تصوروا لو أن إحدى البلاد الإقليمية أو الدولية قررت أن ترسل سيارات مفخخة الى دول الخليج العربية وخاصة الى المملكة العربية السعودية كما تفعل بعض دول الخليج وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية عبر إرسال الإنتحاريين والسيارات المفخخة لقتل الناس بمختلف أعمارهم ومشاربهم العرقية، الدينية والطائفية في العراق، سورية، لبنان، مصر، الجزائر الخ!! ماذا كان حصل لدول الخليج؟ إرسال المتفجرات بأشكال وأساليب مختلفة ومموهة الى هذه الدول هو أمر يسير وفي غاية السهولة بسبب انكشاف حدودهم البحرية والبرية وحتى الجوية، ومن الصعب جدا ضبط هذا الإنكشاف بل هو مستحيل. فمثلا يبلغ إجمالي الحدود البرية التقريبية للمملكة العربية السعودية 4،431 كم وشريطها الساحلي 2،640 كم، بالطبع لا يوجد ولا يمكن لأي دولة في العالم مهما بلغت إمكانياتها المادية والبشرية أن تضبط هذه الحدود الهائلة والتي يقع معظمها ضمن أراض صحراوية قاحلة لا حياة فيها سوى للثعابين والعقارب، أو ضمن جبال ووديان وعرة كما هي الحال مع دولة اليمن.
ماذا لو قررت إحدى البلاد الإقليمية أو الدولية زعزعة استقرار الدول الخليجية وخاصة المملكة العربية السعودية؟ وهذا أيضا أمرا يسيرا وسهلا، بسبب المجتمع الذي ما زال يسيطر عليه الفكر والعادات القبلية الهشة الذي من السهل اختراقه خاصة أن معظم القبائل في الجزيرة العربية لديها عداوات ثأرية قديمة في ما بينها بخاصة مع العائلات الحاكمة، عدا عن ذلك لا ننسى العدد الهائل من الأجانب العاملين في هذه الدول والذي يمكن إغراء وشراء الكثير منهم لتنفيذ عمليات متعددة الأغراض والأهداف.
الأمر بحاجة الى كبسة زر فقط وليس أكثر حتى تصبح دول الخليج أرضا منكوبة محروقة لا حياة فيها ولا حتى أوكسيجين. كبسة زر فقط، وترجع شعوب هذه الدول الى خيمها البالية والى ركوب الناقات بدلا من السيارات الفارهة، والى أكل الرز المسوس والتمر الجاف بدلا من أكل المناسف والمظابي أو الوجبات السريعة مثل الكنتاكي والماكدونالد وغيرها. كبسة زر فقط ستجعلهم يستحمون بمياه المجاري ويشربون بولهم.
ولكن مَن هي هذه الدول التي بإمكانها الضغط على هذا الزر وتنفيذ هذا المخطط البالغ السهولة؟ مَن هي هذه الدول التي تضرّرت كثيرا من السياسات العدائية والتحريضية لدول الخليج العربية وبخاصة المملكة العربية السعودية؟؟
بالطبع هناك الكثير من الدول التي تأذّت بشكل مباشر وغير مباشر من أحقاد دول الخليج العربية الشيطانية وعلى رأسهم روسيا، إيران، العراق، سورية، لبنان، مصر، تونس، ليبيا، اليمن، الجزائر، الصومال، السودان، فلسطين وموريتانيا. طبعا ليس كل هذه الدول قادرة على كبس الزر إنما البعض منها قادر وبسهولة تامة، ليس علينا سوى أن ننظر الى الخريطة الجيوسياسية وللإمكانيات المادية والعسكرية والمخابراتية لهذه الدول حتى ندرك من هي الدول القادرة على كبس الزر وجعل دول الخليج العربية عاليها سافلها.
بما أن هذا الأمر يسير ولا يحتاج الى مجهود كبير، فمن الطبيعي ان نتسائل لماذا لم تُقدم اي من البلاد التي لديها إمكانات للضغط على هذا الزر اللئيم المتحجّر؟. بكل بساطة لأن هذه الدول لديها أخلاق، لديها مبادئ وقيم، لديها عقيدة ولديها دين، لذلك هي لا تستعمل مثل هذا الأسلوب الدنيئ الذي لا يمّت بصلة بأي دين ولا أخلاق ولا حتى ذرة إنسانية.
هذا يأخذنا الى سؤال آخر!، لماذا إذا دول الخليج العربية وخاصة المملكة العربية السعودية تستعمل اسلوب القتل والترويع لتحقيق سياساتها في المنطقة وهي التي تتغنى بإسلامها وقيمها الأخلاقية؟! الجواب أبسط من البسيط، لأنها دول متأسلمة وليست مسلمة، لأن دول بلا أخلاق وبلا مبادئ، لإنها دول معظم شعوبها ممنوع عليها المشاركة برأي أو اقتراح، لأنها بكل صراحة دول دينها المال وقيمها النكاح ومبادئها النفاق.
الكثير منا يود أن تكون له القدرة على كبس الزر، الكثير منا يحلم بالتخلص من العائلات الحاكمة في هذه الدول وخاصة عائلة آل سعود حتى نعيش بسلام وأمان، حتى نستطيع أن نطوّر بأنفسنا وبلادنا.
هناك دولة عربية في الجزيرة العربية إن سقطت ستسقط معها إسرائيل، نحتاج فقط الى كبسة زر!، فقط الى كبسة زر!!
سيريان تلغراف | هاني شاهين
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)