بعد انهيار الهرم الإرهابي في سورية و بعد أن اصطدمت أحلام بندر بوش بن كوهين بجدار جبروت الجيش العربي السوري و بدأت تتلاشى لتضيع معها أموالهم يحاولون أن يستكملوا لعبتهم القذرة بتفتيت استراتيجية المقاومة برعاية اسرائيلية و إشراف أميركي .
بندر بوش بن كوهين بالتعاون مع فجلة الأردن سينقلوا العمليات الإرهابية بعد هزيمتهم المدوية في سورية إلى داخل الأراضي اللبنانية لإستهداف حزب الله و هذا السيناريو أعادوا إنتاجه بعد فشلهم في سورية و بعد الجنون الهستيري الذي أصاب اسرائيل و آل سعود من ضم ايران المؤقت إلى النادي النووي فخسارتهم في سورية يحلمون بتعويضها في لبنان معتمدين التعاون المشترك مع بعض العملاء اللبنانيين المتواطئين مع اسرائيل بهدف التخلص من حزب الله بعد أن فشلوا مراراً و تكراراً بتجريده من أسلحته و ضمه إلى لائحة الإرهاب كي يتم التخلص منه و القضاء عليه من أجل استكمال أحلامهم الوردية مع صديقتهم المحببة اسرائيل لشرذمة و تقسيم الوطن العربي .
وجود المقاومة الإسلامية كان و لا يزال يهدد كيان اسرائيل و أمنها و استقرارها و يشلّ من حركتها في الهيمنة على الشرق الأوسط و بالأخص حزب الله الذي جرعهم العلقم بهزيمتهم الكبرى في عام 2006 فعادوا لينتقموا منه لأنه يمثل العمود الفقري للمقاومة الإسلامية و يعاقبوه على مشاركته الجيش العربي السوري في محاربة الإرهابيين داخل الأراضي السورية التي كانت تهدف لحماية الحدود بين البلدين كي يحافظوا على أمن و استقرار لبنان و شعبه و قد حققوا بطولات كبيرة في عدة معارك .
و شاءت سخرية القدر أن تجتمع كتلتي الخير و الشر معاً على ترب لبنان المقدس كتلة مقاومين شرفاء يتسابقون على الشهادة كي يبقى لبنان شامخاً كأرزه و يرووه من دمائهم الأبية إن ظمأ و كتلة العملاء و الخونة التي أعمت بصيرتهم مصالحهم الشخصية فوضعوا أنفسهم فوق الوطن و باعوا ذممهم للشيطان و تاجروا بوطنهم الذي لا ينتمون له سوى بالهوية و بفضل هؤلاء المتواطئين مع اسرائيل بالسر و العلن تم تسهيل دخول بعض المجموعات الإرهابية إلى داخل لبنان ليقوموا بتنفيذ عدة عمليات إرهابية كان الهدف من ورائها
1- إبعاد حزب الله عن سورية لإعطاء المسلحين فرصتهم بالإستفراد بالجيش العربي السوري لإستنزافه حتى يسهل عليهم هزمه بعد أن كان قد بدأ بمرحلة الحسم النهائية بعمليات نوعية شاملة و مكثفة هذه الفرصة كانت حلم الإرهابيون ليحققوا انتصاراً على أرض الواقع يرفع من معنوياتهم بدلاً من الإنتصارات الوهمية التي كان يتم تطبيقها بإستوديوهات إعلامهم الممول خليجياً الفاقد للمصداقية 2 – كون الحرب النفسية تلعب دوراً كبيراً في الحرب و تحقق ضرب الهدف بدقة فتميت الإنسان قبل أن ترميه قتيلاً و اعتمدت الخطة على قيام المسلحين بعمليات تفجيرية تطال المدنيين لزرع بذور الرعب و الخوف في نفوسهم و هذا ما سيؤدي إلى زعزعة أمن و استقرار لبنان