الطائرة اصطادتها الدفاعات الجوية الإيرانية فوق الخليج الفارسي نهاية العام الماضي ، وظهرت للمرة الأولى في معرض طيران قبل شهرين ، وتطير الآن في السماء السورية !؟
بث أحد مواقع المعارضين في دمشق ، وهو موقع “حجيرة البلد” ، شريطا قصيرا يظهر طائرة استطلاع بدون طيار في سماء غوطة دمشق الشرقية ، ورغم رداءة التصوير ، يظهر من الشريط بشكل واضح أن الطائرة هي من طراز “ياسر” التي كانت ظهرت للمرة الأولى في معرض للطيران في طهران تحت هذا الاسم في أيلول/سبتمبر الماضي .
وقد أعلن في حينه أن الطائرة ، التي أنتجتها الصناعات الجوية الخاصة بالحرس الثوري الإيراني ، هي نسخة طبق الأصل عن طائرة Scan Eagle الأميركية التي تنتجها شركة “بوينغ” والتي اصطادها الحرس الثوري في 4 كانون الأول / ديسمبر من العام الماضي حين اخترقت المجال الجوي الإيراني فوق الخليج الفارسي .
وتعتمد الدفاعات الجوية الإيرانية الإلكترونية على طريقة فريدة من نوعها في اصطياد الطائرات الأميركية بدون طيار ، تسمح لها بالحصول عليها وهي سليمة تماما . وتقوم هذه الطريقة على اختراق منظومة التوجيه الإلكترونية للطائرة ، وقطع الاتصال بينها وبين غرفة العمليات الأرضية أو البحرية التي توجهها ، ثم إعطائها أوامر بالهبوط في نقطة معينة ، غالبا ما تكون أحد المطارات العسكرية . وبعد ذلك يعكف مهندسو الحرس الثوري على تفكيكها وفك ألغازها قبل نسخها وإدخال بعض التعديلات عليها بما يناسب الاحتياجات الإيرانية .
وكان الحرس الثوري اصطاد في 4 كانون الأول / ديسمبر 2011 بالطريقة نفسها أحدث طائرة استطلاع أميركية من طراز RQ170 ، تعتبر درة تاج الصناعات الجوية الأميركية ، وأحد أسرارها التكنولوجية الأكثر تطورا . وكانت الطائرة انطلقت من إحدى القواعد الجوية الأميركية في أفغانستان .
والطائرة التي ظهرت في سماء دمشق تعمل بنظام الأشعة تحت الحمراء ، أي القدرة على التصوير حتى في الليل ، والبث المباشر للهدف في الوقت الحقيقي لرؤيته . وما يلفت الانتباه هو الفترة القياسية القصيرة التي تفصل بين اصطيادها وتفكيك إسرارها ، ثم إنتاجها بأعداد كبيرة قبل تسليمها لوحدات الحرس الثوري وظهورها في أيلول/ سبتمبر الماضي في معرض جوي ، ثم تسليم نماذج منها للقوى الجوية السورية . وهي فترة لا تتجاوز ثمانية أشهر !
وقالت مصادر ميدانية في سوريا إن الطائرات بدون طيار باتت تلعب دورا مهما جدا في ملاحقة تحركات المسلحين السوريين ، بما في ذلك مراقبة خطوط إمدادهم بالسلاح والمقاتلين عبر الحدود مع الدول المجاورة .
سيريان تلغراف