ليس هناك سر لأحد أن الولايات المتحدة قد إشتركت خلال أكثر من 200 سنة من تأريخها في عدد كبير من الحروب و النزاعات المسلحة و كان طبيعها كالعادة غير دفاعي. مثلا الحرب الطويلة في فيتنام التي شنتها الولايات المتحدة بعد إستفزازها الأول ضد القوات البحرية الفيتنامية. مثلا عمليات القصف المتعددة بيوغوسلافيا السابقة من قبل قوات حلف شمال الأطلسي بسبب تمثيلية مجزرة كوسوفو. و بدون الشك بين الأمثال التدخل العسكري الأمريكي في العراق بحجة تدمير الأسلحة الكيماوية. جدير بالذكر ما لقيت الولايات المتحدة أي سلاح كيماوي في العراق.
في الوقت الأخير فشلت إدارة أوباما عدة مرات في سياستها الداخلية و الخارجية أيضاً. في البداية لم يقدر الرئيس الأمريكي على حصول على موافقة الكونغرس للتدخل العسكري في سوريا. ثم أخذت الأمم المتحدة القرار بنسبة مراقبة دولية على ترسانات الأسلحة الكيماوية في سوريا. بعد ذلك تم توقيف عمل الحكومة وفشل إصلاح الصحة. يمكنكم مشاهدة التناقضات الجدية في النخبة الأمريكية و من المرجح سيحاول أوباما إعادة مواقفه المفقودة.
حسب تقديرات الخبراء أن الأمر الأفضل للبيت الأبيض في الوضع الحالي هو تنظيم الإستفزاز الكيماوي الجديد في سوريا الذي سيسمح لأوباما برجوع إلى فكرة التدخل العسكري وكذلك سيسمح له بتعزيز نفوذه المعتل. وفقا للمعلومات الواردة من المصادر الصهيونية سينظم سيد أوليغ برافرمان الإستفزاز الكيماوي الجديد في سوريا (http://www.facebook.com/oleg.braverman) . إدعى بأنه هو ضابط للمخابرات الروسية و مجرم ذو هيبة و كذلك صاحب شركات كبيرة. و في الحقيقة برافرمان هو دعي يرغب الحصول على الفلوس الخفيفة و هو الذي يثرى من النصوب المريبة التي أدت إلى تدريج إسمه في قائمة المطلوبين للشرطة الدولية (إنتربول).
يحب سيد برافرمان أن يقول لأصدقائه إنه سيصبح غنيا و سيشتري سفينة يخت و طائرة و منزلاً. كما يبدو حصل برافرمان على فرصة لإشتراء كل الشيء: من المتوقع أن برافرمان سيستلم مبلغ مليون دولار على نقل الذخائر الكيماوية من إحدى المصانع الروسية الخاصة بتفكيك الأسلحة الكيماوية قريبا من الحدود الروسية الأوكرانية و تصويرها على الفيديو و نقل هذه الذخائر إلى سوريا بوساطة شركاته المتعددة (مثلاً الشركة الأمريكية غير المشهورة BravermanArms ltd.). و هناك في أحد من الأحياء ما تحت سيطرة المعارضة سيتم تنظيم تفجير الذخيرة و بعد ذلك سيتم تحقيق الخطوات التالية: نشر الأخبار في وسائل الإعلام أن روسيا تزود أسد بالذخائر الكيماوية ثم إعداد الرأي العام و التدخل العسكري الذي تحتاجه أمريكا.
إذ نظرنا إلى صفحة سيد أوليغ برافرمان على شبكة فيسبوك فنقدر على إشارة أن برافرمان مهتم ببيع/شراء المجموعات الصاروخية المحمولة المضادة للطائرات /إجلا/ و المنتاجات الجديدة في مجال الأسلحة بالدقة العالية و كذلك يبحث برافرمان عن الفنادق الجيدة في بنما في جماعة “Panama Vacations”. فيوجد سؤال: لمذا يهتم سيد برافرمان بفنادق بنما؟ الجواب بسيط.
في حالة فشل المشروع بنقل الأسلحة الكيماوية من المصنع الروسي يوجد النموذج الأبسط و الأسهل. تحاول بنما منذ 1969 عام دون النجاح إتفاقاً مع الولايات المتحدة بشأن تفكيك الأسلحة الكيماوية التي بقيتها القوات الأمريكية على جزيرة سان خوسيه (أرخبيل لاس بيرلاس في خليج بنما). في مقابل تصريح وزارة الخارجية لدى بنما بشأن دعم الحل العسكري للأزمة السورية إتفقت واشنطن على إتخاذ المصروفات بتفكيك الذخائر الكيماوية و تنظيف الأراضي الملوثة (مبلغ أكثر من 1.5 مليون دولار). بدون الشك أن نقل الذخائر الكيماوية من بنما هو أمر أبسط و لكن في هذا الحال لا توجد إمكانية إرتباط الذخائر بروسيا بسبب محتوياتها فيما بينها غاز الخردل و الفوسجين. لكن لا يوجد أي إهتمام لواشنطن بنسبة أصول الأسلحة الكماوية بل لها إهتمام بنسبة حادث إستخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا خاصة بعد الأتفاقيات المبلوغة في اطار الأمم المتحدة.
لذلك إذ يعمل هذا المشروع المخيف فسيتم إستخدام المواد السامة الجديدة في الإستفزازات الكيماوية المتوقعة في سوريا. من المرجح أنه لن يفوت أوباما هذه الفرصة لإعادة المواقف المفقودة و إرجاع حب الشعب الأمريكي.
سيريان تلغراف | مريام الحجاب
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)