Site icon سيريان تلغراف

واشنطن بوست : تركيا تواجه مساوئ سياستها المعارضة للأسد

نشرت صحيفة الواشنطن بوست تقريراً نقلت فيه شعوراً تركيا بالفشل في سوريا مع تزايد وجود تنظيم القاعدة عبر الحدود ، وأكدت الصحيفة أن سيطرة مجموعة تابعة لتنظيم القاعدة على الطريق المؤدية جنوباً إلى سوريا تنذر بوقوع كارثة على تركيا نتيجة سياستها في التعامل مع الوضع السوري.

و تابعت :”لأكثر من عام، غضّت تركيا الطرف عن تدفّق آلاف المتطوعين الأجانب من جميع أنحاء العالم المسلم عبر البلاد في طريقها للقتال الى جانب المتمردين في سوريا، لاعتقادها بأنّ من شأن المقاتلين أن يساعدوا في تسريع زوال الرئيس السوري بشار الأسد. والآن يكتسب المتطرفون الأجانب الهيمنة في شمال سوريا، واضعين تنظيم القاعدة على حدود حلف الناتو للمرة الأولى، مما يثير المخاوف من هجمات عبر الحدود وتعريض جهود تركيا الرهيبة للإطاحة بالأسد إلى هجومٍ مضادّ. وفي الوقت نفسه، يُظهر الأسد في دمشق كل الإشارات الدالة على تغلّبه على المعارضة وربما البقاء في السلطة لسنوات.”

وأضافت الصحيفة “بعد أن أعلنت الولايات المتحدة أن ليس لديها أية نية للتدخل عسكريا، بدأت تركيا تواجه عواقب ما يبدو أنه كان سوء تقدير للسياسات الخطيرة. واعترف مسؤول تركي، تحدّث شريطة عدم الكشف عن هويته لأنّ سوريا موضوع حساس جداً، أنّ “تركيا لم تكن تريد هذه النتيجة”. ويقول منتقدون أنّ تركيا ليس عليها سوى أن تلوم نفسها على بعض الشؤون التي تشجعت لها السلطات التركية. وقد وبّخ الرئيس أوباما رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عندما التقيا في البيت الأبيض في أيار، لعدم بذل المزيد من الجهود للحدّ من تدفق المقاتلين الأجانب، ويُتوقع أن يكون هذا النقاش على جدول أعمال زيارة وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، الى واشنطن يوم الاثنين. جميع المقاتلين الأجانب، تقريباً، الذين ينتمون لتنظيم القاعدة في شمال سوريا قد سافروا إليها عبر تركيا، وكانوا يصلون الى اسطنبول ومن ثمّ يتمّ نقلهم عبر الرحلات الجوية التجارية المحلية إلى الحدود. ومن السهل ملاحظة وجودهم، مع لحاهم غير المقصوصة وحقائبهم، في مدن تركيا الجنوبية ذات التوجه الغربي.”

و شرحت الصحيفة طريقة وصول المقاتلين الى سوريا عبر تركيا قائلة ” هناك، يبقون في أحد الفنادق إذا كان لديهم بعض المال، أو يحصلون على بيوت آمنة مهيأة لهم، قبل أن يتوجهوا إما لمعابر الحدود القانونية أو الى طرق التهريب المهترئة على طول 500 ميلاً من الحدود.

و نقلت الصحيفة محمد المواطن السوري الذي يعيش في كيليس، ويقوم بتهريب المسافرين إلى سوريا عبر بساتين الزيتون القريبة. ويؤكد  أنّه اصطحب عشرات الأجانب عبر الحدود في الأشهر ال 18 الماضية، بما في ذلك شيشان، سودانيين، تونسيين وكنديين، ويقول محمد: “على سبيل المثال، أتى شخصٌ ما من تونس، اتجه الى المطار الدولي مرتدياً الملابس الجهادية وكان لديه الأغاني الجهادية على هاتفه المحمول. لو أرادت الحكومة التركية منعهم من القدوم الى البلاد لفعلت، ولكنها لم تفعل ذلك”.

