Site icon سيريان تلغراف

رصاصة في ظهر الفقير .. بقلم عيد كوسى

هل لزاما على المواطن السوري الفقير أن يموت إما برصاص الإرهاب أو برصاص الخيانة والعمالة والتحكم بالرقاب!؟ أينَ يفر هذا المسكين من سكاكين بطشكم؟! إلى متى مستمرون أنتم بقتل الإنسانية؟! والوقوف جنباً إلى جنب مع الإرهاب؟! سلمنا لله حياتنا، وقلنا سندافع عن بلد الياسمين ضد إجرام التطرف والتشدد، ما زلنا ندافع حتى اللحظة بكل ما نملك حتى بذلنا أرواحنا فداء هذا الوطن، وأنتَ ماذا فعلت؟! أنا سأقول لك جرمك..

إنَّ مَن يقتل إنسان فإنَّ جرمه أقلّ من الذي يحاصر مدينة، أو حي، أو قرية، بالجوع، وبالتهجير، وبالتحكم برقاب كل من يتنفس ضمن نطاق سيطرته، أنت تعتبر هذا العمل تجارة وشطارة، ولكنه أخطر من ألف ألف رصاصة، وأعرف أنك غير مهتم لمن يموت.. بوجودك صار لدينا إرهاب متكامل، مشهود له في العالم كله، الخلايا الإجرامية، التي تقتل مباشرة، وهي لا تستطيع أن تنفذ أعمالها منفردة، بل تحتاج إلى التمويل، وتسهيل الدخول، وتفاصيل أخرى كثيرة مهمة لإنجاز الخراب والدمار والقتل وما شاكله. الكثير من الناس في الوطن سوريا اغتنمت فرصة الأزمة، وهم لا يعون إلا ملأ الجيوب بالمال، ومزيد من السلطة، الكل يشتكي منكم، ولكن لا أحد يتحرك.. ننادي ولا احد يجيب النداء، لا بل يكتمون أصوات الفقراء المتعبين، الذين ما زالوا يعتقدون أن حفنة من تراب هذا البلد أهم من مال الكون.. أيها الفاسد، أيها السارق، أيها الواضع يدك بيد قاتلينا، أنت تبيع للذي يدفع أكثر والذي يدفع أكثر بالتأكيد لسنا نحن، إننا الفقراء الذين لا نريد إلا ربطة خبز وسلام، أنت تبيعنا لأول مشتري، شرط أن يدفع أكثر.

أنا لا أطالبك بالتوقف عن القتل الغير المباشر، ولا بالتوقف عن ابتزازنا، ولكن أطالبك بحق “ثروتك، وسطوتك” أن تخفف من السرقات، والتحكم الجائر بكل شيء، حاول أن تسرق ٩٠ بالمئة واترك لهذا الفقير ١٠ بالمئة فقط من حقة الذي تسرقه، لا لشيء ولكن حتى يستمر في النضال من أجل هذا البلد.. ولا شكرا لك يا من تعرف نفسك.. ومن قلب فقير مكلوم: لا وفقك الله، كنت من كنت.

 سيريان تلغراف | عيد كوسى

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

Exit mobile version