Site icon سيريان تلغراف

وهل هي عملية تجميع أوراق الاتهام ؟ .. بقلم برهان إبراهيم كريم

لا يختلف أثنان على أن الادارات الاميركية تُحمْل وزر أخطائها إلى حلفائها أو لبعض الرموز. وإدارة الرئيس أوباما, تسير كما يبدوا على هذا المنوال بعد أن ارتكبت الكثير من الأخطاء. وهي كما يبدوا أعطت الاشارة لبعض وسائط الاعلام, لكشف الغطاء  وفضح المستور عن بعض الادوار , وكأنها جزء من عملية تجميع أوراق الإدانة والتجريم والاتهام بحق  من قررت أن تبرر صرفهم من خدمتها أو سوقهم إلى القضاء, أو تصفيتهم بحادث مريب أو بانقلاب. ويصب في مصلحة هذا الكلام ما نشرته  بعض وسائط الاعلام, ومنها على سبيل المثال:

  1. مصطفى كمال أتاتورك حقق منجزات كبيرة من عام 1923م وحتى وفاته في عام 1938م. بينما حكومة السيد أردوغان قضت على أمانته المادية والمعنوية وجميع ما انجزه خلال 11عام. إذ باعت تراث أتاتورك بثمن رخيص, وباعت جميع منجزات الجمهورية التركية من منشآت اقتصادية ومعامل وجزءً من الخطوط الجوية التركية بسعر رخيص لتحقيق أرباحاً من ورائها.
  2. استقالة جنرالين و710 ضابط من الجيش التركي خلال شهرين فقط. وبهذه الاستقالة  الأخيرة التي قدمها جنرالان, أرتفع النقص في عدد جنرالات الجيش التركي من 13 جنرالاً إلى 15 جنرال.
  3. تركيا رابع دولة على مستوى العالم من حيث حجم الديون الخارجية, ودخلت ضمن قائمة الخمسة دول الأكثر ديناً خارجياً في العالم, والتي تجاوزت مع بداية الربع الثاني من هذا العام 7,336 مليار دولار. مع أن حكومة أردوغان كانت تتفاخر وتتباهى بأنها صفرت الديون الخارجية.

يرى منتقدو السيد رجب طيب أردوغان, بأنه في وضع حرج. و بات يشعر بالخطر اكثر فأكثر. فالإطاحة بحلفائه في أكثر من مكان, لم تنته فصولها بعد. فهناك منهم من يحاكم, ومنهم من يلاحقه الاعلام بأقسى التهم والاتهامات كرئيس الوزراء القطري السابق. وحتى نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية بات في حيرة من أمره فألتزم الصمت خوفاً من أن يطاله غضب إدارة أوباما. وحتى أنه راح يتنصل كل ما تغنى به من موشحات وتصريحات. ولذلك وجد السيد رجب طيب أردوغان  أن مصيره  سيكون كمصير صديقيه حمد وأبن عم حمد. ولا مفر  أمامه  من إجراء تغيير في مواقفه وسياسة حكومته, لإنقاذ نفسه على الأقل. والدليل على صحة هذا التحليل بنظرهم,  تنقلات أردوغان الأخيرة بين عدة عواصم , بهدف  وصل ما أنقطع ورتق ما أنفتق. وكذلك إعلانه على الملأ  أنه يؤيد الحل السياسي في سوريا والذي كان يرفضه. وهذا الموقف الجديد  بنظر منتقديه سببه المعطيات التالية:

أما مؤيدو السيد أردوغان, فيعتبرون أن سياسات حكومته ناجحة وحققت  تطور اقتصادي كبير. وأن سياسته الخارجية  ستحقق مكاسب لتركيا والعالم الاسلامي, ومن هذه المكاسب:

  1. فرض موقف تركي جديد على الساحتين الدولية والاقليمية. يحقق من خلاله توسيع مصالح  ومواقفها على الصعيدين الاقليمي والدولي , وزيادة رقعة حجمها الأمني.
  2. جعل تركيا ممر دولي آمن وإجباري لخطوط النفط والغاز, وميناء لتصدريهما لأوروبا.
  3.  إصرار أردوغان  على  حصول تركيا على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي عن الشعوب الاسلامية في ظل نظام دولي  بدأت تترسخ  معالمه من جديد.
  4. إعادة الاعتبار لتركيا على أنها الممثل للطائفة السنية  كما كان في عهد العثمانيين.

أما العامة من الناس  فموقفهم من السيد أردوغان يتلخص بهذا الكلام: يبقى السيد رجب أردوغان مجرد إنسان يخطئ ويصيب. وسياسي يحكم على الأمور ويتعامل معها وفق مدى اتساع ثقافته وفهمه للأصول الدين الاسلامي الحنيف ومدى تفقهه فيه. وهذه الثقافة وهذا الفهم هو من يحدد الخطوات الصحيحة الواجب اتباعها في كل حدث وحادث وأمر جلل. وأن الله سبحانه وتعالى يحاسب على النوايا, ويحاسب كل من لم يبذل جهداً  ممكناً لجمع الكلمة  وتوحيد الصف ,ومنع الاقتتال, ووقف أي صراع مرير يريق الدماء ويزهق الأرواح.

لا ندري إن نحج أردوغان في تحقيق ما يصبوا إليه, أم أنها كانت أحلام وأماني لرجل مريض؟ وما علينا سوى الانتظار لعام 2014م لنرى هل يصمد أردوغان أم سيرحل و يلحق بحمد.

سيريان تلغراف | العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

Exit mobile version