أشارت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية الى ضرورة العمل فورا على إنقاذ العلاقات الأمريكية-السعودية، وذلك بعد أن شن الأمير تركي الفيصل هجوما على أداء الإدارة الأمريكية حيال ملفات المنطقة، وخاصة فلسطين وسورية.
ونشرت “واشنطن بوست” الخميس 24 أكتوبر/تشرين الأول مقالا للكاتب الصحفي ديفيد إغناطيوس الذي أشار الى أن العلاقات بين واشنطن والرياض كانت تتدهور على مدى السنتين الماضيتين، دون أن يعمل أحد في كلا العاصمتين شيئا للحيلولة دون وقوع أزمة.
وأشار إغناطيوس الى أن قرار الرياض رفض المقعد الذي فازت به في مجلس الأمن الدولي، كان، قبل كل شيء، رسالة الى الولايات المتحدة وليس الى الأمم المتحدة.
وأضاف: ما يثير قلقا هو أن 4 حلفاء آخرين لواشنطن في المنطقة وهم مصر والأردن والإمارات واسرائيل، يشاطرون التحفظ السعودي من السياسة التي تمارسها إدارة باراك أوباما في المنطقة. ونقل إغناطيوس عن مصادر شرق أوسطية أن هذه الدول تعتبر أن أوباما أضر بالنفوذ الأمريكي في المنطقة بعد أن تخلى عن مبارك ودعم “الإخوان المسلمين” ومحمد مرسي في مصر وبالإضافة الى تغيير موقفه من سورية وتحالفه مع موسكو بشأن أسلحتها الكيميائية وتوجهه لبدء مفاوضات مع إيران.
ونقل الكاتب عن مسؤول عربي مطّلع أن الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز أعرب عن خيبة أمله من السياسة الأمريكية خلال مأدبة في الرياض مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والأمير محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي. وذكر المسؤول أن الملك السعودي يعتبر واشنطن طرفا لا يمكن الاعتماد عليه، مضيفا أنه لا يرى بوادر لسعي أي من الطرفين لإصلاح هذه القضية.
واعتبر إغناطيوس أن القضية تكمن ليس في السياسات الأمريكية فحسب، بل في إحساس السعوديين بأن واشنطن تتجاهلهم بل وإنها خانتهم، وحذر من أن هذا الإحساس قد يلحق أذى طويل الأمد بالعلاقات الثنائية.
ونقل الكاتب عن مسؤول أمريكي سابق يمتلك خبرة في التعامل مع السعوديين، أن “أحدا يجب أن يصعد الى طائرة فورا ويتوجه للقاء الملك”. وأضاف المسؤول أن عقلية العاهل السعودي “قبلية جدا” وهو يعتبر أن “كلمتك هي التزامك”.
تركي الفيصل: هناك خيبة أمل واسعة في المملكة من السياسية الأمريكية
وقال الأمير تركي الفيصل الذي تولى رئاسة المخابرات السعودية وتولى منصب سفير الرياض في واشنطن، إن هناك خيبة أمل واسعة جدا في الرأي العام السعودي من تعامل الولايات المتحدة ليس مع الملف الفلسطيني فحسب بل وخاصة مع الملف السوري.
وفي تصريحات لموقع “المونيتور” الأمريكي، قال الفيصل إنه لا يجوز التعامل مع المعارضة السوري بالطريقة التي تعاملت معها الولايات المتحدة.
وقال: “بغض النظر عن بقاء أو رحيل الأسد، المهمة هي إيقاف القتل. والطريق الوحيد لذلك، برأيي، هو دعم المعارضة كي تكون ليس قادرة على الدفاع عن نفسها من الطائرات والمدفعية والصواريخ والأسلحة الكيميائية للنظام فحسب، بل ومن التداعي الذي يمثلهه المتطرفون الذين ينتشرون الى جميع الأنحاء ويحاولون تحويل مسار الأحداث وفق رؤيتهم”.
وفي تصريحات أخرى خلال محاضرة ألقاها بمؤتمر عربي- أمريكي في واشنطن قال إن “مسرحية وضع ترسانة السلاح الكيميائي السوري تحت الإشراف الدولي كانت ستعتبر مضحكة للغاية إن لم تكن مثيرة للسخرية بشكل واضح ومصنوعة بطريقة لا تمنح السيد أوباما فرص التراجع (عن العمل العسكري) فحسب بل تساعد الأسد على ذبح شعبه على حد تعبيره.
سيريان تلغراف