ما يبدو أنها أشلاء بشرية، ويظهر أحد الجنود وهو يبتسم رافعا إشارة النصر، كما يتواجد في الصورة عدد من عناصر الشرطة الأفغانية.
وتقول الصحيفة الأمريكية إن الصور تعود إلى عام 2010، عندما وصلت وحدة من الفرقة 82 المحمولة جوا إلى مقر للشرطة الأفغانية في زابل للتحقق من أشلاء في الموقع، وتحول الأمر بعدها إلى “تصرفات مخزية” ظهرت من خلال حرص الجنود على التقاط صور لأنفسهم برفقة الأشلاء.
ووصفت الصحيفة بعض الصور التي قررت عدم نشرها، فقالت إنها تُظهر الجنود وهو يحملون الذراع المقطوعة لجثة، ويرفعون الأصبع الخنصر فيها، بينما وضع الجنود في صورة أخرى لافتة كتب عليها “صيادو الزومبي” على أشلاء بشرية.
ونوهت الصحيفة إلى أن كل الجنود الذين ظهروا في الصورة تقريبا شهدوا خلال فترات سابقة خسارة أصدقاء لهم في وحدتهم العسكرية بعمليات شنتها مجموعات مسلحة أو جراء انفجار عبوات ناسفة.
وأعادت الصور إلى الأذهان تسجيل الفيديو الذي ظهر في يناير/كانون الثاني الماضي، وسجل قيام عدد من جنود الجيش الأمريكي بالتبول فوق جثث لمسلحين، وبعد ذلك بشهر جرت واقعة أضرت كثيرا بالجيش الأمريكي، وتتعلق بقضية إحراق مواد ذات طابع ديني إسلامي في قاعدة باغرام.
وتبعت ذلك الحادثة التي ما زالت ملابساتها تخضع للتحقيق لدى الجيش الأمريكي، والمتمثلة في قيام رقيب بمغادرة قاعدته العسكرية في منطقة نائية بقندهار وإطلاق النار على سكان في منازلهم المجاورة للقاعدة، ما أدى لمقتل 17 شخصا.
المصدر: “سي إن إن” العربية.