Site icon سيريان تلغراف

مآثر “الربيع العربي” على إسرائيل .. لا حروب لعشرات السنوات القادمة !!

تنشر صحيفة المنار المقدسية ملخصا لعدة تقارير إسرائيلية تتحدث عن ما يسمى بـ “الربيع العربي” ومآثره على إسرائيل، هذه التقارير أعدت كإضافة للقارير التي توصلت إليها الأجهزة الأمنية. تقول هذه التقارير أن الربيع العربي أبعد لعشرات السنوات أية فرصة لإندلاع حرب إقليمية عربية ـ اسرائيلية، واستنادا الى دوائر التقدير المستقبلي، فان اندلاع حرب تقليدية اقليمية شاملة أو فردية محدودة لم تعد مطروحة في هذه الدوائر، ومراكز البحث والتخطيط.

وترى هذه التقارير أن جميع الدول العربية التي تملك إمكانيات التأثير، وتشكل خطرا على إسرائيل سواء بدوافع قومية أو ثورية أو افتعالا لأزمة، لم تعد موجودة، وأن حسابات دوائر التقدير الإستخباري الإسرائيلي لم تدرج في حساباتها احتمال اندلاع الحرب، وأيضا لم يعد هذا الإحتمال ضمن قائمة التحديات والمخاطر. وتشير التقارير هنا الى أن الإحتمال العراقي سقط عبر حالة الفوضى وأيضا سقوطه من الجبهة الجنوبية، في أعقاب أهم إنجاز لاسرائيل منذ قيامها والمتمثل في التوقيع على معاهدة كامب ديفيد، وأيضا، حالة الحصار عبر وسائل عديدة سياسية ودبلوماسية وبأداة القانون الدولي، وافتعال الأزمات إنطلاقا من لبنان، هذه حققت بصورة كبيرة الهدف منها.

لكن، اليوم وبعد حالة الفوضى التي اجتاحت العالم العربي، فان مداواة الجروح داخل المجتمع الواحد في الدول المحيطة باسرائيل تحتاج لسنوات طويلة قادمة، ولن يتوقف النزيف بسهولة ، فهناك الكثير من البؤر التي تفجرت، ولن تخمد نيرانها سريعا، وستبقى تحديا حقيقيا للأنظمة والشعوب في تلك الساحات حتى بعد حدوث شكل من أشكال الاستقرار الأمني، بالضبط، كما يحدث في مصر، وما يحدث في العراق، وما سيحدث في سوريا بعد دوران عجلة الحل السياسي والمرحلة الانتقالية، فرياح الربيع العربي نشرت بذور التوتر التي نما جزء منها والجزء الآخر ما يزال في مرحلة النمو، ولا أحد يدري كيف يمكن مواجهة تلك المخاطر من جانب الأنظمة، سواء من خلال وسائل عقلانية أو وسائل عسكرية.

وحول طبيعة المخاطر التي تواجه اسرائيل في المرحلة القادمة، تقول التقارير أن الخطر الذي يتربع في المركز الأول في قائمة التحديات والمخاطر الأمنية ضد اسرائيل هو خطر حزب الله، لذلك، لا تستبعد التقارير أن نشهد في السنوات القادمة، حملات عسكرية شبيهة بتلك التي حدثت خلال حرب لبنان الثانية، وذلك ينطبق أيضا على غزة في حال سقطت التهدئة الراهنة، لكن، حربا كحرب 1973 لن تشهدها المنطقة لسنوات طويلة قادمة.

وترى التقارير أن هناك تحديا مختلفا وهو رغبة الأقوياء في المنظومة العالمية التي لم تعد مقتصرة على الحضور الأمريكي الفاعل، وانما قد نشهد مستقبلا التضحية بحلفاء الأمس لضمان نظام اقليمي صالح للبقاء والاستمرار عبر حلول سياسية للأزمات، وقد تشكل هذه حلا للأزمة السورية ويكون فاتحة لها، وهذا ما نراه اليوم أمام أعيننا فيما يتعلق بالأزمة الايرانية.

وهذه الحلول فيما يتعلق بالازمات التي ترتبط بها اسرائيل كالصراع الفلسطيني والاسرائيلي، والصراع العربي الاسرائيلي، تقوم بشكل رئيس على محاصرة نقاط الاحتكاك والبحث عن فرص لاتفاقيات سلام انتقالية يتم بعدها البحث عن معاهدات سلام، أي محاصرة وعزل بؤر الاحتكاك وعوامله بشكل يضمن عدم حدوث انفجارات مفاجئة في المشهد الاقليمي، وفي نفس الوقت البحث عن السلام في أجواء مريحة.

وتختتم هذه التقارير أن هناك فرصة أمام بروز وظهور عقلانية اسرائيلية تتعاون بأمانة وصدق مع الولايات المتحدة لضمان تشكل مشهد مريح ومستقبل أفضل، سواء في العلاقة بين اسرائيل والفلسطينيين، أو العلاقة بين اسرائيل وجاراتها، فالفرصة مواتية لتحقيق ذلك.

سيريان تلغراف

Exit mobile version