صحيفة “الشرق الأوسط” تنقل عن مسؤولين فدراليين أميركيين خشيتهم من انضمام عدد من الأميركيين إلى الحرب الدائرة في سورية مما يزيد من فرص تبنيهم أفكاراً متشددة بسبب مخالطتهم لعناصر مسلحة من تنظيم “القاعدة”.
حذر مسؤولون فيدراليون أميركيون من انضمام عدد من الأميركيين إلى الحرب الدموية الدائرة في سورية باعتبار أن ذلك يزيد من فرص تبنيهم أفكاراً متشددة بسبب مخالطتهم للجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة، وبالتالي يعودون إلى الولايات المتحدة وقد تحولوا بفعل القتال في المعارك إلى مصدر خطر شديد على أمن أميركا.
وتقول وزارة الخارجية الأميركية بأن ليس لديها تقديرات عن عدد الأميركيين الذين حملوا السلاح للقتال ضد الوحدات العسكرية المؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد.
غير أن تقديرات صادرة عن إحدى الأذرع التابعة لمؤسسة «آي إتش إس جين» البريطانية للاستشارات الدفاعية وكذلك عن خبراء يعملون في مؤسسة بحثية لا تهدف للربح مقرها في لندن، أشارت إلى أن عدد الأميركيين المنخرطين في الحرب السورية يصل إلى بضع عشرات، حسب تقرير لوكالة الأسوشييتد برس.
وتقول مؤسسة «آي إتش إس جين» بأن عدد المقاتلين المرتبطين بتنظيم “القاعدة” يصل إلى نحو 15.000 من إجمالي 100.000 شخص أو أكثر يقاتلون ضد الجيش السوري الموالي للرئيس بشار الأسد.
واتهم ثلاثة أميركيين خلال هذا العام بالتخطيط للقتال ضمن صفوف جبهة النصرة، التي تضعها الولايات المتحدة على لائحة الإرهاب. غير أن أحدث حالة في هذا الصدد هو أميركي، باكستاني الأصل، يعيش في كارولينا الشمالية قبض عليه وهو في طريقه إلى لبنان.
وقال السيناتور توماس كاربر في المحكمة الجزائية الأميركية في مقاطعة ديلاوير: “نعرف أن مواطنين أميركيين والكثير من المواطنين الكنديين والأوروبيين حملوا السلاح وقاتلوا في سورية واليمن الصومال. لكن يبقى التهديد الحقيقي والأخطر أنه من الممكن أن يعود أولئك الأشخاص إلى أوطانهم لينفذوا هجمات”.
وعقدت تلك الجلسة بعد أسبوعين من اعتقال مكتب التحقيقات الفيدرالي وضباط آخرين، باسط شيخ (29 سنة) في مطار رالي – دورهام الدولي بتهمة مغادرة البلاد للانضمام إلى جبهة النصرة.
وعاش شيخ، الذي يقيم بطريقة شرعية في الولايات المتحدة، حياة هادئة في ضاحية من ضواحي مقاطعة رالي على مدى خمسة أعوام من دون أن تكون له أي سوابق إجرامية قبل القبض عليه في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر.
وفي شهر آب/ أغسطس، صرح روبرت مولر، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي المنتهية ولايته، لقناة “إيه بي سي نيوز” أنه يشعر بالقلق إزاء انخراط أميركيين في القتال الدائر في سورية، وعلى وجه الخصوص تجاه: «”ولا، المجموعات التي سوف يشكلونها بعد عودتهم إلى بلادهم، وثانيا، الخبرات التي سوف يكتسبونها من القتال هناك، وما إذا كانوا سيستخدمون تلك المجموعات وتلك الخبرات في شن هجمات ضد بلادهم أم لا”.
واتهم شيخ بالتخطيط لمساعدة جماعة أعلنتها الولايات المتحدة منظمة إرهابية “النصرة”، حيث لا يحق للأميركيين قانوناً، الذين يحملون جنسية دول أخرى أن يقاتلوا ضمن صفوف جيوش تلك الدول. ويؤدي التطوع للقتال في قوات مسلحة معادية للولايات المتحدة إلى فقدان الجنسية الأميركية.
وحسب شهادة تحت القسم أدلى بها جيسون مسلو، عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي الخاص، تأييدا لمذكرة التوقيف التي صدرت بحق شيخ، لم يكن شيخ على علم بأنه يخضع للمراقبة لمدة خمسة أشهر العام الحالي، حيث كان يحمل رسائل نصية وفيديوهات على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” تعبّر عن دعمه للمسلحين الجهاديين .
وفي آب/ أغسطس أيضاً، علق شيخ على رسائل جرى تحميلها بواسطة موظف سري في مكتب التحقيقات الفيدرالي على صفحة «فيس بوك» تروج للتطرف الإسلامي. وتضيف الشهادة أنه نشأت صداقة بين شيخ ومسلو. وأخبر شيخ مسلو أنه خطط للسفر في رحلة طويلة باتجاه سورية لينضم إلى “كتيبة إمدادات تقدم المساعدات الطبية”. وبعد أيام قليلة، قال شيخ بأنه حصل على تذكرة ذهاب للسفر إلى تركيا على أمل الإتصال بالأشخاص الذين من الممكن أن يساعدوه في دخول سورية.
وحسب الشهادة، قال شيخ بأنه تراجع عن تلك الخطوة لأنه “لا يملك الشجاعة لترك والديه”، وأضاف أنه سافر إلى تركيا العام الماضي على أمل الإنخراط في القتال في سورية، لكن همتّه ثبطت بسبب التجربة التي خاضها مع من إدعى أنهم جزء من “الجيش السوري الحر”. وبعد أن عبر شيخ عن دعمه لـ “جبهة النصرة” واهتمامه بالسفر إلى منطقة النزاع، اقترح موظف مكتب التحقيقات الفيدرالي على شيخ أن يتصل بشخص ما في تلك الجماعة (عميل سري آخر لمكتب التحقيقات الفيدرالي).
وحسب الشهادة، أجرى شيخ الاتصال بالفعل، واصفا “جبهة النصرة” بأنها الأكثر انضباطا. وكتب شيخ “أنا لست خائفا، على العكس أنا مستعد لتلك التجربة”.
وتقرر استدعاء باسط شيخ إلى المحكمة في كانون الثاني/ يناير. وربما يواجه حكماً بالسجن لمدة 15 عاماً وغرامة تصل إلى 250.000 دولار إذا ما أدين.
سيريان تلغراف