و أشار التقرير الى “كثرة  الحديث عن معسكرات التدريب السرية والحافلات العسكرية الغامضة المليئة بالمقاتلين التي أُرسلت لمساعدة المتمردين السوريين، الذين يحاربون الأكراد. وقد ادّعى المقاتلون الاجانب الذين اعتقلهم الأكراد أنهم تدربوا في معسكرات تركية وأن المدربين الأتراك يدرّسون في معسكرات للمتمردين في سوريا، وفقاً لصالح مسلم، زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، أكبر فصيل للأكراد في سوريا. وقال في مقابلة عبر الهاتف: “في البداية، ساعدتهم تركيا مباشرةً، وبشكلٍ واضحٍ جداً”. وتنفي تركيا بشدة اتهاماتها بتسهيل تدفّق المتطرفين. ويقول مسؤولون إنّ الحرب السورية قد أرهقت تركيا بطرقٍ متعددة، فكما كافحت السلطات لاستيعاب تدفق 600000 من اللاجئين، ساعدت أيضاً المتمردين السائدين، كما أنها تغاضت ببساطة عن المسافرين الأجانب. وقال المسؤول التركي: “أنا لا أعتقد أنّ تركيا قامت بأيّ عملٍ عن قصد. لا يمكنك تحديد كلّ شخص إن كان جهادياً أم لا، والكثير من الناس المسلمين يأتون إلى بلادنا. إجراءات التأشيرة لدينا ليست صارمة جداً”. وأضاف: “الآن، أعتقد أنّ الجميع يدرك حجم المشكلة التي تمثّلها هذه الجماعات المتطرفة. وفي النهاية، لا يمكنك العمل معهم، ولا تستطيع حتى الاعتماد عليهم لإسقاط الأسد”.

وتتابع الصحيفة “إدراك أن كلا الأسد والجهاديين قد يصمد، دفع أحد المحللين المطّلعين على تفكير بما يسمّى “التعديلات” لسياسة تركيا. وقال إنّ أنقرة لن تتخلّى عن إصرارها على تنحّي الأسد، لكنها تبحث عن سبلٍ أخرى أكثر دقة لمتابعة الهدف. وقد خفّف أردوغان مرة واحدة خطابه الأحاديّ اللون المعادي للأسد، حيث أدان الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة النشطة في سوريا. وقد اتخذت تركيا خطوات للقضاء على بعضٍ من النشاط عبر الحدود. فقد اعترضت شاحنة محمّلة ب1200 صاروخ متجهة للمتمردين هذا الشهر، وأُجريت حملة استهدفت مخابئ للقاعدة في اسطنبول والأجانب الذين يعودون الى الوراء من المعابر الحدودية في سوريا. وقال مسلم، الزعيم الكردي، إنّ تركيا لم تقدّم أية مساعدة مباشرة مؤخراً للمتطرفين للقتال في شمال شرق سوريا، مما دفعه للشك في أنّ الضغط الأمريكي له تأثير على الحكومة التركية. وأضاف: “كان يجب أن يفعلوا ذلك من قبل، ولكن الآن فات الأوان”. وقد صدرت تحذيرات من السلطات مفادها أنّ القاعدة تخطّط لتنفيذ تفجيرات في تركيا، مما دفعها لزيادة دوريات الجيش ونقاط تفتيش الشرطة. وفي الشهر الماضي، أطلقت المدفعية التركية قذائف الهاون على عزاز بعد أن أصيب شخصين في تركيا برصاصات طائشة. وقال العزم: “هذا التصرّف يشبه إقفال الحلبة بعد انسحاب الخيول”، وأضاف: “هؤلاء الرجال لديهم الكثير من الموارد، ويمكنهم المحاربة لمدة عامين آخرين”.

سيريان تلغراف

Exit mobile version