كشف الضابط الاميركي الرفيع المتقاعد في جهاز “مكافحة الإرهاب” تريستان آش عن “خفايا هذا “العالم السري”، حين تحدّث عن ان جميع بلدان “الشرق الاوسط”، من رؤسائها وقادتها وأحزابها، هي على لائحة التنصت اليومي، ومن دون تمييز بين عدوّ وصديق”، لافتاً الى ان “الحزب الوحيد الذي لا يملك بصمة الكترونية تتيح التجسس عليه هو “حزب الله”، الذي يستخدم النظام السلكي وليس اللاسلكي، رغم ان عدداً كبيراً من مسؤولي هذا الحزب يستخدمون ولو بحذر الاجهزة اللاسلكية الخاصة بهم ما يسمح بالتقاط معلومات ذات أهمية لا تجعلنا في ظلام دامس حيال ما يفعله، آخذين في الاعتبار ان هذه المعلومات بواسطة المراقبة الالكترونية ليست في المستوى المطلوب”.
واوضح آش في حديث لصحيفة “الراي” الكويتية، ان “من المستحيل مراقبة جميع الخطوط في “الشرق الاوسط” دون التواطؤ مع السلطات المحلية التي تقوم في اغلبها بتسهيل المهمة علينا، الا اننا نحتاج في بعض الاحيان الى فريق عمل على الارض لوضع اجهزة مراقبة في امكنة محددة لتمكننا من اخذ الداتا المطلوبة”، كاشفاً عن ان “كل جهاز UHF – VHF او اي اشارة من 1 ميغاهرتس الى ما لا نهاية، تُرسل الى الفضاء او تكون موجودة في السماء يستطيع كل لاعب “جهاز مخابراتي مراقب” التقاطها وإرسالها الى الاقمار الاصطناعية لإعادتها الى المركز الام وتحليلها وفرزها ليبنى على الشيء مقتضاه”، لافتا الى انه “لذلك لا يوجد جهاز في العالم يبث إشارة لا تستطيع التقاطها، ما يجعل كل شخص يستخدم الهاتف او الانترنت او الرسائل او الفاكس او الفيديو الموصول الى الانترنت قابلاً للتحليل وفك رموزه، وليست هناك حصانة على اي شيء او اي شخص من الاختراق الالكتروني”.
وأكد آش انه “بعد عملية تنظيم القاعدة في 9 ايلول من العام 2000 أعطيت الاوامر بجعل وتحويل كل سفارة في العالم الى مركز تنصت معزَّز، وتم تزويد البعثات الديبلوماسية بأجهزة تنصت عالية الدقة حتى اصبحتَ ترى داخل كل سفارة قاعدة شبيهة بمحطة الناسا الفضائية”، موضحا انه “لهذا بات لكل سفارة دور مهم بالمراقبة والتنصت وكذلك السفن الحربية العسكرية المتمركزة قبالة الشواطئ المستهدفة والتي سهلت عملية الاستقبال والتجسس الالكتروني على كل رئيس دولة او مسؤول سياسي او عسكري وعلى عائلات هؤلاء فأصبحوا جميعاً تحت المراقبة الايجابية بغرض حمايتهم، او سلبية بغرض التجسس عليهم وجمع المعلومات لتحديد نقاط الضعف وأفضل طرق التعامل معهم”.
واكد آش ان “هناك قاموساً كبيراً للاجهزة الضخمة التحليلية التي تمتلكها اجهزة المخابرات الدولية، فاذا استُخدمت كلمة مثل عبوة – صاروخ – اميركا – “اسرائيل”- حزب الله – القاعدة او كلمات كثيرة اخرى، فان ذلك يُستتبع بأخذ المحادثة الى التحليل فتدخل الى بنك المعلومات للخروج بالتوصيات اللازمة لتحديد ردة الفعل”.
ولفت آش الى ان “التنصت الالكتروني لا يقتصر على التنصت لأغراض عسكرية او لمنع عمليات ارهابية قبل حدوثها، بل يذهب الى التجسس الصناعي ايضاً فقد استخدمت التكنولوجيا لمعرفة نوايا العرب بما يتعلق بالاقتصاد والنفط وشراء المعدات الحربية والتي تُعتبر اساسية للغرب ولاقتصاده”.