الشرطة التركية تشن 41 عملية أمنية لاعتقال الجهاديين الأوربيين بالتنسيق مع المخابرات وبناء على معلومات تلقتها من الدول الأوربية عن مشتبه بهم !!
يقوم شباب من جميع أنحاء العالم بالانضمام إلى المتمردين في سوريا، وقد استطاعوا حتى الآن الوصول إلى وجهتهم بدون أية مصاعب عبر تركيا. هذا الأمر جعل منظمات حقوق الإنسان تتهم الحكومة في أنقرة بتأجيج الصراع في سوريا. لا يقتصر الأمر على أن أغلب المقاتلين الأجانب يستخدمون تركيا للعبور إلى سوريا، فهم أيضاً يحصلون من هناك على السلاح والمال ويتلقى جرحاهم العلاج الطبي فيها. بالتالي فإن الاتهام يعتبر أن تركيا تدعم جرائم الحرب بشكل غير مباشر، حيث تُستخدم أراضيها كقاعدة عمل لمجموعات المقاتلين، وخاصة تلك المرتبطة بشبكة القاعدة الإرهابية.
و يبدو أن تركيا استجابت لهذه الانتقادات. فبحسب تقرير حكومي جرى اعتقال 1100 مواطن أوروبي كانوا في الطريق إلى سوريا. الأمر يتعلق هنا برجال أرادوا الانضمام إلى مجموعات مختلفة في سوريا. صحيفة “هابرتورك – Habertürk” أفادت بأن جميع المعتقلين تم ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية، وبشكل خاص إلى ألمانيا وبلجيكا وفرنسا وهولندا، وبأن أنقرة أطلعت البلدان الأوروبية المعنية على المعلومات المتوفرة لديها.
البلدان الأوروبية تطلب من تركيا اعتقال مواطنيها :
تفيد المعلومات بأن الشرطة التركية قامت باعتقال الأوروبيين خلال 41 عملية أمنية شنتها هذه السنة اعتماداً على معلومات الاستخبارات التركية (MIT) وأجهزة الدرك والشرطة وكذلك السلطات الأمنية في الدول الأوروبية المعنية مع مساعدة من قبل الأنتربول. وكان وزير خارجية تركيا أحمد داوود أوغلو قد دعا مراراً إلى تحسين التعاون بين الأجهزة الأمنية.
كذلك ذكرت صحيفة “زمان اليوم – Today’s Zaman” بأن الدول الأوروبية أبلغت السطات الأمنية التركية عن المشتبه بهم والذين لا يمكن اعتقالهم في بلدانهم الأصلية لمجرد الشبهة فقط. كذلك تقول الصحيفة استناداً إلى مصادر الاستخبارات التركية بأن ألمانيا وفرنسا وبلجيكا واليونان وهولندا طلبت من السلطات التركية أن تقوم باعتقال مواطنيها بمجرد وصولهم إلى الأراضي التركية.
وفقاً لتقرير حكومي لا يزال قرابة 1500 جهادي أوروبي يتحركون بشكل طليق على الأراضي التركية. لكن هناك أيضاً رجال من الشيشان وأفغانستان والعراق والسعودية ودول الخليج الأخرى الذين يستخدمون تركيا كبلد عبور في طريقهم إلى سوريا للانضمام هناك إلى المجموعات المختلفة. على أية حال فإن تدفق المقاتلين عبر الحدود التركيا إلى سوريا قد توقف منذ بضعة أسابيع. مجموعات المتمردين في سوريا تقول إن تركيا لم تعد تسمح بمرور المقاتلين الأجانب عبر الحدود إلى سوريا.
تزايد في أعداد المقاتلين الأتراك في سوريا
أنقرة تشعر بالقلق أيضاً بسبب تزايد الاستعداد بين الشباب الأتراك للمشاركة في الجهاد في سوريا، وفي الأسبوع الماضي أعلنت وزارة الداخلية التركية أن قرابة 500 تركي انضموا إلى جبهة النصرة أو الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). حتى الآن لقي 90 تركياً مصرعهم في سوريا.
العلاقة بين تركيا وسوريا شهدت تدهوراً كبيراً منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا قبل سنتين ونصف. الصداقة بين رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان والرئيس بشار الأسد تحولت إلى عداوة مفتوحة. أردوغان يتهم الأسد بأنه حاكم دكتاتور والأسد بدوره يتهم أردوغان بدعم الإرهابيين والعمل على الإطاحة به.
في الواقع فإن تركيا وقفت بسرعة إلى جانب المعارضة والجيش السوري الحر بعد اندلاع العنف في سوريا، والبرلمان التركي وافق على خطط الحكومة بإرسال قوات عسكرية إلى سوريا عند الضرورة. في أنقرة هناك خشية بشكل خاص من أن تمتد الحرب الأهلية إلى تركيا، ولذا فإن أوساط حزب العدالة والتنمية تقول إن دعم الإسلاميين لم يكن انطلاقاً من المصلحة الذاتية فقط.
سيريان تلغراف