و تنتشر الفوضى التي ستكون كضربة استباقية تحقق أهدافهم فيما بعد 3 – هذه العمليات التفجيرية كانت رسالة مباشرة موجهة من اسرائيل إلى حزب الله بأنها تعقابهم و تنتقم منهم كونهم ساهموا في هزيمة مخططها بإسقاط سورية و أنها ما زالت مستمرة في حربها عليهم و بتوجيه ضرباتها الغير مباشرة لهم تعطيها جرعة وهمية بأنها ما زالت قوية لترفع من معنويات جيشها و مواطنيها المنهارة و التي تعاني من رعب ثأر حزب الله للبطل المقاوم عماد مغنية فاسرائيل لا تنسى من هزمها
4 – زعزعة أمن و استقرار لبنان سيخدم اسرائيل و العملاء بتسهيل مهمتهم في التخلص من حزب الله بعد أن ينقلب الشعب ضدهم و يتهمهم بأنه نقل الحرب من سورية إلى لبنان و أن الشعب اللبناني هو الذي سيدفع ثمن فاتورة هذا النضال 5 – ما لم يستطع الخونة و العملاء داخل لبنان تحقيقه في الماضي جاءت الأعمال الإرهابية التي نفذتها العصابات الإجرامية لتقدمه لهم على طبق من فضة و هو الدليل الملموس الذي يدين حزب الله بأنه وجوده أصبح خطراً على لبنان لأنه لا يحميه بل يسعى لخرابه بجّره إلى ليخوض حرب مشابهة للحرب في سورية و هنا يقلبون الحق إلى باطل فبدلاً من أن يكريموه على بطولاته بالتصدي لإسرائيل في الماضي و محاربة فتيل الحرب المشتعلة في سورية كي لا تمتد و تطال لبنان و تكريم أبطالهم الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم ليبقى لبنان شامخاً لا يطال أرزه الأقزام يعكسون الحقائق لتخدم مصالحهم فيتم استنكار جهودهم و محاربتهم من قبل الشعب و الحكومة معاً و تنتشر الفوضى التي في ظلها سيبدأ فتيل الحرب الأهلية بالإشتعال ليغرق لبنان بدماء أبنائه و لتطال نيران هذه الحرب فيما بعد خط الإقليم العربي و هنا ستكون اسرائيل على استعداد كامل و بجهوزية عالية لتخوض الحرب العسكرية المباشرة مع حزب الله لتنتقم لهزيمتها في عام 2006 و تثضي على حزب الله الذي سيمكنها من الهجوم عل ايران و الإستفراد بها .
اسرائيل استخدمت حرب الوكالة التي نفذتها بأياد عربية نابت عنها و حققت بثلاث سنوات ما عجزت عن تحقيقه اسرائيل بعهود فالعرب بجهلهم و غبائهم أغرقوا الوطن العربي بمستنفعات الطائفية بين أبناء جلدتهم بدلاً من أن يكونوا طائفيين ضد العدوان الصهيوني و يدافعو عن الدين الإسلامي دين السلام و المحبة كانت طائفيتهم شاذة من نوعها لأنهم شوهوا صورة الإسلام عندما حاربوا أبناء جلدتهم بتعاليم و فتن ماسونية مأجورة بحفنة دولارات من قبل شيوخ العهر التي حلّلت قتل المسلم لأخيه المسلم بعد التكبير ثلاث مرات كي يصبح دمه حلال و كأنه نعجة يقدموه قربان على مذابح الإله الأعظم اسرائيل لترضى عنهم و تكرّمهم حين تحتل أراضيهم فتعطيهم ما يزيد عنها من فضلات هذا إن لم تتخلص منهم بعد أن تنتهي مهمتهم و قبل أن تقوم بتقسيم الوطن العربي فمن جهلهم سمحوا لإسرائيل بأن تحتل عقولهم قبل أن تحتل أراضيهم .
