Site icon سيريان تلغراف

الخطة البديل للقضاء على المقاومة الإسلامية و ما خفي كان أعظم .. بقلم دنيز نجم

منذ بداية الأزمة في الوطن العربي لوحظ أن المخطط الصهيوأميركي كان يهدف للتخلص من المقاومة الإسلامية بوضعها على قائمة الإرهاب أولاً و من ثم محاولة القضاء عليها و كانت خطتهم تهدف لتوزيع ضربات إستفزازية على محور المقاومة سورية و حزب الله و في داخل الأراضي الفلسطينية بحيث يتم الإستفراد بكل منهم لإنهاكهم و استنزافهم و بهذا تضمن عدم توحدهم في خندق واحد يحاربونها معاً و حاولوا بهذه الخطة تضليل العرب بتقييم الضربة القادمة على أي جهة ستكون .

و كان لا بد من وجود المخطط البديل للقضاء على المقاومة الإسلامية فبالمخطط القديم حاولوا إنهاك المقاومة و استنزافها حتى يسهل عليهم مهمة القضاء عليها و لكن بعد أن هزم الجيش العربي السوري مخططهم لم يعد أمامهم إلا البدأ بتنفيذ المخطط البديل للقضاء على المقاومة و لكن هذه المرة بأسلوب غير مباشر و بخطة محكمة بحنكة و خبث بحيث تنفصل أميركا عن اسرائيل ليوهموا العرب بأنهم بأن أهدافهم اختلفت و بهذا تنتهز الفرصة اسرائيل لتكمل خطتها بتغطية من حليفتها و كان المخطط البديل الغير مباشر هو جنيف 2 الذي شغل العرب ليبعدهم عن ساحة المعركة الحقيقية .

 و بعد أن توصلت روسيا للإتفاق مع مصر و ايران مع الولايات المتحدة الأميركية بقيت اسرائيل و السعودية خارج دائرة الاتفاقيات و انصب اهتمام العرب على التحضيرات لمؤتمر جنيف 2 و اعتقدوا أن دور آل سعود قد انتهى بعدم مشاركته في هذا المؤتمر و لم يلتفتوا إلى أن شياطين الأرض اسرائيل و آل سعود جمعتهم مصالح مشتركة منذ بداية الحرب على سورية و اتفقوا على خراب و دمار الوطن العربي .

الولايات المتحدة الأميركية بدأت تدير اللعبة بذكاء محنك عندما رمت بكرت تسجيل الإتصالات الدولية لتستخدمه كرسالة تهديد غير مباشرة لاسرائيل و العرب معاً و بعد هذه الخطوة تم التوصل إلى الإتفاق ما بين أميركا و ايران و قامت ايران بإفتتاح خط طيران بينها و بين أميركا و هكذا رمت أميركا بشباكها الودية لتصادق عدوة حليفتها ايران و أوهمت العرب بأنها اختلفت مع السعودية لتكسب ثقتهم و تفسح المجال أمام طفلتها المدللة اسرائيل لتكمل مخططها بهدوء بعيداً عن عيون العرب لإنشغالهم بمؤتمر جنيف 2 .

و لم يلفت انتباه العرب خبث أميركا بعد حقدها على ايران و تحالفها مع عدوتها السعودية أن تعود لتختلف مع السعودية من أجل أن تتحالف مع ايران مع أن هذه التطورات تثير الكثير من الشكوك و التي كانت هي الغلاف الظاهري للمخطط البديل الذي كان ظاهره البحث عن حلول جدية للأزمة السورية و باطنه القضاء على المقاومة الإسلامية بطريقة غير مباشرة .

 المخطط الصهيوأميركي الغير مباشر و المبني على الدقة في أسلوب التنفيذ للقضاء على جذور المقاومة الإسلامية بدأ بإتفاق أميركا مع ايران و روسيا مع مصر و ابتعدت عنهم اسرائيل لتبدأ تنفيذ المخطط مع السعودية بحيث ترسل السعودية العصابات الإجرامية التكفيرية إلى قسم منهم إلى سورية ليتكمل عملية تدميرها و إنهاك جيشها و شعبها و القسم الآآخر ترسله إلى اسرائيل حيث يبدأ تنفيذ المخطط فتكون هناك على أرض فلسطين المحرقة الأميركية التي يتم فيها القضاء على الإرهابيين و تصفية حركة حماس و جميع الحركات الجهادية الإسلامية و بهذا يكون المخطط البديل الغير مباشر قد بدأ بتحقيق أولى أهدافه و من ثم يتم الزحف للقضاء على حزب الله مع الإستمرار بتدمير سورية و بهذا تكون اسرائيل قد أنهت الصراع الاسرائيلي الفلسطيني بقضائها على كل مقاوم بفلسطين .

اسرائيل و أميركا تحالفوا على خراب الوطن العربي من أجل تقسيم الشرق الأوسط لتحقيق حلم اسرائيل من الفرات إلى النيل و بعد أن غرق الوطن العربي بمستنقع الفتنة الطائفية لم يعد هناك أي عقبة أمام تحقيق هذا الحلم إلا حجرة عثرة واحدة و هي المقاومة الإسلامية التي وقفت لهم بالمرصاد كي تمنعهم من تحقيق هذا الحلم و العرب لم يتفقوا مع بعضهم البعض ليحققوا التوازن الإستراتيجي في الشرق الأوسط كي يحموا أراضيهم من الإحتلال بل سنحوا الفرصة بجهلهم أمام الصهاينة ليحتلوا عقولهم تمهيداً لإحتلال أراضيهم فاحتلال العقول يسبق احتلال الأراضي و بدل أن يكون صراع العرب صراع عربي اسرائيلي أصبح صراع سني شيعي و هذا ما سيسمح للصهاينة بإستكمال مخططهم دون أن يعترض العرب طريقهم لهم لأنهم مشغولين بقتل أبناء جلدتهم و تدمير أوطانهم بأموالهم و أسلحتهم و كله باسم الدين فهم غارقون في النوم في العسل و في الغرق بأحلامهم الوردية و نسيوا أن قضيتهم العربية هي قضية مصير و ليست قضية حدود و إن لم يستفيقوا من غفوتهم سستم تهوديد هويتهم العروبية القومية و سيكونوا عبيد للصهاينة .

سيريان تلغراف | دنيز نجم

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

Exit mobile version