قال قدري جميل نائب رئيس الوزراء السوري لقناة RT بعد محادثات أجراها الخميس 17 أكتوبر/تشرين الأول في وزارة الخارجية الروسية إن هناك توافق دولي بشأن عقد مؤتمر “جنيف-2” يوم 23 من الشهر القادم .
وقال قدري جميل بصفته الأمين العام لحزب الإرادة الشعبية المعارض بسورية وعضو قيادة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير: “أي موعد لمؤتمر “جنيف-2″ هو واقعي لأن الأمور وصلت إلى طريق مسدود بالنسبة للجميع، بمن فيهم القوى الدولية والقوى الإقليمية والقوى المحلية، لذلك كلما كان أبكر كلما كان أحسن” .
وتابع أن موعد 23 نوفمبر/تشرين الأول كما يبدو بات متفقا عليه اليوم بين الأمم المتحدة والقوى الأساسية .
وسبق أن اعتبر جميل في مؤتمر صحفي بموسكو أن سورية باتت قريبة جدا من “جنيف-2″، مضيفا أنه بحث اليوم في وزارة الخارجية الروسية المواعيد المحتملة لانعقاد المؤتمر. وشدد على أن “جنيف-2” يبقى الطريق الوحيد لتسوية النزاع السوري، مرجحا انعقاده يومي 23 و24 نوفمبر/تشرين الثاني .
من يسعى لجعل المعارضة السورية أحادية يريد إبقاء سورية حبيسة النمط السياسي السابق
واعتبر جميل أنه، في الوقت الذي تعتبر مسألة تمثيل النظام واضحة، هناك مشاكل تتعلق بتمثيل المعارضة، ويجري النقاش حوله حاليا. وتابع أنه كانت هناك محاولة من بعض القوى الغربية لجعل تمثيل المعارضة موحدا على نمط فكرة الحزب الواحد أو إعطاء التمثيل لطرف واحد فقط .
واعتبر أن حصر واحتكار تمثيل المعارضة من قبل طرف واحد هو، أولا، لا يعكس الواقع السوري، وثانيا، لا يخدم الغاية والظروف الضرورية للوصول إلى حل للأزمة .
وتابع أن المعارضة السورية بشكلها الحالي تعكس صورة سورية المقبلة، ومن يريد أن يجعل المعارضة أحادية، يريد إبقاء سورية حبيسة النمط السياسي السابق .
واستغرب جميل أن الغربيين الذين يتحدثون كثيرا عن الحرية والديمقراطية والتعددية هم من يفرضون طرفا واحدا كي يكون حزبا قياديا جديدا في البلد والمجتمع .
الهدف الأول لمؤتمر “جنيف” هو إيقاف التدخل العسكري
اعتبر جميل أن “الائتلاف الوطني السوري” يعاني اليوم من مشاكل خانقة وأصبح عرضة للتفتت .
وتابع أن الشيء الأهم فيما يخص انعقاد المؤتمر يكمن في عدم طرح شروط مسبقة .
وأشار في هذا الخصوص إلى أن للجانب الروسي علاقات جيدة مع جميع فصائل المعارضة السورية، بما فيها “من يحب الروس ومن لا يحب الروس”، وذلك ما يميزها عن الولايات المتحدة التي تراهن على طرف واحد فقط .
وذكر أن موسكو تعمل على تحسين الأجواء بين مختلف المعارضات، علما بأن المشاكل القائمة بين مختلف الفصائل قد تكون أكبر مما هي مع النظام. وأشار إلى وجود الاستئثار والروح الأحادية لدى البعض، وهذا يعيق عقد مؤتمر جنيف .
وشدد على أن الخطوة الأولى يجب أن تكون إيقاف التدخل الخارجي، وهذا ما يرمي إليه مؤتمر جنيف، وتابع أن إيقاف هذا التدخل شرط ضروري لإيقاف مسلسل العنف في سورية وإطلاق العملية السياسية .
وأوضح أن إبعاد خطر التدخل سيؤدي إلى تخفيض مستوى العنف وتحسين التفاهم بين السوريين، ومن ثم إلى إطلاق عملية سياسية. ولم يستبعد عقد مؤتمرات جديدة “جنيف-3″ و”جنيف-4” وإلخ فيما بعد لحل جميع القضايا العالقة .
سيريان تلغراف