مكنت دراسة حول تجمع المجرات في كوكبة “فرساوي” التي أجريت بواسطة القمر الصناعي الياباني “سوزاكو” العلماء من الافتراض بأن غالبية العناصر الثقيلة في الكون، بما فيها الحديد، تشكلت في بداية التاريخ الفضائي، وانتشرت في الكون في الوقت ذاته تقريبا.
وقد رسم العلماء، باستخدام إمكانات فريدة اتاحها لهم تلسكوب “سوزاكو” العامل بأشعة رونتجن، في أعوام 2009 – 2011 خرائط انتشار الحديد في كوكبة فرساوي. واتضح أن الحديد في الكوكبة التي امتدت في الفضاء على مدى ما يزيد عن مليون سنة ضوئية متوزع بشكل منتظم تقريبا.
ويقول الباحث في مجال الفيزياء الفلكية ومعد الدراسة نوبرت فيرنر إن هذا الأمر يدل على أن الحديد وغيره من العناصر الثقيلة كانت قد تناثرت في الكون بحلول وقت تشكل المجرات، مضيفا أن انفجارات نجوم السوبر نوفا (نجوم كبرى) ووجود ثقب أسود نشيط دليل على ذلك. ويحتمل أن تكون نجوم السوبر نوفا من طراز ” la ” وغيرها من السوبر نوفا الناجمة عن انفجار قزم أبيض مصدرا لتكون الحديد. ويعني ذلك أن غالبية احتياطيات الحديد نشأت في الكون الفتي حين كانت النجوم تولد وتموت بكثرة، أي منذ 10 – 12 مليار عاما. وشهد الكون في تلك الفترة عملية تشكل نجوم ونشاط ثقوب سوداء تمتص الغاز وتفرج عن كميات هائلة للطاقة. وكانت تلك الرياح الفضائية تنشر عناصر كيميائية ناتجة عن انفجار السوبر نوفا في الفضاء.
ومع مرور الوقت بدأت تتشكل تجمعات المجرات في أجزاء الكون حيث ازدادت كثافة المادة.
ويؤكد التوزع المنتظم للحديد، سواء كان في مركز الكون أو على هامشه، فرضية تناثر المادة الناتجة عن انفجار النجوم الكبرى في الكون الفتي.
ويقول فيرنر:” إذا كانت افتراضاتنا صائبة فإن الحديد يتوزع في كل الكوكبات بشكل منتظم كما هو الحال في كوكبة فرساوي”.
سيريان تلغراف