السياسة الصهيوأميركية تعتمد على أسلوب اللف و الدوران و التلاعب على الحبال السياسية فترضي عدوها بغرض تحقيق أكبر قدر من المكاسب من حلبفها و من ثم تعود لترضي حليفها كي تذل به عدوها و تجبره على تقديم فروض الطاعة لينفذ أوامرها خوفاً من بطشها و لم تعتمد يوماً على الفعل بل كان اعتمادها الكلي ينصب على ردات الفعل التي تصيب الهدف بدقة عالية دون انتباه عدوها لأسلوبها الخبيث لأنه لا يملك سرعة البديهة في تحديد موقفها و ما ترنو إليه لأنها ترسم الهدف و من ثم تضرب في الجهة المعاكسة تماماً و تشوش فكر عدوها عندما توهمه بوجود أكثر من هدف إنما هي في الحقيقة ما زالت مكانها تحاول اللف و الدوران حول نقطة الهدف التي بدأت منها لتصيبها بدقة بذكاء ماكر و خبيث .
و ما كانت الموافقة الأميركية المؤقتة بضم ايران إلى النادي النووي إلا ضربة هدف متميزة بدقتها العالية فمن جهة ستبعد أميركا عن نفسها الشبهات بأنها ما زالت تسعى لتحقيق السلام في الشرق الأوسط و لكنها من الجهة الأخرى اعتمدت على ردة الفعل الجنونية و الهستيرية لإسرائيل و آل سعود التي ستفرح العرب و لكنها في الحقيقة هي فرحة نصر مؤقتة لأنها بهذه الإتفاقية أعطت الضوء الأخضر مباشرة لإسرائيل و آل سعود بإشعال فتيل الحرب في الخط الإقليمي العربي بمساعدة بعض الدول العربية عبر نقل الحرب من سورية إلى لبنان و العراق لتصب بالنهاية في ايران … السياسة الصهيوأميركية هي سياسة مزدوجة المقاييس تحقق انتصار لأميركا بهيمنتها على الوطن العربي و تحقق حلم اسرائيل من الفرات إلى النيل بأسلوب غير مباشر بإستخدام حرب الوكالة لإنهاك و استنزاف الشعب و الجيش معاً و من ثم تأتي اسرائيل لتنقض على فريستها و تقضي على ما تبقى من جيش و شعب و هذا ما قامت بالتخطيط له منذ عشرة أعوام حين استهدافهت العراق الجريح و تخلصت من حكم صدام حسين و ها هي تتخلص من كل قائد عربي مقاوم لتستبدله بدمية متحركة تتحكم بها و تسخرها لتخدم مصلبحها و مصالح طفلتها المدللة اسرائيل .
المقاومة العربية الإسلامية هي جبروت الأمة العربية و بدونها يحني الشموخ رأسه ذليلاً لأنها تدافع عن قضية مصير و عن هوية عربية كي لا يسلب الصهاينة هويتنا العربية و يقوموا بتهويدها لنكون عبيداً مسخرين لخدمة الصهاينة و من أجل انتصار أمتنا العربية على العدوان الصهيوني يبقى خيارنا الأوحد هو التمسك بالمقاومة العربية الإسلامية و الإنضمام إلىيهم لنحارب الصهاينة في خندق واحد لأن وحدة المصير تجمعنا لنحافظ على ما تبقى لنا من كرامتنا و جذورنا العربية بخصائلها الأصيلة و لا خيار لنا سوى النصر أو النصر و من سيقف في الخط المعاكس للمقاومة مع الصهاينة سيكون مصيره مزابلة التاريخ و من كان يعشق تراب وطنه و يؤمن بعقيدته سيعرف بأن رجال الله إن عاهدوا صدقوا بوعدهم فبشارة النصر لن تكون إلا مع القائد المفدى بشار الأسد و سماحة السيد حسن نصر الله … و على الجبال خلف التلال و في الوديان ستهزمون و تسحقون يا بني صهيون و لن تمروا
سيريان تلغراف | دنيز نجم
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)