اجرت اليابان اختبارا لـ “مدفع” جديد للحصول بواسطته على عينات من الصخور المكونة للنيازك والكويكبات. وليس لهذا “المدفع” مثيل في العالم وسوف يتم تركيبه على المسبار الفضائي “هيابوسا – 2 “، الذي سيطلق الى الفضاء عام 2014 .واعلنت وكالة الفضاء اليابانية “جاكسا” إن هذا “المدفع” عبارة عن قذيفة معدنية مشحونة، وعند اطلاقها من مسافة قريبة تخلق في الجرم السماوي(نيزك او كويكب) حفرة يأخذ منها المسبار عينات من الصخور المكونة له. وقد عمل المصممون على صنع “المدفع” بحيث يصيب الهدف بدقة متناهية ويطلق القذيفة بسرعة محددة.ويخطط خبراء “جاكسا” للحصول على معلومات دقيقة عن كيفية تكون الاجرام السماوية بعد دراسة العينات المأخوذة من الحفرة التي سيحدثها هذا المدفع.
ويعتقد العديد من العلماء، أن احتمال اصطدام النيازك والكويكبات والمذنبات بالكرة الارضية امر وارد جدا. إن حماية الارض من خطر اصطدامها، مسألة معقدة للغاية، وان البحث عن حلول لها يقع على عاتق علماء وخبراء من مختلف المجالات، اضافة الى خبراء وكالات الفضاء.
وكان الكويكب الذي منح رقم TV135 2013 قد حلق يوم 16 سبتمبر/ايلول الماضي بالقرب من الكرة الارضية على مسافة 6.7 مليون كلم، وقد اكتشفه علماء الفلك الاوكرانيون يوم 13 اكتوبر/تشرين الاول فقط في الصور التي التقطها مرصد القرم.
يبلغ قطر هذا الكويكب 400 متر، وحسب الحسابات الفلكية سيقترب من الكرة الارضية الى مسافة 4000 كلم عام 2032 . وتشير نتائج هذه الحسابات الى ان احتمال اصطدامه بكوكبنا قد تضاعف اربع مرات، ومع ذلك يبقى هذا الاحتمال ضعيفا جدا (1 \63000) مع وجود حسابات اخرى تشير الى ان الاحتمال يعادل (1\ 14000).
ويقول دون يومانس، رئيس قسم النيازك في وكالة “ناسا”: “نسبيا هذا اكتشاف جديد وانا واثق من انه بفضل المراقبة سنتمكن من تخفيض احتمال اصطدامه بالارض، وحتى جعله صفرا في المستقبل القريب”. وكان خبراء الوكالة قد استبعدوا نهائيا احتمال اصطدام نيزك “ابوفيس” بالكرة الارضية على الرغم من انه كان يشكل خطرا اساسيا حينها.
واعلنت وكالة ناسا، أن هذا الكويكب يشكل تهديدا لكوكب الارض اكثر مما كان متوقعا في السابق. ويعتقد ان قوة انفجاره قد تصل الى 2.5 ميغا طن، اي ما يعادل 125 مرة اقوى من القنبلتين الذريتين اللتين القتهما الولايات المتحدة الامريكية على هيروشيما وناغاساكي عام 1945 .
إن مراقبة حركة هذه النيازك اصبحت من الامور الهامة في السنوات الاخيرة، وكانت وكالة الفضاء الامريكية “ناسا” قد عرضت في الربيع الماضي نموذجا لمركبة فضائية خاصة بالتقاط النيازك والكويكبات المتجهة نحو الارض، ولكن الكونغرس الامريكي لم يوافق عليه.
الاجراءات التي ستتخذها روسيا للحماية من النيازك
لقد نوقشت مسألة حماية روسيا من سقوط النيازك والكويكبات، على اعلى المستويات بعد سقوط كويكب تشيليابينسك في اواسط فبراير/شباط من السنة الحالية، الذي تسبب في جرح واصابة المئات وتحطيم زجاج النوافذ في العديد من المباني وغير ذلك.
وحسب رأي رئيس معهد العلوم الفلكية التابع لاكاديمية العلوم الروسية، بوريس شوستوف، ستتمكن الصواريخ المستخدمة في النقل الفضائي والتلسكوبات الكبيرة من حماية روسيا من هذه النيازك، وسوف ينتهي العمل على اعداد مشروع خاص بهذا الشأن في نهاية السنة الحالية، لذلك من الضروري تأسيس منظومة ارضية – فضائية لاكتشاف هذه الاجرام. أي يجب صنع سوبر تلسكوبات ذات زاوية واسعة.
وحسب رأي مدير اختبار الرؤوس النووية، يمكن صيد النيازك التي ابعادها اكبر من كيلومتر باستخدام معدات التفجير النووي.
وكان نائب رئيس الوزراء الروسي، دميتري روغوزين قد اكد على ضرورة متابعة حركة هذا الجرم السماوي رقم TV135 2013 من قبل وكالة الفضاء الروسية، وكما سبق له ان اقترح انشاء منظومة خاصة لاكتشاف ومراقبة حركة الاجرام السماوية، التي قد تشكل خطرا على كوكب الارض.
سيريان تلغراف