السلاح والمال ليس الدعم الوحيد الذي تقدمه السعودية للعصابات الارهابية الاجرامية التي تواصل سفك دماء أبناء سوريا، فالمستشفيات الاسرائيلية ليست وحدها التي تستقبل الجرحى من الارهابيين، فالرياض تضخ أيضا طواقم طبية الى المناطق الحدودية لسوريا مع تركيا وغيرها من الدول، للعمل في مشافي أقيمت هناك بتسهيلات من الدول المذكورة ومنذ بداية الأزمة السورية لاستقبال الاصابات التي تلحق في صفوف الارهابيين من كل جنس خلال ملاحقة الجيش العربي السوري لهم.
وتؤكد مصادر عليمة لـ (المنــار) أن السعودية كانت تعمل على نشر اعلانات في وسائل الاعلام في دول عربية واسلامية وعبر مقاولي التشغيل تطلب فيها أطباء وممرضين للعمل في مؤسسات طبية سعودية، وعندما يصل الأطباء والممرضون الى مرحلة الاختيار في مقابلات تجري لهم يطلب منهم كشرط للتوظيف والقبول بأن يخدموا لمدة ستة أشهر في المشافي القريبة من الحدود السورية أقيمت على شكل مراكز استقبال للجرحى والمصابين من الارهابيين، وهي مراكز في غالبيتها أقرب الى المستشقيات، ويتم عرض العائد المالي المغري على المتقدمين، وتقطع لهم الوعود بأنه بعد الانتهاء من عملهم ولمدة ستة أشهر في هذه المستشفيات، سينقلون الى العمل في المشافي والمراكز الطبية داخل الاراضي السعودية.
وكشفت المصادر أن بعض هذه الطواقم تعمل في المناطق الحدودية داخل الاراضي السورية في مستشفيات ميدانية متقدمة ينقل اليها الارهابيون الجرحى، وغالبية الاطباء والممرضين الذين يقبلون العروض السعودية هم في بداية حياتهم المهنية.
وذكرت المصادر لـ (المنــار) نقلا عن طبيب عمل لسبعة أشهر في المشافي الميدانية القريبة من الحدود السورية داخل الاراضي التركية، أن الطواقم الطبية التي تعمل في تلك المستشفيات غير مؤهلة لتلقي هذا العدد الكبير من المصابين والجرحى ونوعية الاصابات، وأن العديد من الجرحى الذين يتم نقلهم يتركون لساعات قبل أن يعرضوا على الأطباء للمعالجة بسبب كثرة أعداد الجرحى والارهابيين، وكشف الطبيب العائد الى بلاده بأن هناك مقبرة مقامة بجانب كل مشفى حيث يتم نقل الموتى اليهم ودفنهم على أيدي طواقم خاصة تعمل داخل هذه المشافي، واصفا المشافي المذكورة بأنها عبارة عن معتقلات مغلقة لا يسمح بالاقتراب منها، ولا توجد عليها اشارات دالة على أنها مراكز طبية.
وكشف الطبيب المذكور عن أن عددا من المرضى والاطباء قتلوا على أيدي العصابات الارهابية المدعومة من السعودية، بسبب طلبهم العودة الى بلادهم.
سيريان تلغراف