المطران جورج صليبا ولاجئون سوريون مسيحيون إلى لبنان : النظام وحزب الله المصنف “إرهابيا” يقاتلان دفاعا عنا ، و”الثوار” الذين يدعمهم الغرب هم من يقتلوننا .
عرضت القناة الأولى في شبكة ARD الألمانية قبل أيام فيلما وثائقيا عن الاضطهاد الذي يلحق بالمواطنين السوريين المنحدرين من الطائفة المسيحية ، وعن هروب مئات الآلاف منهم إلى لبنان ومن ثم إلى أوربا .
http://www.youtube.com/watch?v=K5lXzVVZdiI&feature=youtu.be
وقال تقرير القناة الألمانية ، وهي واحدة من شبكة تضم تسع قنوات ، نقلا عن المطران اللبناني جورج صليبا وعائلتين سوريتين مسيحيتين مهجرتين في لبنان ، إن الإسلاميين وليس نظام الأسد هم من يضطهد المسيحيين ، وإن حزب الله هو من يساعد المسيحيين ويقاتل دفاعا عنهم .
وينقل التقرير عن هؤلاء قولهم إن المسيحيين المشرقيين ليسوا ذوي أهمية بالنسبة للغرب الذي لا يرى فيهم سوى أرقام . والمثير في التقرير هو إشارته إلى أن الإسلاميين السوريين اللاجئين إلى ألمانيا يطاردون اللاجئين السوريين المسيحيين حتى في ألمانيا نفسها ، ويحاولون قتلهم حتى هنا ! ويورد مثالا على ذلك حالة عائلة مسيحية سورية لاجئة في ألمانيا تعرضت للتهديد بالقتل من “لاجئين سنة متعصبين” ، حسب وصفه ، فاضطرت إلى الهرب من ألمانيا أيضا ، رغم الوضع الصحي الصعب لربة المنزل !
ولعل أكثر ما يلفت الانتباه في التقرير إشارته إلى المفارقة السياسية المتعلقة بأن الجناح العسكري لحزب الله ، المصنف إرهابيا في أوربا والغرب عموما ، هو من يقوم بالدفاع عن المسيحيين في سوريا ، بينما المصنفون “ثوارا” من قبل هذا الغرب ، هم من يقومون باضطهاد هؤلاء المسيحيين وقتلهم وحرق كنائسهم !
وذكر أحد الأصدقاء المراقبين للإعلام الألماني إن التقرير يشكل انعطافة في طريقة تفكير قسم هام من الإعلام الإلماني ، وإشارة إلى وجود “صراع” حقيقي فيما بين وسائل الإعلام الألمانية .
ففي الوقت الذي استمر فيه بعض هذا الإعلام على عماه الذي كان سائدا بداية الأزمة السورية ، بدأ بعضه الآخر يتلمس ملامح أخرى وصورة أخرى لما يجري ، لاسيما بعد أن أصبح الإسلاميون ، وبشكل خاص الوهابيين منهم ، هم الأكثر همينة ونفوذا في أوساط المسلحين السوريين ، وبعد أن أصبح إجرامهم الطائفي والمذهبي ، وإجرامهم الهمجي عموما ضد كل ما يمت بصلة لأي مظهر إنساني وحضاري ، أكبر من يحجب بمزاعم سخيفة تتحدث عن “ثوار من أجل الكرامة الحرية” .
سيريان تلغراف | يوتيوب الحقيقة